|
|
||||
هيئة إدارة تحرير مجلة عاشقة الصحراء التي تعنى بقضايا المرأة العربية والأدب والفن | ||||
دع أبجديتي تحيا ... (ومضات على مقالة "حروف يجب أن تموت": للأستاذ "فايز أبو عيد")
عاشقة
الصحراء :
بقلم: أمل محمد شلبي. كلما ترنمتْ قيثارة الحنين، رجّعهُ التطّواف إلى مدائن أهله، يبعثره الشوق ثم يلملمه في طرفة عين، فتصير الكلمات زنابق، ويتحرر البنفسج من قيود الأرض، ثم تتصعد سيقانه إلى فضاء فسيح، تبحث عن شمس الوصول، وسرعان ما تفتح البتلات عينيها كي تداعبها نسائم العشيّة. وحين يؤرق قلبَه الحنينُ، يمشي بخطوات مبعثرة تاركًا ضوضاء الوقت وصخب الألم، فارشًا لقلبه بساطًا سندباديًا، يجول به أينما طابتْ له الذكريات. في غار ذكرياته، فوق ربوة الأمنيات، يخلو بنفسه طويلًا، يعيش قداسة التأمل، فترتعش دقائق روحه كلما ارتحلتْ في ثنايا "ألبوم صور" عفتْ الآلامُ نكهتَها. كم مضى من العمر دون أن يقلّب صفحاته، دون أن تَكتُبَ بصماتُهُ على حوافها أبجدية وجد ولهفة!! دون أن يملأ عينيه بريقٌ شابَهُ فرح وألم. كم مضى من الوقت دون أن يخلو إلى نفسه، يرتُقُ شقوق الوجع، ويمسح غربة الداخل!! ثم ماذا؟! ثم إنه في حضرة الذكرى تُطربه أبجدية الصور! كانت ذكرياته تشقُ عبابَ البحر، تبحثُ عن مرفأ، وحين استوتْ على الجودي، ترنمتْ أدمعُهُ، وسالتْ أوديةٌ بقدرها، وجاءته "حروفٌ أوجب عليها الموت"، ترجوه أن تحيا ثانية في سطور، وجاءته صورٌ أخذ يطويها في "ألبومه"، كي يخبئها في صندوق منسيّ، ترجوه أن يعلّقها على جدران الألم؛ فالذكريات الجميلة بلسم الجراح، وترياق الوجع: أرجوك يا صديق غربتي، دع أبجديتي تحيا..!! كنتُ أرقبه من بعيد، يستمعُ لما تقوله الذكريات، حفنتُ أشجانَهُ بكفيّ، ثم علّقتُها بين أوراق الياسمين؛ كي تزهر فرحًا. كان يكفي أن أحمل عنه بعض الوجع، ليتجاوزَ ذلك الحزن الذي أتعبَ كلماتِه كثيرًا، ولم يفارق عينيه، وكان يكفي أن يرى "ألبوم" ذكرياتي، ليدركَ أنّ الجرحَ واحد، والوطن واحد، فيتجرع ما تبقى من الأيام بحزن أقل... الثلاثاء 23-حزيران- 2020 الكاتب:
سكرتيرة التحرير مريم حمدان بتاريخ: الأربعاء 24-06-2020 08:25 مساء الزوار: 700
التعليقات: 0
|
العناوين المشابهة |
الموضوع | القسم | الكاتب | الردود | اخر مشاركة |
*قراءة نقدية للأستاذ والناقد التونسي ... | النقد والتحليل الادبي | اسرة التحرير | 0 | الخميس 10-05-2012 |