|
عرار:
"مهرجان الظفرة".. يرسخ حب زايد في قلوب زواره في اليوم الخامس لـ "مهرجان الظفرة" السنوي الذي يقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، في مدينة زايد بمنطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، ويستمر حتى الأول من يناير 2019. "إدارة الشرطة المجتمعية" في "شرطة أبوظبي" تهدي زوار المهرجان "أبجدية زايد" تحتفي الجهات الحكومية بعام زايد في إطار مشاركتها بفعاليات "مهرجان الظفرة"، حيث تنظّم "شرطة أبوظبي" من خلال "مديرية شرطة منطقة الظفرة"، العديد من الأنشطة والمبادرات المجتمعية للتعريف بدورها وجهودها في حفظ الأمن والنظام، والتوعية المجتمعية والمرورية وغيرها، عبر مجموعة من الأجنحة التابعة للقطاعات والإدارات المختلفة للقيادة العامة لشرطة أبوظبي. وتقدّم إدارة الشرطة المجتمعية، احتفاءً بعام زايد، كتيّباً خاصاً لجمهور المهرجان بعنوان "أبجدية زايد"، وباللغتين العربية والإنجليزية، ليوثق مكانة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، وإنجازاته كقائد سياسي وزعيم ملهم، تميّز بالحكمة والبصيرة الثاقبة، حيث يشير الكتاب إلى أنّ الشيخ زايد، رحمه الله، تمكّن "بما حباه الله من حكمة وصبر أن يتجاوز كل الصعاب ليبني أسساً راسخةً متينةً لتنميةٍ مستدامةٍ شملت كل المجالات، بدأها بتنمية قدرات المواطن ليسعد الوطن بأكمله، ويحقق نهضةً شاملةً خلال فترة وجيزة أبهرت العالم، لتكون دولة الإمارات منارة للتقدم والحداثة والازدهار، حيث كان خلال مشواره الشاق لنهضة الوطن يؤكد على أهمية المحافظة على الهوية والتراث وتعزيز قيم الآباء والأجداد، ليرسي قبل رحيله ركائز دولة متحدة قوية ومنيعة، تحكم بالعدل والمساواة والاحترام، وتلهم العالم أجمع بسحرها وجمالها". ويشتمل الكتّيب على السيرة المختصرة للوالد زايد، تغمّده الله بواسع رحمته، مولداً ونشأةً، وتجربته الفذة في الحكم ممثلاً للحاكم في منطقة العين بدايةً، ثمّ حاكماً لإمارة أبوظبي ورئيساً للدولة، وصولاً إلى وفاته رحمه الله يوم التاسع عشر من رمضان من العام 1425 ه، الموافق 2 نوفمبر 2004. كما يستعرض الكتاب الأثر العميق الذي تركته السيرة الطيبة للقائد المؤسس في نفوس من عرفه من الأجانب على لسان "ولفرد ثيسجر"، الرحالة البريطاني المعروف باسم "مبارك بن لندن" في كتابه "الرمال العربية"، وعلى لسان الممثل السياسي البريطاني في أبوظبي العقيد "هيو بوستيد"، بعد زيارته الشهيرة إلى العين، ولسان الباحث البريطاني "كلارنس مان" الذي حضر مجالس الشيخ زايد، وألّف كتاباً في عام 1964 بعنوان "أبوظبي: ولادة مشيخة نفطية". كما يقدّم الكتيّب مجموعة من الأقوال المختارة للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد، رحمه الله، مرتبطةً بكلمات مفتاحية ذات رمزية عالية في مسيرة الوطن والإنسان الإماراتي ومصيره، منها: "اتحاد، بيئة، تعليم، ثروة، جيل، حكمة، خير، دفاع، ذكاء، رؤية، زراعة، سعادة، شورى، صناعة، ضيافة، طموح، ظرف، عمل، غرس، فكر، قيادة، كرم، لين، مرأة، نصيحة، هوية، واجب، يقين". مبادرة "مبادئ زايد وحكمته" ترسّخ حب زايد بخمس لغات عالمية في إطار مساهمة القيادة العامة لـشرطة أبوظبي ممثلة بمديرية "شرطة الظفرة"، لإحياء عام زايد وإنجاح فعاليات "مهرجان الظفرة"، يقدّم قطاع "المهام الخاصة" في "شرطة أبوظبي" لجمهور المهرجان من المواطنين والمقيمين وزوار الدولة من الخليج والمنطقة العربية والعالم، كتيّب "مبادئ زايد وحكمته" بخمس لغات عالمية تخاطب المتحدثين باللغتين العربية والإنجليزية واللغات الآسيوية الرئيسية التي تتحدث بها الجاليات المقيمة في الإمارات، وفي مقدمتها الهندية والفيليبنية. ويروي الكتيّب الذي يقوم أفراد "المهام الخاصة" بتوزيعه على الجمهور فور وصولهم أرض المهرجان، السيرة الطيبة الكريمة للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وعلاقته بـ"شرطة أبوظبي" واهتمامه بتطويرها، والتي أصبحت بفضله مظلة الأمن والأمان للمواطنين والمقيمين على حد سواء. ومن خلال فكره الاستشرافي ورؤيته المستقبلية الصائبة، رحمه الله، استطاعت "شرطة أبوظبي" أن ترتقي إلى مستوى أفضل المؤسسات الأمنية في المنطقة، وأن تقف على قدم المساواة مع أحدث أجهزة الشرطة في العالم. وتأتي المبادرة انطلاقاً من المهام الوظيفية لأفراد الشرطة، والدور المجتمعي الذي تضطلع به القيادة، كما يوثق الكتيّب عمل الباني المؤسس طيب الله ثراه، في ترسيخ قيم التسامح والتعاون وتقبُّل الآخر، كأسس لسياسة دولة الإمارات وعلاقاتها مع العالم، وكذلك مع المقيمين فيها من مختلف الجنسيات والأعراق، الأمر الذي يؤكد الترجمة الأصيلة لمقولته الشهيرة عن التعاون، حيث يقول رحمه الله: "إن التعاون بين البشر، على الرغم من اختلاف الأديان والعقائد هو أساس السعادة والتعاون، يجمع بين القريب والبعيد". "قناة بينونة" عين المشاهد في "مهرجان الظفرة" تحرص قناة بينونة، الشريك الإعلامي لمهرجان الظفرة، على تقديم باقة متنوعة من البرامج المتميزة التي تلبي طموحات المشاهدين من عشاق التراث والأصالة، حيث تتنوع البرامج ما بين المباشرة والمسجلة والأفلام الدعائية القصيرة، بالإضافة إلى عدد كبير من التغطيات الإعلامية لمختلف الفعاليات والأنشطة. وأعرب عيسى سيف المزروعي، نائب رئيس لجنة إدارة الفعاليات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، عن سعادته البالغة، بتغطية فعاليات دورة جديدة من "مهرجان الظفرة "الذي استطاع أن ينقل ركائز التراث الإماراتي الأصيل للعالم. وأوضح أنّ برامج القناة تهدف إلى تلبية الحاجة المُلحّة لأفراد المجتمع الإماراتي والعربي وتزويدهم بمواد تثقيفية عبر حزمة من البرامج المتنوعة والهادفة، والترويج لكل ما يختص بالحياة الإماراتية من خلال رؤية محلية. وأكد المزروعي أن قناة بينونة حرصت على تقديم برامج متميزة، تلامس اهتمامات واحتياجات المشاهدين من عشاق الأصالة والتراث والمهتمين بـ "مهرجان الظفرة"، وما يضمه من فعاليات وأنشطة متنوعة، تعكس التراث الإماراتي الأصيل. وبيّن المزروعي أن خريطة البرامج الخاصة بـ"مهرجان الظفرة" متعددة، ومنها "مجلسنا"، وهو برنامج يومي مباشر يقدمه الإعلامي حسين العامري والإعلامي عبد الله الكربي، ويبث عبر شاشة "قناة بينونة"، وعبر البث المباشر على موقع "يوتيوب" في الساعة 8:30 مساءً، لمدة ساعة ونصف طوال أيام المهرجان، و ينتقل البرنامج من الاستديو إلى أرض الحدث. ويتضمن "مجلسنا" مقاطع مصورة (فيديو)، وملخص يومي عن المهرجان ومسابقاته وكواليس عمل اللجان، كما يحتوي مقاطع مصورة لإعلان نتائج المزاينات والمسابقات والفعاليات المصاحبة، بالإضافة إلى القصائد الشعرية والحوارات الشيقة مع الفائزين يومياً. ويستضيف البرنامج المشاركين في "مزاينة الإبل" من الملاك والفائزين بالمراكز الأولى، وشعراء من دولة الإمارات العربية المتحدة ومن دول الخليج، ومن اللجان المنظمة والجهات المشاركة الراعية والداعمة للمهرجان، وشخصيات مسؤولة، وضيوف من خارج الدولة. وتشمل التغطيات الإعلامية برنامج "سؤال الظفرة"، وهو برنامج مسابقات ترفيهي مسجل، يقدم معلومات ثقافية وتراثية وعلمية للمشاهدين ولزوار المهرجان، من خلال الأسئلة التي يطرحها مقدم البرنامج الإعلامي خميس المزروعي، والذي يقدم للجمهور والزوار فرصة ربح العديد من الجوائز المقدمة من "قناة بينونة" ولجنة إدارة الفعاليات والعديد من الجهات الراعية، ويصوّر البرنامج داخل السوق الشعبي وأقسام المهرجان المختلفة، ويتفاعل مع الجمهور، وينقل جانباً من الفعاليات الترفيهية لمدة 15 دقيقة. وهناك أيضا برنامج "سوق الظفرة التراثي"، من تقديم الإعلامية فاطمة البلوشي التي تتجول داخل السوق الشعبي وتعرّف المشاهدين على فعاليات السوق الشعبي، من حرف يدوية تمارسها سيدات يحافظن على التراث من خلال أعمالهنّ الفنيّة الجميلة. ومع لحظة إعلان النتائج، تنقل بينونة المشاهد من مختلف دول العالم إلى موقع المهرجان، في بث حي ومباشر لإعلان الفائزين، حيث تنقل القناة نتائج مسابقة "مزاينة الإبل" يومياً وعلى الهواء مباشرة، وتظهر فرحة الملاك الفائزين بالجوائز، بالإضافة إلى لقطات عفوية مع أصحاب النواميس. بطولة مزاينة السلوقي العربي تتوج الأفضل توج عيسى سيف المزروعي، نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافي والتراثية بأبوظبي، الفائزون بأفضل عرض في بطولة مزاينة السلوقي العربي 2018، والتي تقام ضمن مهرجان الظفرة، بحضور رئيس لجنة مزاينة ومسابقة السلوقي في المهرجان وملاك السلوقي وجمهور الفعاليات التراثية. وأسفرت النتائج في مزاينة الأفضل فى العرض من نوع الحص - ذكور، تقدم السلوقي "بتار" (لون رملي 2 سنة) والذي تملكه مزرعة ورسان بأبوظبي، وفي فئة الحص - إناث، تقدمت السلوقي "فرحة" (لون أسود 4 سنة) والتي تملكها مزرعة ورسان بأبوظبي. وفي نوع الأريش - ذكور، سجل الأفضل في العرض السلوقي "رعد" (لون أسود 4 سنوات) لمالكته سارة عبدالعزيز رشدان من البحرين، وفي فئة الأريش - إناث السلوقي "ذهب" (لون رملي 5 سنوات) والذي تملكه مزرعة ورسان بأبوظبي. وسجلت مزاينة الأقدم فى العرض نوع الأريش السلوقي "وراد" ( ذكر، لون رملي 6 سنوات، والذي تملكه مزرعة ورسان بأبوظبي، وتقدم في نوع الحص السلوقي "ذيبان" (ذكر، لون بني 6 سنوات) والذي تملكه مزرعة ورسان بأبوظبي. فعاليات خاصة بالأطفال في "مهرجان الظفرة" مع انتهاء الفصل الدراسي الأول وبداية عطلتهم نصف السنوية، يخطو الأطفال بثقة نحو أرض "مهرجان الظفرة"، فقد جاء الوقت من العام الذي يقضون فيه أمتع الأوقات وأكثرها فائدة، بصحبة ذويهم ورفاقهم. وقد خصصت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي بالتعاون مع دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، فعاليات عدة للأطفال، ضمن منطقة الألعاب التي تقدم عروضاً حية للشخصيات المفضلة لدى الصغار، إذ حضرت الشخصية الكرتونية المفضلة للأطفال "بن 10"، وهو الطفل البالغ من العمر عشرة أعوام، يمارس لعبته الخاصة التي كان ليقوم بها أي طفل آخر من عمره لو امتلك أقوى جهاز في الكون – الأوميتريكس! والتخلص من الأشرار هو جزء صغير مما يفعله هذا البطل الخارق، وبمساعدة صغيرة من شريكه الجديد، يستكشف "بن 10" الجانب الأكثر تميزاً من الأشياء في العالم السفلي مع أصدقائه الجدد من الغرباء. ويستمتع الأطفال بأنشطة "بن 10" في منطقة تضم ألعاباً رقمية تفاعلية على ألواح إلكترونية، وسينما للأطفال لمشاهدة الحلقات الكرتونية المفضلة لهم، ومنطقة لتسديد كرة القدم، ومتاهات ومنطقة لالتقاط الصور. "خليفة المازمي" يحيي التراث في قلوب الأطفال فيما الأطفال مندمجون مع شخصيتهم الكرتونية "بن 10"، توجه آخرون إلى "منطقة العرض"، حيث بانتظارهم مذيعهم المفضل السيد "خليفة المازمي"، لتسمع صيحاتهم وتصفيقاتهم وضحكاتهم، وهم يتفاعلون بشكل كبير ومثير للانتباه مع فقرة "أسئلة وأجوبة"، التي تمحورت في مضمونها حول المهرجان والتراث الإماراتي وصناعة الفخار والألعاب الشعبية.. وعبّر المازمي عن سعادته الغامرة بملاقاة الأطفال هذا العام في "مهرجان الظفرة"، وفرحه الكبير بمشاركة عدد كبير من الأطفال في فقرة "أسئلة وأجوبة"، قال: "هذه مشاركتي الخامسة على التوالي في المهرجان الذي يختزل روح التراث في هذه المنطقة من العالم، ويبثها في عقول وقلوب أبنائها، لكي يظل التراث حاضراً في مستقبل الأجيال المتتالية". وأضاف المازمي: "هدفنا من الاسئلة تثقيف الأطفال حول تراث الآباء والأجداد، وإرشادهم إلى الفعاليات التي يمكنهم المشاركة فيها والاستفادة منها، فسألناهم حول ورش العمل الخاصة بصناعة الفخار، وصناعة ألعاب السيارات الشعبية، والمكتبة التي تضم العديد من الكتب والقصص المفيدة، بالإضافة إلى توفيرها أماكن للرسم وسرد القصص والقراءة الذاتية". ستقدم "قرية الطفل" عروض "افتح يا سمسم" و"فتيات القوة". كما ستقدم شخصيات "افتح يا سمسم" عرض عرائس موضوعه عن الفضاء الخارجي. صناعات وحرف يدوية في "مهرجان الظفرة.. جدائل النخيل تنسج حكاية التراث الإماراتي تفترش السيدة آمنة يوسف أحمد أرض متجرها التراثي في "السوق الشعبي" الذي يزين "مهرجان الظفرة"، منهمكة في ثني سعف النخيل وتطويعه، لتبدع "خوصاً" للمنازل، و 'عتاداً' للنوق والجمال، تدل على ذائقة جمالية عالية، ودقة وحرفية في الصنع والتشكيل. تعمل في بيتها وتصنع بيديها الخبيرتين إبداعات من السلال والحقائب والقبعات و"خرافة" و"سفرة"، تعلقها السيدة آمنة وتعرضها للبيع أمام زوار المهرجان الذين يتوافدون إلى متجرها الجميل والمميز. تحدثت حول مراحل تحضير السعف، بداية من جمعه ومن ثم تجفيفه. قالت: "بعد جمع السعف يتم تجفيفه في الظل حتى لا يتعرض للاحتراق من أشعة الشمس، وبعدها يتم وضعه داخل إناء كبير ويضاف له الماء ومواد الصبغ ويترك فوق النار يغلي حتى يثبت اللون، ثم يجفف لمدة أسبوع، ويجمع لتبدأ صناعته". أما حول عملية الخياطة فقالت السيدة آمنة: "تأتي بواسطة العروق والخواص والأوراق والجرائد، وجميعها من السعف، كما تجمع أوراق السعف وتصنع باليد بطريقة تجديلة عريضة، تضيق أو تتسع باختلاف ما نرغب بصناعته منها، وعندها يتم التشكيل عن طريق إبرة عريضة وطويلة وخيط قد يكون من الصوف ". وتكتسب هذه المصنوعات السعفية ألقاً إضافياً عند تلوينها بألوان براقة، مثل الأحمر والأخضر والأصفر والبنفسجي، ليتم تداخل هذه الألوان بصورة استثنائية وباستخدام أدوات بسيطة، وهي المخايط أوالمخارز التي تنوب عن الإبرة، والمقص ووعاء تغمر فيه أوراق النخيل. وتتذكر السيدة آمنة الأمهات والجدات اللواتي كن يصنعن الأدوات المنزلية ومستلزمات البيت، مما توفره البيئة المحيطة بهن من مواد أولية، لذا فقد أبدعن من خيرات النخلة (السعف) في عمل العديد من القطع والأدوات القشّية التي تتوزع في مختلف أركان البيت مثل (السرود والمبردة والمشبّ والمدخنة والمهفة والجفيرة). وتتمنى السيدة آمنة أن تصبح مدربة تعلم الأجيال هذه الحرفة التي تمتهنها لتأمين قوتها وقوت أسرتها، وتدرك بشكل كبير مسؤوليتها في الحفاظ على تراث الأجداد وإبعاد شبح النسيان عنه. الأكلات الشعبية في "مهرجان الظفرة" صحية وبنكهات عصرية تتجاوران على أرض "مهرجان الظفرة"، فالمتجران المتخصصان بتحضير المأكولات الإماراتية الشعبية، يجذبان الزوار من جميع الفئات العمرية، "أم محمد" و"فاطمة عبدالله"، تتفنن في إعداد أطباق بنكهات شهية، تزين طاولات العرض في المتجرين. وتحتل الأكلات الشعبية مكانة خاصة في قلوب أهل الإمارات، وتعكس الأطباق التي تعدها المرأة الإماراتية ثقافة المطبخ الإماراتي الذي تتنوع فيه المأكولات والمشروبات. ومن أبرز الأكلات التي تقدمها كل من "أم محمد" و"فاطمة عبدالله": الهريس وخبز الرقاق، واللقيمات، والخميرة، والخبيص، والقرص العقيلي. تحضّر "أم محمد" العجينة في المنزل، وتطهو الأكلات أمام الناس، لتقدمها لهم طازجة، مما يتيح للمقيمين العرب والأجانب التعرف إليها وتذوق نكهاتها. تقول: "أستقبل عشرات الزوار يومياً في هذا المهرجان الذي نحيي من خلاله تراث آبائنا وأجدادنا، ونقدم للعالم الصورة الأجمل لبلادنا. لذا، أعد الأطباق المتنوعة التي تعلمتها من والدتي، وأحرص على الاستمرار في تقديمها لتبقى الأكلات تزين المائدة الإماراتية جيلاً بعد جيل". وعن الأطباق التي تشتهر في إعدادها، تقول "أم محمد": "يظل قرص التمر والخنفروش ومشخول مالح والجشيد، والصالونة، والمجبوس والبثيثة واللقيمات وغيرها من الأكلات الشعبية تستهوي الكثير، لكن أعمل على إعدادها بنكهة مميزة وأسلوب جديد، يغلب عليها طابع العصرية والحداثة مع الاحتفاظ بمكونات ومذاق الأكلات التراثية الأصيلة. لجذب الشباب بشكل خاص". كذلك تُحضر "خبز الرقاق" الذي يتم إعداده يومياً في المنازل. وحول طريقة تحضيره تقول: "عجينة خبز الرقاق تتكون من الطحين والماء والملح، وتكون رخوة وغير سميكة، وبعد العجن تترك لمدة ربع أو نصف ساعة، وبعدها يمكن البدء بوضع الخبز على النار. وتُمد كمية قليلة من العجين على الحديد الساخن، والبعض يستخدم الشريط الذي يُعد حديثاً نسبياً في المطبخ الإماراتي، وتترك لدقائق حتى ينضج الخبز". أما "فاطمة عبدالله"، فقد أعدت "الخمير" التي تعتبرها إحدى أهم الأكلات الشعبية التي تلقى اهتماماً كبيراً منها، "لها مذاق خاص ويقبل عليها الكثيرون، وذلك لاختلاف النكهات التي نقدمها بها، حيث نمزج البيض والعسل والزبدة والزعفران، وبعض النكهات الأخرى معها. قديماً كانت الخلطة تُمزج مع التمر أو "المريس"، وتُخلط مع العجينة، ثم توضع داخل "البرمة" حتى الصباح لتتخمر، أما اليوم، فإنها تصنع مع السكر وتُعجن بالخميرة الفورية الحديثة". وحين يأتي الحديث عن الأكلات الشعبية بين الماضي والحاضر، فإن الجميل في المجتمع الإماراتي والخليجي هو تمسكه بالتقاليد مهما تطورت الحياة، ولهذا تم الحفاظ على الأكلات الشعبية الموروثة عن الآباء والأجداد، فالجيل الجديد لا يزال يقبل على هذه الأكلات ولا يفضل الوجبات السريعة. وتؤكد كل من "أم محمد" و"فاطمة عبدالله" أن الأطباق الشعبية طعام صحي، تماشت مع طبيعة العصر الحالي الذي يتجه إلى الأطعمة الخالية من الدهون، لذلك تحرصان على إزالة الشحوم الزائدة، وتقللان قدر الإمكان من كمية الزيوت المستخدمة في الطبخ. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأحد 23-12-2018 09:27 مساء
الزوار: 2100 التعليقات: 0
|