جاءت كرونا كيْ توحّدَ بيْننــا
كالرّيح لمّتْ شمْلنا فــي الدّار

لتزيدَ من روحي نقاوةَ طيبها
وتزيدَ جسْمي راحة بجداري

وتنيرَ درْبا من تباشير الرُّؤى
علما وبحثا من عقول كباري

يا أيها القلبُ المعذّبُ بالنّوى
صرْتَ الغريبَ ودونما إنذارِ

أفلا نسِيتَ مكارها أضمرْتَها
في عُمْق روح باعدتْ لِجِوارِ

ونسِيتَ كِبْرَك كلَّه في حُجْرة
مُتضرِّعا للواحد القهّــــــــارِ

وجعلت من نُسْغ المحبّة غيمة
حتى يفيضَ الغيث بالأمطـــارِ

فنهدُّ إعصارَ الرّياح وويْلَهـا
ونشقُّ صدرَ الحجْر والأحْجارِ

بالعلْم والإيمان نور قـلوبنـا
نُحْييه دهْـرا مُشرِقَ الأنْـوارِ

وتضامنا ومكارما ومحبّـة
نَهدي قلوب البائس المُحتار

ما كُنْتُ أدْري أنّ ذرّاتِ الوبا
تغتال أرْضا عنْد كُـلّ مــدارِ

فرعون يهوي كابيا مستضعفا
والأرض تبلع انسها وتواري

لا فرْقَ بيْن مُزارع وأميرة
بئْسَ الوبا إذْ يَسْتلذُّ مراري

لا فرق بين قصورِهم وديارِنا
الصمت يوصد بابها ويداري

لا فرق بين مدينة وخوائها
ران الظلام وأغلقت أسواري

الله نسأل رأفة بجيوشنا
مدّوا الأيادي من وراء ستــار

في الروح حب للالاه وللورى
تاج يكلل هامتي ودثاري

والله وحدَه مــــالكٌ لحياتنــا
نَرْجوهُ عفوا غَمْرةَ الأقْــدارِ