|
|
||
|
**( صد الضاغط بضاغط يعادله ) اللوحة التشكيلية للفنانة العراقية (حنان حنا)
اللوحة تأخذك بعيدًا وتثير فيك إدراكات أكثرها تاريخي ، يمت بصلة الى منحى اصالة امة وجذر ،،ولعلنا نسأل لماذا اختار المبدع هذي التشكيلة اللونية والمعمارية واجرى مسوحه الفنية ،،والتي اعتمدت سعة الطراز البنائي وهندسات الآجر العباسي وكانت حداثة وقتها آنذاك،،،،؟ لِمَ هذا الحضور العباسي البغدادي.،،،،؟ومبدع اللوحة يعيش أمام ناطحات تتباهى مع أشعة الشمس وظلال السحاب،،اي التفاتة مثيرة هذي من فنان يعيش مغتربًا هناك،،، هل هي طفرة مندلية وراثية للزمن المجيد،،،؟ ام هي نوع من أنواع التذكّرات إمتاعًا وبهجةً،، نعم انها المحاصرة والخصوصية وأقرب من هذا انها ضربة خلاص من ضغط حصل على دخيلة مبدع اصيل ،،فمن اجل ان لايضيع في متاهات الحضارة الفائقة والألوان والأضواء الرائقة ،، تجلى به الحال والمآل في ان يرد الصدمة التحتانية وصدمة المتحول ،،فحضارة الغرب حضارة عملاقة ماحقة تختلف عن غيرها بحداثاتها ،، ومبدعنا فزّت به روح تجلياته واستجلاءاته لروح الجمال ،، وماكان عليه الا ان يقابل الشيء الضاغط بشي يصده ،، ولعل روحه اختارت البديع اصالةً بمشروع أمته ،،،وهي الفترة العباسية المزهرة ،،فلسفة وفكرا وعمرانًا ،، /والفيلسوف ابن خلدون يعرّف الحضارة ويقول انها العمران/ فنان اللوحة وعلى ظني انه اصدرها من مهجره واغترابه ،،وهذا دليل حضور شخصاني عنده وإثباته من انه لايهزم ولا يكسد ،،يتلاقح مع ناطحة السحاب ويباهيها بلوحة قبل الف ومئتين سنة من تشييد واجتهاد قوس بغداد العباسيين ،،هي محاكاة باللامباشر من اننا هكذا أيها الغربيون ،،من أهل الفن ثم وضع هذي الحسناء الجميلة الفتاة لدليل ان فصولنا تحبل وتنجب ،،لايأس مهما كثرت ثقافة الإحباط ،، وأنماط التشويش مع التاريخ الخاص بنا،، مبدعنا سليم الخيال خصب ماهر التواصيف،، يفقه خطوطه وشيفرات ادراكه كيف يرمز وكيف يضع ويوزع الإشارات ،، محمولات وأدوات الانثى العباسية البغدادية العربيةالتي حولها وأمامها ،،مصباح وهذا رمز لحرية الرأي والتعبير وقتها ،،، الدِّرْجات مستوى صعود وتطور،،الجِرار خزانات خاصة شكلًا للجمال وضمنًا لتعتيق الاكسير والحلم ،،اي ان المال والنقود والذهب موجودة،، والماء المصفى البارد مبذول،، والشرب النبيذ كذلك من خلال علامة الزير ،، وهذي علامات البغدادي في ذاك الزمان اذ صنع حضارة وقدم للبشر معطياته،،، اللون الاخضر في الفستان الزيتوني هو جلد حياتنا النامي وخصب النماء،، توالد الألوان من بعضها محط وعي وفن بارع وعرضها بالمزاج الهاديء ،، دمج الفنان بريشته بين الكلاسيكي الواقعي وبين التشكيل الواضح التلاميح كرسم الانثى وتصويرها ،،أعطت اللوحة حضور للمرأة كلي وبحرية ،، نكتفي بهذا القدر ،،، وشكرافاللوحة تتحمل اكثر فانها موسوعة من التحليل والتشريح،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،ا٠حميد العنبر الخويلدي وحرفية نقد اعتباري الكاتب: هيئة التحرير بتاريخ: السبت 29-08-2020 06:45 مساء الزوار: 153 التعليقات: 0
|
|