يا جدائلي
بصلاة من نزحوا عَبَثتِ جدائلي // وسخرتِ منّي أستغيث وسائلي

وسددتِ درب الوصل دون سفارة // وطففت قهراً دون عدلٍ شامل

وبلا جوازٍ صرتُ أزحف خطوتي // تأشيرتي ضاعت ولست بواصل

سُدّت سفارات الرّحيل بمقدمي // وتعثّر الوطنُ الحبيبُ مقابلي

ما بين أوطانٍ حسبت كموطني // لكنّها مثل السّراب القاحل

أجدائلي أشتمُّ ريحك عاطراً // ماذا جرى حتّى غدوت معاقلي

حاولت جوس العالمِين برَدَّةٍ // ألقيك أعلى ترجعي لأسافل

فألوكك بين الشّفاه لعلّني // بالّلثم منك ستستقيل مشاكلي

ما بال كلّ الأرض تجري صوبنا // ومُطاردين بكلّ أرضٍ فاصل

جاس الجميع حدود أرضي كلّها // ومُنعتُ منها مُغلقين مداخلي

لكنّ لي عينٌ بأرضي ترتجي // يا ربّ صن لي من يصون وصائلي

جمر العروبة فائق ما دونه // يشوي ويكوي دون رحمة طائل

حتّى جمار الغاصبين بسيطةٌ // إن قورنت حقداً لهم بقلائل

أوصدتُ حقدي ثمّ بِتّ كئيبةً // وسددتّ كرهي جثّتي بالعازل

أجدائلي ما سرّ كُرهِ عروبةٍ // أجدائلي ولما تصدّ قبائلي

خبزي المحاصر رغم أنّ ثرائهم // والله أفحش أن يُصاب بوابل

ودوائنا صرنا نحوم مدائناً // بحثاً وتفتيشاً كدأب السّائل

أجدائلي بصّي لمبعث عزّتي // ها خيمتي وقفت كطودٍ ماثل

ما همّني مهما العروبة حاصرت // أو قد تخلَّوا معلنين تجاهلي

فأنا رضعت كرامتي من عزّتي // أفضي إليك حبيبتي أجدائلي

بقلمي ندى