|
|
||||
هيئة إدارة تحرير مجلة عاشقة الصحراء التي تعنى بقضايا المرأة العربية والأدب والفن | ||||
تـــاريــــخ الاقمشـــــة العالميـــــة
عاشقة
الصحراء :
الأقمشة تختلف تطريزات ونقوش حولنا إلى درجةٍ بات دماغنا لا يستوعب الفروق بينها. ولكن، هل فكرتِ كيف تتم صناعتها ومن ماذا؟ قد تتفاجئين إن علمت أن معظم نقوش الأقمشة التي نراها اليوم لها تاريخٌ عريق، حيث تبنتها ارتدتها العديد من الثقافات، وأثرّت بها على مر العصور، إلى درجةٍ انمحت معها الحدود الفاصلة بين تأثير مختلف هذه الثقافات والقصص الرائعة التي نقشتها في تفاصيل الأقمشة. كما وترك التقدّم الكبير في صناعة الأقمشة أثراً كبيراً على المجتمعات التي نُسج في أحضانها. وبغض النظر عن التقنيات الجديدة التي يسلّط الإعلام الضوء عليها، فإن التغيّرات في صناعة الأقمشة في العصور الماضية أحدثت فروقاتٍ كبيرة في المجتمع تحوّلت في بعض الأحيان إلى ثورات اجتماعية. 1- الترتان : أقسم بألا أستخدم أي ترتان أو أي قماش بالنقش المربع أو الزي الخاص بسكان المرتفعات، وإن قمت بذلك سأكون ملعوناً في جميع مشاريعي وأسرتي وأملاكي- وألا أرى زوجتي أو أطفالي أو أمي أو أبي أو أياً من علاقاتي، وأن أقتل في ساحات المعارك مثل الجبناء، وليحلّ علي كل هذا في حال أخلفت في وعدي” كان هذا العهد الصارم جزءاً من قانون نزع السلاح لعام 1746 الذي أعلنت عنه بريطانيا لقمع الثورة الاسكتلندية. ويُعتبر تاريخ الترتان صادماً نظراً لأن هذا القماش بات شائعاً اليوم، ولن نفكر كثيراً قبل ارتدائه، إلا أن الناس في العصور الماضية كانوا يدفعون حياتهم ثمناً لقاء حقهم بارتداء الترتان الذي كان زي آبائهم وأجدادهم. وبما أنه مرتبط بمفاهيم الثورة، فإنه من المنطقي أن يرتبط بحركة البانك وهو عنصر محوري في العديد من مجموعات أزياء Alexander McQueen الثورية . 2- القماش المنقط : ادّعي عشرات الحضارات أنها أول من استخدم القماش المنقط، بدءاً من قبائل بوشمين جنوب أفريقيا وصولاً إلى شعوب أسانتي في غانا، وليس انتهاءً بشباب أوروبا في ثلاثينيات القرن الثامن عشر. وترتبط احدى أغرب قصص القماش المنقط بالترقيع، أي أن أول أنماط القماش المنقط كان عبارةً عن رقعٍ بشكل نقاط من القماش يتم تثبيتها على الوجه، لتبدو على شكل شامات طبيعية. وامتد تأثير هذا الهوس الجديد إلى أوروبا وآسيا ليصبح معياراً لجمال السيدات. وحتى يومنا هذا ما زال وجود بعض الشامات على الوجه مؤشراً للجمال الطبيعي مثل جمال مارلين مونرو وسيندي كروفورد. ومن الغريب أن نعتقد بأن الشامات الطبيعية على الوجه قد تحوّلت إلى لصاقات تضعها النساء فقط للتباهي، لتصل إلى مرحلةٍ تؤثر على نقشات القماش ويظهر معها القماش المنقط. . 3- القماش بالنقشة المتعرجة : ادأ استخدام القماش بالنقشة المتعرجة (الزكزاك) كإحدى وسائل إبعاد الأرواح الشريرة، إذ كانوا قديماً يعتقدون أن الأطراف المدببة للزكزاك تشبه أسنان الذئب. وبدأت النساء في أوروبا يطرزن أشكال الزكزاك على الشالات لحماية أنفسهن من الأذى. وفي العالم العربي يشيع استخدام الزكزاك كثيراً، إذ أن العديد من المنسوجات العربية تحتوي على نقوش بشكل مثلثات، لأن بعض الثقافات العربية تؤمن أيضاً بقدراته على الحماية من الأذى، بالإضافة لكونه حاضراً كثيراً في الهندسة المعمارية في العصر الإسلامي. 4- الجاكار : استعدوا للمفاجأة عند سماع القصص التي تروي أصل وتاريخ قماش الجاكار، لأنها فعلاً لا تصدق. عند اختراع نول نسج قماش الجاكار لأول مرة في بدايات القرن الثامن عشر كان النول فعّالاً جداً لدرجةٍ تسببت بفقدان آلاف النساجين أعمالهم، إذ غطى النول الجديد بميكانيكيته العالية كل الحاجات لصناعة الجاكار. وتسبب هذا بغضبٍ واسع في مجتمع النساجين. وفي عام 1812 انضم النساجون الغاضبون إلى نيدلاد (المشهور بكونه من أطلق شرارة الحركة اللاضية التي وقفت في وجه التقنيات الجديدة التي ظهرت خلال الثورة الصناعية)، وقاموا بتدمير مصانع الصوف والقطن بهدف الحد من استخدام آلات نسج الجاكار. 5- القماش بنقشة زهرة الزنبق : من أين تأتي أصول نقشة زهرة الزنبق؟ لا يعرف أحد على وجه التحديد أصل هذه النقشة، إلا أن الغموض الذي يدور حول أصل هذه النقشة، يزيد من جاذبية قصتها. وكتب مايكل باستوريو في كتاب Treatise on Heraldry أن نقشة الزنبق ”كانت شائعة لدى جميع الشعوب على امتداد مختلف الحقب. ويظهر هذا الشكل في الأسطوانات المستخدمة للأختام في حضارات ما بين النهرين، وفي النقوش المصرية القديمة، وفي الخزفيات الميسينية، والأقمشة الساسانية، والعملات الغالية والمملوكية، والأقمشة الإندونيسية، والنقوش اليابانية والطلاسم الخاصة بشعوب الدوغون”. ومن الغريب أيضاً أن ظهور هذا النقش كان متزامناً لدى العديد من الحضارات البعيدة عن بعضها جغرافياً والتي لا تمتلك أي وسيلة اتصال مع بعضها البعض لتؤثر على بعضها. ومن المعروف أن شكل الزنبقة هو الرمز الوطني لفرنسا، إلا أن هذا النقش من ملك الجميع دون أن يملكه أحد في الوقت نفسه. الكاتب:
سكرتيرة التحرير مريم حمدان بتاريخ: الأربعاء 01-08-2018 09:27 مساء الزوار: 1265
التعليقات: 0
|