|
عرار:
عمان :- في جنوب الطفيلة تتمددُ بصيرا على كتف هضبة تنداح جهاتها الثلاث إلى واديين عميقين يصبان في أرض الغور تلتصق بهما سلسلتان جبليتان، إحداهما تسمى الكُوْلا يتخللها بِطاح وسهول ووهاد ورُبى أقحوانيةٌ، وفي الجهة الرابعة تنفتح الطريق على مخرج يوصل إلى كلٍّ من ضانا والقادسية وغرندل وأم سراب، وفيها منابع مائية كثيرة كانت أحد أسباب استقرار أهلها فيها، مثل: عين لَحْظَة،غَرَنْدَل، العِبْر، الجِنَّيْن، ادْبَيْجَا، أم سراب، عين مِلْح، أم التَّمْر، البَدّ، رَوَاث، الهَوَدِي، الجَلَدَات، خِيْرَان، قَرْقُوْق وغيرها، ومنذ أن اتخذت بصيرا عاصمة للأدوميين وهي في التاريخ تقف بوابة لتصدَّ عنها عاديات الزمان حتى شَرُفَ ترابُها بدماء الصحابي الحارث بن عمير الأزدي مبعوث رسول الله عليه السلام للغساسنة ملوك الشام في صدر الدعوة الإسلامية، وعلى وقع سيوف مؤتة كان الفتح والتحرير لتكون بصيرا بعدئذٍ إحدى حواضر الدولة الأموية، ومنذاك ينشغل التاريخ بالقواصم من الأحداث فيغفل عنها كما غفل عن غيرها، وقد اكتست إطلالتها منحًى جغرافيًّا جعلها حصنا منيعا، إلى أن سكنتها عشائر السعودين الذين قدموا من أرض الحجاز مرورا بالشوبك موطن بني عمومتهم (الشوابكه) أصلا وصليبةً، وقد شرفوا بانتسابهم للعترة الطاهرة من آل البيت بجدهم الصالح عز الدين أبو حَمْرَا الذي يعود نسبه إلى سِبْط الرسول عليه السلام الحسين بن علي، وقد استطاع أهلها مع بدايات الدولة الأردنية المعاصرة أن يشاركوا في بناء الدولة مقدمين شهداءهم الأبرار في معارك الطفايلة ضد حملات الاتحاد والترقي التركية ومنها معركة حدِّ الدقيق ؛ فقدموا خيرة بنيها شهداء: عيد السعودي، محمد الرفوع، خلف السفاسفة، وغيرهم، وكان لأهلها شرف المشاركة في معارك فلسطين، وكان آخرهم يزن السعودي الذي ارتقى إلى الملأ الأعلى في أحداث قلعة الكرك الأخيرة. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 19-04-2019 10:12 مساء
الزوار: 1732 التعليقات: 0
|