حاورتها لعاشقة الصحراء سلمى محيش سكرتيرة تحرير وكالة أنباء عرار بوابة الثقافة العربية :

حين أقف كامرأة أمام مرآتي وأصرخ "أنا موجودة" أتغلب على كل الصعوبات.

ملتقى الحضارات الإنسانية، توافق مع أفكارني ولي شرف المشاركة فيه.
روايتي " مرايا الرحيل" ، لوحة رسمتها بالحبر ، تشبهني تماما، وستخرج من المطبعة خلال شهر.

حاورتها فكانت مثال الاخلاق واللطف ، وبدأت حوارها معي بكل رحابة صدر ، وبكل شغف بالبوح الذي يتعلق بأهم ما تحب اللوحة والحياة.
فنانة تشكيلية لبنانية تغربت عن وطنها الام وعاشت في بلد عربي اخر لا يعطي المرأة أي مجال لترفع فيه الصوت أو الفكر.
لكنها تمردت على نفسها ومجتمعها وانتفض العقل داخلها فأطاعت عقلها وبادرت لإثبات ذاتها .
رغم كل المعوقات التي واجهتها ، ورغم أم وربة منزل الا انها لم تتخلَ عن موهبتها وشغفها بالفن والرواية والأدب.
وقالت للمجتمع بكل اطيافه. ها انا هنا
هي السيدة الفاضلة والفنانة التشكيلية الراقية فاطمة اسماعيل :

سؤال ؟! ممكن نتعرف على بداية نشاطك في الفن التشكيلي وأين كانت الخطوات الأولى؟
بدأت نشاطي الفني في السعودية، قبل 7 سنوات، ومعها بدأت حكاية نبض جديد يمتد نحو افق واسع جدا، وحر أيضا.
شاركت في العديد من النشاطات الفنية في السعودية، ما بين معارض شخصية و مشتركة، و في 2016 كان لي معرضي الشخصي في بيروت، بعنوان "ريشة حبلى بالضوء"
والآن عدنا الى لبنان لأكمل مسيرتي الفنية والأدبية في ارض الاخضرار والحرية واللون..

- ما هي الصعوبات والمعوقات التي واجهتك كأنثى عربية خصوصا كما قلت كنت في بلد عربي يعتبر متشددا؟

المرأة العربية تواجه العديد من الصعوبات يوميا، لم تمتلك لوحاتي الحرية التي رسمتها بها في السعودية، فكانت الأعمال التي تعرض تقف على بعد مسافة من الحرية التي أرغبها لها.
ولكن كان لا بأس بذلك، فكل الحريات تبدأ مع انطلاقة اول بالون يحمل الحرية التي في قلوبنا.
لبنان رغم كل تقلباته الا انه يعطي الفن حريته حتى لو كبله في بعض المواقع والمواقف.
ونحن حتى الآن ما زلنا ندافع عن حريتنا كنساء وفنانات في مجتمعنا.

ما هي الصعوبات التي تواجه المرأة العربية واللبنانية بالتحديد لإثبات ذاتها في مجتمع ذكوري للنخاع وكيف ستتغلب عليها؟

نحن نتغلب على هذا المجتمع في كل لحظة نقف فيها امام مرآتنا ونحن نقول "أنا موجودة"، حينها نمسك زمام الأمور.
المرأة في مجتمعنا متألمة جدا، بسبب كل التراكمات التي رماها عليها المجتمع، والتي لا يزال يحمّلها أكثر من طاقتها حتى اليوم.
حتى نقف بوجه هذا المجتمع؛ علينا ان نؤمن بهويتنا كأمهات لهذا المجتمع، عبر ايماننا بقوتنا الداخلية كنساء، و أن نؤمن بأننا نستطيع تغيير هذا العالم، فقط عندما نتمكن من مواجهة ذاتنا ، وبعدها رفض كل ما يُزرع امامنا من صعاب وحواجز.
المرأة اللبنانية لا تختلف كثيرا عن المرأة العربية بشكل عام في الصعوبات التي تواجهها، ولكن هناك دائما مساحة ولو ضئيلة تمكن المرأة اللبنانية من اللجوء اليها لترفع صوتها وتعبر عن ذاتها.

ما هو رأيك بتقبل هذا النوع من الفنون في لبنان والوطن العربي اقصد الفن التشكيلي خصوصا والرسم عامة في ظل غزو العالم للأعمال الغريبة التي تدخل البلاد بأسعار بخسة؟

في الابداع، السعر ليس مهما، العمل هو المهم، يمكنني بيع عمل فني بنفس الاسعار التي تباع فيها الاعمال التجارية، و سيبقى العمل بأهميته.
الفنان الحر لا يتقيد بالسعر، والفن لا يقيد ببلد معين او بيئة معينة، عندما يكون عملا مهما ، سينشهر و سيدخل التاريخ مهما كان ثمنه، و لو كان قدّم مجانا لأحدهم.
فالقيمة تكمن في العمل، وليس بالعملة التي تدفع مقابله.

ماذا يعني لك المهرجان العربي الثالث لملتقى الحضارات الانسانية، و بماذا تفيد المهرجانات والمعارض على الصعيد الشخصي والعام؟!
هذا المهرجان توافق مع رسالتي الفنية، كذلك الجمعيات المتواجدة فيه و القيمين على المعرض.
التقيت بالشاعرة والفاعلة في مجال تكريس الابداع، انجل بنت الأرز السنة الماضية، كان لقاء مليئا بالفن والأدب، و كذلك بحب هذا البلد الأخضر، بحب لبنان و الأرز الذي نشبهه في قلوبنا.
كان لي الشرف بتلبية الدعوة ، وبالتواجد في هذا المهرجان، لنوصل الرسالة التي نؤمن بها حقا.
ماذا عن الرواية التي تكتبنيها؟
انتهيت من كتابتها ، وهي الآن في المطبعة ، وتصدر خلال أقل من شهر ، هي تحمل عنوان " مرايا الرحيل" ، وهي لوحة رسمتها بالحبر ، تشبهني تماما .