عمان :  ضمن مشروع مكتبة الأسرة الأردنية/ مهرجان القراءة للجميع 2018، الذي تشرف عليه وزارة الثقافة، صدرت طبعة جديدة من كتاب «بناء الدولة العربية الحديثة.. تجربة فيصل بن الحسين في سورية والعراق»، من إعداد وتحرير الدكتورة هند أبو الشعر، في جزأين، الأول جاء في 383 صحفة من القطع الكبير، وفيما جاء الجزء الثاني 339 صفحة من القطع الكبير. وكانت الطبعة الاولى من الكتاب صدرت ضمن منشورات جامعة آل البيت عام 1999.
وتقول د. أبو الشعر في مقدمة الكتابين: في إحدى جلسات الحوار مع الدكتور محمد عدنان البخيت رئيس جامعة آل البيتن قادتنا إلى اختيار هذا المحور للدراسة والتحليل، وهو: «بناء الدولة العربية الحديثة» وكان الاتفاق على دراسة تجربة الأمة بعد انهيار الدولة العثمانية، وبداية الاحساس بتحقيق الذات والحكم الوطني، بقراءة تجربة فيصل بن الحسين في كل من سوريا والعراق 1918-1932م، وفيصل بن الحسين شخصية متفردة، معددة في قدراته، بدءا بتجربته العسكرية في جيش الثورة العربية الكبرى، وبتجربته الفكرية - السياسية، عند اتصاله بأحرار الأمة في بلاد الشام  قبل الثورة ثم قيادته المدهشة الواعية، لأول تجربة للحكم الوطني في بلاد الشام، فيما عرف باسم «الحكومة العربية» أو «الحكومة الفيصلية»، ومرورا بتجربة المواجهة المرّة مع فرنسا في معركة ميسلون، كل هذه الخبرات، حملها فيصل بن الحسين معه إلى العراق، ليصبح الملك الأول بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، ويؤسس الدولة الحديثة من جديد، ما بين سنوات 1921-1933.
هذه المحاور، هي أول تجارب بناء الدولة العربية الحديثة، وهي كما نراها حالة متكاملة، تتناول الفكر السياسي والاقتصادي والبناء الاجتماعي والتربوي والثقافي والفكري، في زمن انهارت فيه امبراطوريات، وقامت قناعات جديدة بعد الحرب الكونية الأولى 1914-1918، فكيف تعامل فيصل بن الحسين مع هذه المرحلة الصعبة؟ وكيف فهم السلطة، وكيف فهمت الأمة فيصلا؟ وأخيرا كيف فهم هو الأمة وتعامل معها؟ إن القراءة الواعية لخطب فيصل بن الحسين وحواراته، تثير في النفس الدهشة والإعجاب، ويمكن لوثائقيات مرحلة الحكومة العربية الفيصلية، ولخطبه المنشورة، أن تعطي الدارس فرصة فهم فكر فيصل ومتابعته على كافة الأصعدة،إضافة إلى محور الصحافة المعاصرة التي احتفت بفيصل احتفاء لا مثيل له، وتابعته باهتمام وإعجاب، كذلك الحال مع الوثائق المحلية والأجنبية، ومن هنا، وانطلاقا من كل هذه المعطيات، وجهت جامعة آل البيت دعوتها الأولى للندوة التأسيسية «لبناء الدولة العربية الحديثة» وخاطبت العديد من الفعاليات الأكاديمية والفكرية داخل حدود الوطن وخارجه، فانعقدت الندوة التأسيسية عام 1998، في الجامعة، واستمرارا لنهج جامعة آل البيت، بتوجهها نحو نشر أعمال الندوات والحلقات البحثية في كتب، فحرصت على الترتيب الزمني والموضوعي رغبة مني في أن أضع بين يدي القارئ كتابين في محاورهما ودراستهما.

الدستور الاردنية