|
عرار:
برعاية وزير الثقافة ووزير الشباب الدكتور محمد أبو رمان، وبمناسبة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان، تقيم وزارة الثقافة ندوة بعنوان " التعددية الثقافية في المنطقة : التحديات والآفاق"، يشارك فيها كل من: الدكتور ارحيل الغرايبة، النائبين السابقين: عبلة أبو علبة و جميل النمري، فيما يدير الندوة الروائي هزاع البراري أمين عام وزارة الثقافة وذلك في تمام الساعة الحادية عشرة صباح يوم الأربعاء القادم في دائرة المكتبة الوطنية. إن الإنسان في الشرق الأوسط متدين، وذلك يعود لسبب منطقي هو أن منطقتنا العربية ومنذ الأزل هي مهد الديانات السماوية، فتعدد الأديان هي نعمة من الخالق للبشرية التي منّ الله بها على أبناء آدم وحواء على حد سواء، وهناك تحديات كبيرة برزت أمامنا في العصر الحالي لمواجهة ظواهر دخيلة على مجتمعاتنا تحاول إقحام الدين في تعميق الهوة بين أبناء الوطن الواحد، ففي القرن الواحد والعشرين أصبحنا نرى فئات أكثر تعصباً ومشاكل التعددية تزداد في خضم المواطنة، وفي ظل ضعف من قبل الإعلام للتصدي لهذه الظواهرالمارقة والتصدي لمكافحة التعصب المبني على سطحية وهشاشة الطروحات التي يتبناها منظريها من أفكارذات مصالح ذاتية ومغرضة في أحايين كثيرة من جهة، ومن منظور آخرتستهدف الفئات الغضة والضعيفة وتستخدم أساليب وأدوات خطيرة في إستقطابهم، مما يشكل خطورة بالغة على المحافظة بين أفراد الشعب الواحد في الوطن وإنعكاساته على الأمة قاطبة. هناك من المتدينين من يستغل جهل الناس في عدم المعرفة الحقيقية لتعاليم وقواعد الأديان الأساسية، فالواجب إحترام الأديان الأخرى وتربية النشء على قبول الآخر وإحترامه وأن الناس كلهم أخوة ينسلون من أب البشرية آدم وأمهم حواء، وكانت الناس وماتزال تعيش وفق مبدأ التعايش والسلام والوئام في وطننا العربي، ففي بلاد الشام الذي شهد تاريخها المشترك ووقف في وجه الطامعين والطغاة وكل التحديات المحيطة به صفا واحد مسلمين ومسيحيين كمواطنين دولهم، فمفهوم المواطنة هو السعي لخلق مناخ سياسي لعيش الجميع في وطن واحد وكرست إيديولوجيات الحكام العرب في مهمتهم السياسية مسألة التفاهم على أرض الواقع وهو واقع التعددية التي منّ الله بها علينا جميعا، وحقيقة أن الأمة العربية التي تضم مسلمين ومسيحيين لم تكن الخلافات التي تطفوا بين أبناء أديان مختلفة دينية إطلاقا وإنما إختلالات وتباينات مردها عوامل كثيرة توظف العامل الديني في كسب شعبوية لهذه الفئات المضللة والمضللة في آن واحد في بث الخلافات الدينية والمذهبية في منطقتنا . يجب التمييز بين وجود التعددية بكل مستوياتها على أساس تاريخي وتكويني على أنها جزء من الهيكلية الإجتماعية العربية وبين التعامل مع هذا المعطى التاريخي المتمثل في التعددية الإجتماعية على شكل مذاهب وطوائف ولغات وهو يتجسد في الوحدة من خلال التنوع والتعدد وأن يكون الولاء الوطني في إطار الدولة، وهنا نستذكر رسالة عمان التي إطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني ونقتبس منها ،" والأمل معقود على علماء أمتنا أن ينيروا بحقيقة الإسلام وقيمه العظيمة عقول أجيالنا الشابّة، زينة حاضرنا وعدّة مستقبلنا، بحيث تجنبهم مخاطر الانزلاق في مسالك الجهل والفساد والانغلاق والتبعيّة، وتنير دروبهم بالسماحة والإعتدال والوسطية والخير، وتبعدهم عن مهاوي التطرّف والتشنج المدمّرة للروح والجسد؛ كما نتطلع إلى نهوض علمائنا إلى الإسهام في تفعيل مسيرتنا وتحقيق أولوياتنا بأن يكونوا القدوة والمثل في الدين والخلق والسّلوك والخطاب الرّاشد المستنير، يقدمون للأمّة دينها السمح الميسر وقانونه العملي الذي فيه نهضتها وسعادتها، ويبثون بين أفراد الأمّة وفي أرجاء العالم الخير والسلام والمحبّة، بدقّة العلم وبصيرة الحكمة ورشد السياسة في الأمور كلها، يجمعون ولا يفرقون، ويؤلفون القلوب ولا ينفرونها، ويستشرفون آفاق التلبية لمتطلبات القرن الحادي والعشرين والتصدي لتحدياته". وفي نهجها تتبنى وزارة الثقافة التي تنطلق من مبدأ أن الثقافة لا تصنعها المؤسسات الحكومية، ولكن تصنعها الجماهير وقطاعات المثقفين، وتسعى إلى تعزيز دور الثقافة في حياة المجتمع تعقد هذه الندوة لتسلط الضوء على هذه التحديات وآفاق الوصول إلى رؤية توافقية من أفكار يثيرها نخبة من أطياف المجتمع الأردني وتبني مخرجاتها كرسالة ثقافية تؤكد على التعددية الثقافية في ظل دولة تحترم وتقدر التنوع كإثراء للمشهد الثقافي الوطني. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الإثنين 11-02-2019 08:22 مساء
الزوار: 1150 التعليقات: 0
|