تحاول ولو كذباً السيطرة على مشاعرها ولملمة شوقها عنه، حنينها الممزوج بالحزن تارة وبالصدق العالق بتفاصيل تعانق لياليها.
تحاول احتضان روحها رغم ما تحمله من أثقال السنين وهموم الأيام، احيانا تشعر بثقل في قدميها كمن يمشي على شوك إلى عذاب محتوم.
ذاكرتها تؤلمها جداً، فهي من لحم ودم وأعصاب، أحيانا تهرع إلى الحلم هرباً حيث لقاءات الأرواح تعني شيئا من رائحة الحب المفقود وسمو السماء التي تشتهي احتضانها.. هناك حيث الجمال لا يذبل، والعطاء جوهر الصدق.
هي لا تكابر .. لكن الشوق اضناها، فالشوق يذبل القلب أحيانا ويشعل جمرات الحنين فينا، يجعل الروح أسيرة دوامة الحيرة، ويحجب عنا شمس الحياة التي تشرق فينا.
تصل إلى مرحلة اللاشيء، اللاتعبير، واللاشعور، واللاإحساس.. حيث تبدأ أوجاع الذاكرة..
ولأنها شعورها غائر في العمق أعمق مما تتصور، فإنها تحب اكثر مما يكون الحب، وتعشق فوق المعقول، ويصحو فيها الشغف الساكن في الخلايا والشرايين كل ليلة امام عطره الذي لا يفارق ذاكرتها.. تعرف انها الوحيدة التي تورطت كالمجانين.. لكنه شعور مبهم يجتاحها واشتياق عقيم ..
إنه «الحبر».. معه اكتشفت كيف تخوض مغامرات الكتابة والنشوة على الورق، هو وحده من  تشّرب من قوتها الحقيقية في أوج اوجاعها واحتضارها.. هو نبض روحها على بياض الورق.. هو نشوة الحياة حين يكتب معها تساؤلاتها، ويجيب معها بتلك الاجابات المتناقضة الحكيمة المجنونة.. هو الأصدق معها.. هو حبر حقيقتها الأوحد.