في رثاء الشهيد رسام الكاريكاتير ناجي العلي
خَفَقَ الْفُؤادُ لأَعْذَبِ الأَلْحانِ
فَتَجَمَّلَتْ، وَالسِّحْرُ قَدْ أَغْواني
أَرْضُ الْمَحَبَّةِ، وَالْكَرامَةُ تاجُها
بَيْتُ الْكِرامِ لِسالِفِ الأَزْمانِ
حَبَّاتُ رَمْلِكِ كَمْ تَعَطَّرَ زَهْرُها
بِدَمِ الشَّهيدِ وَصَفْوَةِ الْخِلاّنِ
يا ابْنَ الّذينَ يُعانِقونَ نُجومَها
ناجي، أَثَرْتَ لَواعِجَ الأَحْزانِ
نَنْعاكَ، وَالدَّمْعُ الشَّجِيُّ لَطالَما
رَسَمَ الطَّريقَ بِريشَةِ الْفَنَّانِ
أَلَمٌ سَرى، وَالْحُزْنُ يَفْتِكُ بِالْحَشا
دَمُكَ الزَّكيُ طَغى عَلى الأَكْوانِ
يا أَيُّها الْمَصْلوبُ في قَلْبِ الْمَدى
هَلاَّ كَبُرْتَ!! فَنَحْنُ كَالأَوْثانِ
ناضَلْتَ وَحْدَكَ، كَيْ تُعيدَ لِشَعْبِها
الْمَقْهورِ فيها، نَخْوَةَ الإِنْسانِ
وَطَنٌ، وَجُرْحُكَ قَدْ تَعَتَّقَ بِالأَسى
بِالْعِزِّ يَسْمو مَجْدُكَ الْكَنْعاني
فَتَوَضَّأَتْ مِنْ طُهْرِهِ أَرْضُ النَّدى
وَتَخَضَّبَتْ بِشَقائِقِ النُّعْمانِ
لَكَأَنَّما كُلُّ الرِّياضِ تَبَدَّلَتْ
إِذْ تَرْتَدي وَجَعاً بِغَدْرٍ دانِ
لا تَرْفَعَنَّ لِأَهْلِ جُبْنٍ مَطْلَباً
يَسْقوكَ كَأْساً عَجَّ بِالْخِذْلانِ
وَذَوو الْمُروءَةِ يَشْحَذونَ بِنُبْلِهِمْ
أَسْيافَ عِزٍّ في حِمى شُجْعانِ
لا تَنْحَني لِلذُّلِ إِنْ رُمْتَ الْعُلا
صَوْنُ الْكَرامَةِ آيَةُ الشُّكْرانِ