وقالت الشيخة بدور القاسمي إن «مسؤولية دور النشر وصنّاع المعرفة في العالم العربي لا تقتصر على طباعة المؤلفات وتوزيعها فحسب، وإنما تتعدى ذلك لتكون شريكاً في بناء أجيال من القراء، وتعزيز تجاربهم المعرفية بلغتهم العربية، إلى جانب رفع وعيهم وتمسكهم بقيم الثقافة العربية، وما قدمته من محمول جمالي وإنساني لمختلف ثقافات العالم».
وأضافت الشيخة بدور أن «الكثير من القراء المقيمين في البلدان غير الناطقة بلغة الضاد يرغبون في الإطلاع على ما يصدر من مؤلفات في البلدان العربية، ويسعون للوصول إليها بمختلف السبل، خصوصاً الأطفال منهم، الذين تتوافر لديهم مختلف أشكال المعرفة بلغات أجنبية، ولا يجدون ما يلبي حاجتهم لتعلم العربية».
وأشارت الشيخة بدور القاسمي إلى أن مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال تحرص على هذا الدور، وتسعى جاهدة لتوفير كل ما يسهل حياة الأطفال، وينمي قدراتهم، بشتى الوسائل، انطلاقاً من إيمانها بأن الكتاب مصدر المعرفة الأول القادر على فتح أشكال الحوار، وتشييد أساسات متينة لتحقيق السلام والمحبة والخير.
وقالت فاتن ديركي، أمينة المكتبة الدولية في استوكهولم: «نشكر مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال على الإهداء، وستكون الكتب متاحة لجميع الأطفال الناطقين باللغة العربية في السويد، حيث تدعم المكتبة الدولية جميع المكتبات العامة السويدية بكتب من مختلف ثقافات العالم».
ومنذ شهر أبريل 2016، أصبحت اللغة العربية ثاني اللغات الدارجة في السويد، بدلاً من اللغة الفنلندية التي تحتل حالياً المرتبة الثالثة. ووفقاً لمكتب الإحصاء المركزي، كشفت في شهر مارس الماضي أن الجالية السورية تعد الأكبر في السويد، ويبلغ عدد أفرادها أكثر من 158 ألفاً، إضافة إلى نحو 136 ألفاً من العراق.
وستسهم هذه المجموعة الكبيرة من الكتب في إثراء محتوى المكتبات العامة في السويد، وستدعم الجلسات القرائية والفعاليات المجتمعية التي تنظمها المكتبات على مدار العام، إذ من المتوقع أن تشهد حضوراً وتفاعلاً عربياً أكبر خلال الفترة المقبلة، كما تتاح للمدارس في مختلف المناطق، وتوظيف هذه الكتب في اطلاع الأطفال العرب على جوانب ثقافتهم وقصصها وحكاياتها الشعبية.
ومنذ إنشائها في أبريل 2016، تعمل مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال على إطلاق وتنفيذ المبادرات والمشروعات التي تسهل إمكانية وصول الكتب إلى المكتبات العامة، ومخيمات اللاجئين، وتمكين الأطفال في المناطق المحرومة من الحصول على المعرفة، انطلاقاً من حرصها على ضمان الحق الأساسي لكل طفل بأن يقرأ، وإيماناً منها بمقدرة الكتاب على التأثير المباشر في عملية تنشِئة أجيال المستقبل.