سوريا ثورةٌ لا تشبه إلا نفسها, من هز الدّالية, متاهة لولبية, أنثى الخسارات, الصنوبرة..غموض الشَّدة في الفواصل, مرايا, أنا النارُ في النار, محطات, عصير الكيوي, حمزة, الرقص مع الذئاب, ثورة + ثورة والجدير بالذكر أن ديوان " متاهة لولبية " يعتبر الإصدار السادس للشاعرة آخين ولات ومن إصداراتها:
- قصائد بلا لسان - 2000 اصدار خاص بيروت - بالكردية
- ريح الشمال - 2006 دار أفستا - اسطنبول - بالكردية
- نوش - 2009 دار أفستا - اسطنبول - بالكردية
- الموسلين الأزرق 2010 عن دار أبابيل - سوريا - بالعربية
- مشمشة وكرزتان 2012 قصائد مترجمة إلى السويددية
- متاهة لولبية 2012 دار الأدهم - القاهرة - بالعربية

ومن أجواء الديوان نختار لكم قصيدة " عصير الكيوي "

عصير الكيوي

رصاصةٌ تندس في بندقية؛
يدان لا ترتجفان.
وأوراقٌ يبعثرها الصّفير.
***
وطنٌ مؤلمٌ بكل ما تحمله الرصاصة من فجورٍ
إلى جناحي عصفورٍ،
وقلب طفل.
***
ماءٌ قاسِ  يغطي المدينة
لا أعرف كم عمره بالتحديد
ماءٌ يعرف كيف يحمل البندقية
ويضغط على الزناد
***
دعنا نحاول إلى ما كنّا وكان:
لم تنس الغابة وجهك بعدُ
ولم تنس النارُ فراغ الإطارات.

هنا لازالت الأصوات ممكنة؛
للمصابيح قدرةٌ على  الفرز،
وامرأةٌ تبحث عن الطريقة المُثلى
للانتحار.
***
حسناً
ماذا عن نواة الجوز الأخضر؟
ألم يحن اكتماله بعد؟
سأعدّ لـ حمزة، عصير الكيوي
وأستعيض بالغابة فقداني..
وجهك في الغيم نصف قمرٍ؛
وكل ما تحتمل النجوم إذ تسقط
في بئر الخفافيش.

لمَ عليّ إيجاد صيغةٍ أكثر مني
وأكثر مما أنا عليه؟؟
عليّ إيجاد زهرة الثلج الزرقاء،
لأدخل الممراتَ
وكهوفَ الجليد
والأنفاق.
***
أول مرةٍ سرقت فيها كنت في الخامسة
مشمشةً وكرزتين
قال حمزة عندما التقيته في موج الجزيرة النائية
عن اندساس الرصاص في صدور أطفالٍ
يبلغون قبل الثالثة عشرة.
أكلت نصف المشمشة،
وخبّأت النصف الآخر والكرزتين لبنت الجيران.
كنت أحبها أكثر من المشمش
والكرز.

للوجع نكهة المشمش المسروق يا ماما،
للوجع غوايةٌ،
تفوق كل المغامرات.
مظلاتٌ سوداء
وجوهٌ قاتمة
مطرٌ كالرصاص يفجّر عيون الأرض
وصبيٌّ خلف الزجاج؛
يلوّح بيدٍ ناصعة
***
التمرين لا شيء يا بني
الرغبة هي كل شيء
السواعد تحمي نفسها بنفسها
كن أكثر حرصاً على قدميك
املأ الرئتين من خوفك
وأطلقه كله دفعةً واحدة
استنشق الرعب وأطلقه بقوة
الشمس خلفك
وأمامك جيشٌ من الخفافيش.

خذ هذه الجمرة،
وارمها في المدينة،
ستشتعل بك
على حافة جمرة.
***
تتدفق الخفافيش كالماء من الجدران.
ترشدك العتمة يا حمزة
كيفما تحرّكت المياه.
كلّ الأبنية مرايا لوجهك.
لا عليك إنه الميترو فقط
توقّف بُغتةً ليجلو عن عينيّ، 
النعاس.

1
أنا حمزة الخطيب
أنا من تمنى طيلة سنواته الثلاث عشرة
أن يكون نقّار خشبٍ في إحدى الغابات
أنا من سرق لحبيبته مشمشةً وكرزتين
أنا من قال أنا، فقالوا: لن تكون
أنا من خانه الله.
2
دخلوا معدتي
وأخرجوا نصف المشمشة.
لم يصدّقوا أني خبأت الكرزتين لحبيبتي
ظلّوا يبحثون تحت جلدي حتى الصباح
أنا من سرق فاكهة الله.
وعدني بالغابةِ
ولم يفعل حين كبرت.
3
أنا من قال جلادّي أني سرقت فاكهة أطفاله
فقلت: أطفالك هم أطفالي،
وسيطالبونك بدمي.
4
أنا من كبر في غفلة الملائكةِ عنه
أنا من سوّى السماء
بالأرض.
5
أنا
أنا
أنا
أنا الابن الوحيد لملايين النساء
كلّهنّ هززن مهدي
وزغردن لعرسي الحزين.