استضاف منتدى الرواد الكبار مساء أول أمس، الفنانة مي خوري مصممة التراث العالمية، في أمسية للحديث عن تجربتها في هذا المجال، وأدار الأمسية القاصة سحر ملص وسط حضور من المثقفين والمهتمين.
واستهلت الأمسية السيدة هيفاء البشير بكلمة ترحيبية قالت فيها: أرحب بكم في لقاء جديد في منتدى الرواد الكبار، حيث نستضيف مصممة التراث العالمية الفنانة مي خوري للحديث عن تجربتها في هذا المجال، إذ إنها عشقت منذ نعومة أظفارها كل ما هو تراثي وله صلة بالهوية التراثية التي ترسخ حضور الإنسان الفلسطيني والعربي والمشرقي، وذلك للحفاظ عليه ليكون ذاكرة حية نابضة في وجدان الأجيال اللاحقة والحديثة. وقد حملت الفنانة مي خوري على كاهلها رسالة المرأة الفلسطينية وعملت بجد ونشاط،وجالت بلدان العالم لتجمع مقتنيات الإنسان القديمة وتحدثها بقالب حضاري يتناسب مع العصر، وكما تعاملت مع العديد من الحرفيين من مختلف مواقعهم ليكونوا عوناً لها في تطوير المقتنيات وتطوير أنفسهم من خلال أفكارها الخلاّقة ، فأهلاً وسهلاً بكم وبها ونعتز اليوم بوجودها بيننا.
إلى ذلك أكدت الفنانة خوري، إنها تحمل رسالة إنسانية وعالمية هدفها الحفاظ على التراث والهوية الإنسانية  وفي مقدمتها الهوية الفلسطينية، مشيرة إلى أنها لم تدرس التصميم أو أو الفن في أية مدرسة أو جامعة ولكن كان لديها رؤيا وإحساس روحي بالفن منذ طفولتها، فقد ولدت في رام الله مدينة الحب والجمال، والأرض الطيبة ومن ينابيع تراثها حين فتحت عينها على الاثواب المطرزة، وعقود النساء وحليهّن، ورؤيتها للمرأة الفلسطينية ومدى اعتزازها بأنوثتها، من خلال تراثها الذي خلّد فلسطين. 
ثم تحدثت عن طقوس الحياة القديمة من خلال استعمال الجونة المصنوعة من القش لجمع الخضار والفاكهة، وطبق القش الذي كانت تتوسده الأرغفة في الصباحات النديّة والباطيّة التي يغفو العجين في حضنها بانتظار يد المرأة تعجنه، كل ذلك أرادتله أن يظل حيًا، فكان أن جمعت كل الأواني التي لم يعد أحد يستعملها بدءاً بطناجر النحاس، والمعاجن وألواح الدراس التي تتحدث عن حكايا زمن القمح وحصاده لتكون شاهداً، على التاريخ وذلك من خلال إعادة التدوير نحو الأفضل، فهي تدخل على هذه الأدوات كل الخامات لتكون مادة طبيعية في يدها سواء من الأثواب الفلاحية المطرزة إلى الحلي الفضية وغيرها، واستخدمت السيراميك والحديد والخشب لتحكي كل قطعة حكايتها التراثية التي تؤكد على تاريخنا وثقافتنا.
وهي تعمل مع ستين حرفياً بروح جماعية، بحيث تطور معهم ما يبدعونه وثمة روح تآلف ما بين فريق العمل، الذي تعمل معه إذ تسود الروح الانسانية ويذكر بأن الفنانة مي قد مزجت مابين تراث الشعوب لتدل على تآخي الروح الانسانية. مشيرة إلى أنها قد أسست دار بدر الدجى عام 1999، وهي عضو رابطة المصممين العالمية ومجلس الحرف العالمي وملتقى النساء العالمي. وقد حصلت على عدة جوائز عالمية فضية وذهبية وحصلت على المرتبة الثانية للعالم العربي في جائزة اليونسكو لأحسن منتج حرفي عام 2002 ونالت الجائزة الفضية، وصنفت في الترتيب السادس عالمياً كمصممة للتراث. وكماعرضت بعض مقتنياتها، وعرضت فيلماً وثائقياً يصور منتجاتها.