عمان  - استضاف منتدى الرواد الكبار أول من أمس الأكاديمية والشاعرة الجزائرية حبيبة العلوي للحديث عن تجربة المرأة الجزائرية منذ التسعينيات حتى الآن، ادار الحوار القاصة سحر ملص.
رئيسة المنتدى هيفاء البشير التي رحبت بالعلوي اشارت الى ان المنتدى دأب على الاحتفاء بالمبدعين الأردنيين والعرب، فالمنتدى الذي يحتفي بهؤلاء المبدعون يعزز اواصر المحبة والاخاء والتبادل الأفكار والثقافة، فقد احتفى المنتدى قبل فترة الروائي العربي الجزائري واسيني الأعرج.
حبيبة العلوي قدمت قراءة للمسار النضالي للمراة الجزائرية منذ فترة التسعينيات إلى الفترة الحالية، في محاولة تغطية مختلف الكيانات النسائية التي لعبت دورا حاسما في المسار السياسي للجزائر، منطلقة من دور نساء اليسار الجزائري الصريح في مجابهة المد الاسلاموي وفعاليتهم في التكريس لدور المرأة على الأرض اثر خروجهن للتظاهر اثر سلسة الاغتيالات التي طالت المثقفين بداية من سنة 1993 منتظمات في حركة رفض التي انضوى تحتها بعدها نساء غير متحزبات آمن بمبدأ ضرورة الوقوف في مواجهة آلة الارهاب بشكل واضح وصريح وبرأس وصدر عار، هذا الموقف النسوي سيحسب للمرأة الجزائرية التي ستحتل الواجهة في هذا الصراع على الاستحواذ على الشارع في الجزائر الذي اريد له أن يصبح فضاء محرما على النساء.
وتابعت العلوي أن تظاهرات ناشطات حركة رفض بعد كل حادثة اغتيال او تفجير في شوارع العاصمة كانت تحديا صارخا لمنطق الترهيب من جهة اخرى حاولت الباحثة التعريج على دور المناضلات الاسلامويات في مسار التحول الجزائري وعن صوتهن الذي برز خاصة بعد اعتصاماتهن اثر توقيف المسار الانتخابي واعتقال قادة الحزب المحل حيث تم خلال هذه الاعتصامات استغلال صوت الاسلامويات في المرافعة لفكرة قيام الدولة الإسلامية في الجزائر التي لم تكن في وعي هذه المناضلات تكريسا لمشروع دولة ابوية ذكورية بقدر ماهي تحقيق ليتيوبيا المدينة الفاضلة الإسلامية التي تحفظ قيمة كرامة المرأة التي كثيرا ما سوق الخطاب الإسلاموي انه يستلزم توفير ظروف عمل مناسبة للمرأة تصون مبدا عدم الاختلاط
وتحدثت العلوي عن جبهة ثالثة تغلب عليها الاستقلالية عن خطاب النظام وخطاب الإسلامويين والمتمثلة في تنسيقية عائلات المفقودين التي اسستها امهات المفقودين في الجزائر المعدودين رسميا بسبعة آلاف مفقود، وهذه الحركة التي ما تزال تشكل صداعا يوميا للنظام بحكم رفض ناشطاتها طي ملفات المفقودين ومطالبتهن المستمرة بمعرفة حقيقة اختفاء ابنائهن القسري بالتظاهر كل يوم اربعاء امام المؤسسات الرسمية في الجزاير كقبة البرلمان مثلا.
وعن وضع المرأة الجزائرية في الوقت الحالي اشارت العلوي الى مكتبسات المراة الجزائرية الاخيرة كتكريس مبدا المتاصفة في مناصب المسؤولية وقانون الكوطة في المجالس المنتخبة وقانون مواجهة التحرش لم تكن الا تتويجا لمسار نضال نسائي طويل يمتد من الثورة التحريرية.
من جهة اخرى عرجت حبيبة العلوي للحديث عن تجربتها الابداعية بالتأكيد على ان بدايتها الشعرية التي دشنها اصدار كتابها الأول قهوة مرة رشفات ما بعد منتصف الحزن لم يكن الا تكريسا لقناعاتها أن الأصل في أي ابداع هو الشعري ولهذا رأت وما تزال ترى أن الانطلاق من الشعر يفترض هو الأساس وهو الطبيعي جدا وعن الفترة التي تفصل اصدارها الاول عن اصدارها الثاني ثلاث نساء وربع رجل حكايا السفر  وهي المجموعة القصصية التي نشرتها بدار فضاءات الأردنية سنة 2017 فقد بررتها بالانشغال الاكاديمي الذي شغلها عن الكاتبة فيها رغم انه مان يستجيب لهاجسها الحقيقي كجزائرية ترعرعت في خضم الأزمة الجزائرية التسعينية وهي الني اشتغلت في بحثها في الماجستير على دراسة الفضاء الروائي في رواية سيدة المقام لواسيني الاعرج التي كانت من الرويات للتي تبات بانهايارت المدينة في الجزائر حبيبة العلوي الباحثة ركزت على سؤال علاقة الكاتب العربي بفضائه كيف يكتب هذا الفضاء وكيف ينكتب فيه فضاؤه وحاولت ان توسع متنها في بحث الدكتوراه فدرست بينية الفضاء في رواية متون الاهرام للغيطاني ثم عرجت على قراءة التوظيف الايديولوجي للفضاء الروائي في الرواية العربية منتهية لاسئلة الانفتاحات الجديدة للنص العربي عبر سؤال الأدب الرقمي
وعن تجربة مجموعتها القصصية اشارت العلوي إلى أنها استلهمت تجربة التنقل بين أمكنة عربية مختلفة لترصد الراهن العربي الشائك من خلال وجهات نظر مختلفة تحاول ان تقرا تحولات نظرة المرأة العربية لمفهوم الرجولة كقيمة لا ترتبط اساسا بمفهوم الذكورة .. هي حكايا سفر اذن تحاول ان تستلهم اختلافات وتقاطعات الواقع العربي عبر مسار  شخصيات عربية قلقة وسط مخاضات افق عربي غائم ومريب ..غير انه يستوجب التأمل والتثبيط.