استضافت دائرة المكتبة الوطنية، مساء أول أمس، الأديبة باسمة غنيم في حفل توقيع مجموعتها الشعرية «أقطع وترا لأزرع كمنجة»، وقدم قراءة نقدية للمجموعة الشاعر غازي الذيبة وأدار الحوار الدكتور باسم الزعبي وسط حضور من المثقفين والمهتمين.
واستهل الأمسية وحفل التوقيع الشاعر والإعلامي غازي الذيبة بقراءة نقدية أكد فيها حين قال: إنه لمح توقا عاليا عند الكاتبة، مكنها من كتابة ذاتها، وصياغة جملة شعرية بالنثر، مشيرا إلى أنها تكتب وهي تلامس الأشياء في داخلها وخارج المكان، تقترب منها حد التوقد و تصوغ جملتها بارتباك، مؤكدا الذيبة أنها قريبة تماما من العالم و من أشيائه التي لا ترى و من تدفقه الوامض في الروح، مبينا أنها هكذا هي قلقة وتتوتر، لتبوح وتقول لنا إنها تضع مجموعتها الشعرية الاولى، لتصغي إلى موسيقى غامضة تنبعث من بين أصابعها، وتكتب قصيدة جديدة. 
أما المترجم والناقد الدكتور باسم الزعبي من جهته قدم مداخلة نقدية حول المجموعة الشعرية لغنيم، أشار فيها إلى أن الكاتبة تنفي عن نفسها عملية اقتراف الشعر، لكنها في قصيدة «شاعرة»، تعتبر نفسها مفتاح وطن منسيّ، في قلب أبيها لا يضيع. وأنها أرقٌ يقبعُ في عمقِ الكلمات. وهي نَمِرة تخمشُ عُمرَ الوقت، وتختال في براري الذاكرة، لِتَخْضَرَّ بمن تحب. وأنها صهيلٌ يعلو فوقَ الغمام، ليهطلَ إليّها ما ضاعَ منها. وهي بذلك تود أن تؤكد على خصوصية كتابتها، مهتمة قبل كل شيء بإيصال ما تقوله إلى عقل ووجدان القارئ . 
وبين د. الزعبي إلى أن مجموعة الكاتبة غنيم  تضم أكثر من مائة نص متفاوت الحجم، وقد حرصت الكاتبة أن تضع لكل نص عنواناً،جميعها تقريباً مفردات في صيغة المبني للمجهول، وهي غالبا مفاتيح للنص تحتها، مضيفا بأن نصوص المجموعة تتمحور حول الذات وعلاقتها بالآخر، والآخر هو الرجل الحبيب بتقلباته المتعددة. النصوص مكثفة التعبير، زاخرة بالصور الفنية  الحية، وبالتناصات الأدبية والتناصات مع التراث والقرآن الكريم. 
وفي ختام الأمسية قرأت الشاعرة عددا من قصائدها  منها «سقاية الروح، ارادة، تناقض، عناق، غزالة، هم، أظن، التباس، رطب، أخضر، هذي أنا»، وقد حازت قراءات الكاتبة على إعجاب الحضور وتفاعلهم معها، وثم وقعت كتابها وسط حفاوة كبيرة من الجمهور..