تحت رعاية الأميرة وجدان الهاشمي وبحضور نخبة من الفنانين والنقاد افتتح قبل أيام في جاليري وادي فينان معرض جديد للفنانة رنا صنيج حمل عنوان «تناغم»، وضم مجموعة كبيرة من أعمالها التشكيلية الجديدة ذات الأحجام البصرية المتفاوتة. تلج لوحات الفنانة رنا صنيج عالم عوالم المرأة وحالاتها العاطفية ومشاعرها عبر لوحات غنية بلغتها اللونية وصياغات تعبيرية شفيفة...المرأة الأم والفتاة الحالمة وقبل ذلك الانسانة التي تود التوكيد دائما على كينونتها وسط محيطها الاجتماعي والحضاري.
وتظهر في خلفية معظم اللوحات أشكال شتى من الزهور مرسومة بالأبيض والألوان الباردة لتشكل هارمونية لونية منحت اللوحة مزيدا من الأبعاد الجمالية والرومنسية،لاسيما وأن اقتران وجه المرأة بالزهرة يؤشر على ماتمثله الأنثى من خصب وجمال واستمرارية للحياة تماما كما الورود.
وتقول الفنانة عن لوحاتها الجديدة: «طوال سنتين من العمل على هذا الموضوع في هذه المجموعة من اللوحات قمت بتطوير نفسي، عكس ما شعرت به على هذه اللوحات. إن أجساد البشر ووجوههم وتعبيراتهم كانت دائما تثير انتباهي وتلهمني. أنا في حالة دائمة من الاندهاش المستمر من التبدلات التي تطرأ علينا وقدرتنا على تحويل أنفسنا، وإعادة اختراعها والشعور بأنها قد ولدت من جديد ونحن نقترب من الاتحاد مع الطبيعة.
في حين أن هذا المعرض يختلف عن المعرض الأخير، والذي تركز على موضوع وصور الأطفال، ومع ذلك هناك بعض المواضيع المشتركة التي يمكن العثور عليها في هذه المجموعة الجديدة. و هي لا تزال متصلة بالطبيعة، والإنسانية، والبحث عن النفس، لتجد أننا جميعا تنتمي إلى هذا الكون. و من خلال لوحاتي الجديدة أريد أن تمثل هذا الاتحاد ما بين الذات والطبيعة.
أنا أرسم الاتصال المتناغم ما بين الزهور والنساء وكيف تتحرك في الطبيعة. نحن نولد أحراراً مثل الأشياء التي تنمو في الطبيعة و بحرة شكل طبيعي. و بحثي المستمر هو إيجاد الوحدة داخل الذات. المعرض هو حول كيفية الشعور بالسعادة والرضا والقبول بكل ما يأتي ليس من الأشياء ولكن من الذات. وأنا أمثل ذلك عن طريق الألوان وحركة النساء من خلال المياه وغيرها من العناصر، في لوحاتي. العثور على السعادة هو شيء نسعى له جميعا.» وأقامت الفنانة صنيج العديد من المعارض في الأردن والخارج، وهي تسعى دوما لتجديد تجربتها التشكيلية وتقديم أعمال مختلفة في كل معرض.