ان الزواج رباط مقدس بين إثنين رجل وإمرأة لغرض تأسيس أسرة تكون أول نواة في المجتمع ، هذا الزواج يحتاج الى مقومات أساسية مثل القبول والايجاب والتكافؤ بين الزوجين في المستوى الفكري ووجود حسن النية لتحمل المسؤولية كاملة لان انهيار الاسرة إنهيار للمجتمع. وقبل هذا وذاك يكون الصدق أول مفاتيح هذا الرباط، وقد يسألُ سائل : لماذا هذا العدد المفزع من عدد حالات الطلاق في الوقت الحاضر ، نقول الاسباب كثيرة ومتشعبة ويمكن أن نرصد بعضا من هذه الاسباب لأهميتها  .

كثير من العوائل لا تتوخى العقلانية في اختيار الزوج أو الزوجة لأبناءهم لضحالة التفكير أو الخضوع لاهواء طرفي هذا الزواج ويكتشفون فيما بعد سيل من التناقضات الجوهرية في السلوك والمزاج التي تتعارض وطبيعة طباعهم ولان الصبر يكون مفقوداً يتسرع الطرفين الى اتخاذ قرار بنفس سرعة قرار الزواج، أو ترى تخفي العائلة العيوب والامراض عن الطرف الخاطب وبعد إتمام الزواج يتفاجيء بهذه العيوب فكم من أزواج علموا بان الزوجة تعاني من الصرع أو انفصام الشخصية أو حروق في جسدها، ايضا طلب الزوجات دار مستقلة تتقاطع مع واقع حال الزوج خصوصا اذا تربى يتيما واصبح فيما بعد هو مسؤولا عن رعاية والدته وأخوته .. في هذا الحال ليس عدلا ان يخلى عنهم إكراما لاهواء عروسه.. ومن الاسباب القوية والنادرة قيام الزوجة بسرقة النقود وبشكل متكرر من الزوج دون علمه قد تعطيها لذويها أو تشتري ما ترغب اليه وكانت دعاوى معروضة على المحاكم سرقات مبالغ كبيرة وهذا سبب منطقي لان هذه العدوى الاجرامية قد تنتقل الى أولاده من والدتهم ، ثم الخيانة الزوجية وأهوال علاقات التواصل الاجتماعي وخصوصا اذا كانوا من الجهلة الذين يسهل الضحك عليهم من قبل شباك المحتالين والنصابين لفساد الضمير وضعف الوازع الديني لهذه الجهة أو تلك.. أضف الى التدخل المباشر وغير المبرر من ذوي الزوجين لاتفه الاسباب التي تعمل على تميق هذه الخلافات البسيطة وتجذرها ، وكذلك فارق السن الكبير بين الزوجين أو زواج المصلحة التي يلجأ اليها بعض الآباء لما يشبه بيع بناتهم القاصرات كونه مدمن على تعاطي المسكرات أو عاطل عن العمل.

أمر اخر يدخل في باب عدم الانفاق على الزوجة من بعض فئات من الرجال الذي يتسكع على أبواب الحياة دون هدف ويتزوج من إمرأة عاملة يعمل على إبتزازها دون خجل مما يفقده احترامه ومكانته لان الذي يدفع يكون صاحب القرار والرأي إضافة عن التنصل عن الاتفاقات ما قبل الزواج مثلما يفعل بعض الازواج على منع المرأة من مواظبة وظيفتها او دراستها بعد الزواج وكأنه في قرونٍ خلت مما يدفع هذه الزوجة التي نكث لعهوده معها الى طلب الطلاق ، أو عدم وجود التكافؤ الاجتماعي والفكري تراه من الاميين ويتزوج من خريجة الدراسة الجامعية وبعد بدء الحياة تكتشف انه ليس من مستواهامما يجعل عدم تطابق وجهات النظر في كثير من الامر .
هنا ورغم وجود بعض الظلم والتعسف في العلاقات في القرى والارياف لكن نسب الطلاق أقل بكثير عن المدينة نظاً لقوة الضوابط الاسرية وتماسكها التي تحول دون تطاول الواحد على الاخر وخصوصا تكون صلة القربي بينهم وتشابك علاقات ذوي الزوجين حصانة من تحلل هذه العلاقة  . 
لذا بُعد النظر والواقعية وعدم التسرع في اختيار الطرف الاخر والتأني يكون أمنا للزواج لان الضحايا من الاطفال تكون كارثية على المجتمع .