عمان : عن دار أزمنة، صدر مؤخرا الكتاب الـ44 للشاعرة أمينة العدوان، وهو ديوان شعر بعنوان «لسنا للمراثي»، وتنتصر فيه لوحدة الأرض الفلسطينية وترفض ما يُحدثه الاحتلال من تمزيق ومصادرة لها ومن تغيير في جغرافيتها عبر جدار الفصل العنصري والحواجز، كما تنتصر للمقاومة وترى فيها وسيلة التحرر والخلاص، حتى لو كانت بالقلم والريشة والعلم والكوفية والمسرحية والفيلم والتطريز وحتى العلم والخارطة والعمل الدبلوماسي، وتـُظهر فيه حاجة الشعب تحت الاحتلال  إلى العدل، ووقف الظلم ومواجهته، وتتحدث شعرا عن استشهادهم، وتضحياهم، وعن مواجهتهم، وإحداثهم الكثير من التطورات في القضية الفلسطينية، الأمر الذي جعل الضمير العالمي يستيقظ لنصرتهم، وتقول في قصيدتها (قرار مجلس الأمن128): تؤيد 128دولة في العالم/ القدس عاصمة فلسطين/ ونحن في الرصاص/ في الحصار/ في الاحتراق/ في الصقيع نقاوم.. قرار مجلس الأمن/ صدّع جدران الظلم/ وبنى جدارا جديدا لا تتكئ عليه القيود)
هذا الديوان نداء وصرخة للضمير العالمي ليوقف العدو ممارساته، وظلمه وتعذيبه،وحصاره لقطاع غزة، وتؤكد أن الأمكنة في ظل الاحتلال صارت جدرانا وحواجز وأسلاكا شائكة ومحاصرة ومسروقة، وفي ظل هذا الخراب، كانت المقاومة تشكل الرد الحاسم، بالعلم، والكوفية، وأشجار الزيتون وأشجار الغار، والسلاح، والحقائب، وكانت ترفض هدم البيوت،ومحو الشعب، وتزوير تاريخه وإتجازاته، وتحويل بعضهم لمعوقين جرحى، وبعضهم الآخر لسجناء يعانون بطش القيود والسلاسل والتعذيب.  في الديوان قصائد كثيرة لتمجيد مسيرات العودة، ولتمجيد بعض الشخصيات الوطنية والعلماء وإبراز مواقفهم الوطنية ومقاومتهم المجيدة: عهد التميمي، أحمد جرار، خالد البطش،رزان النجار، وفيه ردود الفعل إزاء ما تعرّض له المسجد الأقصى من انتهاكات ألهبت مشاعر الناس وحرّكت أحاسيسهم الدينية فهبوا لنجدته غير مكترثين للعقوبات الجماعية، وأدانت الشاعرة فيه سياسة الاحتلال المتمثلة في هدم البيوت وإلقاء أصحابها في العراء، فلم يعد الحكم للقانون بل للجرافة .