مازن عميش يوقع كتابه «المغنى حياة الروح» في «الرواد الكبار»
عرار:
عمان :-
وقع د. مازن عميش أول من أمس كتابه «المغنى حياة الروح»، الصادر عن دار «الآن ناشرون وموزعون»، وذلك في منتدى الرواد الكبار. حضر الحفل الذي ادارته المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص مديرة المنتدى هيفاء البشير، وتحدث فيها كل من الزميل طلعت شناعة، الفنان روحي شاهين، د. باسم الزعبي. البشير رأت ان عنوان الكتاب «المغنى حياة الروح»، لافت لكونه يحمل عبارة جميلة لطالما عبرت عن عصر ذهبي جميل كان فيه مقام للكلمة واللحن والأغنية، وعشنا زمن الطرب الأصيل ننهل من رحيق الكلمة لكبار الشعراء وتترنم الأذن على انغام عمالقة الملحنين ونستمع لشدو حناجر مطربين صنعوا أسطورة غنائية عربية بدءاً بأم كلثوم وعبد الوهاب وفيروز وعبد الحليم وفريد الأطرش وغيرهم فكان ذاك هو زمن الفن العربي الراقي. د. مازن عميش اشار الى ان حقبة الزمن الجميل منذ 1925-1975 كانت تضج بالاعمال الابداعية والغناء ويرفدون مخزون الذائقة الشعبية بالحان واشعار تدخل الى الوجدان بلا استئذان وبلا عناء لبساطتها وعفويتها يغنيها الشارع وتغنيها الصالونات على حد سواء. وأضاف عميش من رحم هذه الخمسة عقود ولدت روائع الغناء في مصر وبلاد الشام، مشيرا الى الرد على من يعيبون على الماضي، النمطية وانه كان زمانا مضى وانقضى وان روح العصر «السرعة»، تفرض على صناعة الاغنية ان تتماشى مع تكنولوجيا رقمية والتسجيل بطريقة التراتا وتركيب الاصوت الى اخره. من جانبه رأى الزميل طلعت شناعة ان المؤلف بذل جهدا كبيرا، في هذا الكتاب حيث نقل لنا عبر اختياراته احساسه الراقي بأغنيات عمالقة الطرب الاصيل، فتضمنا ظرف تلك الاغنيات واسرار ظهورها وهي «رسالة»، الى الجيل الجديد من متابعي ومحبي الاغنية العربية التي اختلفت وتغيرت وفقدت في الغالب رونقها ودفء مشارعها؛ ما انعكس على تلقينها لها. وأشار شناعة الى ان عيمش ترجم لنا هذه الالحان الى واقع من خلال تناوله مرحلة من الغناء العربي منذ منتصف القرن العشرين حتى مرحلة السبعينيات من القرن الماضي العشرين. ونوه شناعة الى ان المؤلف اختصر كتابه على عمالقة الطرب في لبنان ومصر وسوريا اذ ما اعتبرنا الموسيقار فريد الاطرش سوريا وكذلك الشاعر نزار القباني الدمشقي، فيما ختم المؤلف كتابه بحسب شناعة بالحديث عن رواد الاغنية الاردنية من امثال «توفيق النمري عبده موسى وسلوى واسماعيل خضر والملحن جميل العاص وروحي شاهين». فيما قال د. باسم الزعبي إن المؤلف سرد الحكايات التي اختارها مما قرأ وسمع وشاهد او شهد؛ ما جعلنا نعيش أجواءها فتنشأ علاقة جديدة معها وكأنه يعطيها ولادة جديدة، فكل اغنية لها حكاية او حكايات واننا امام مئات الالاف من الحكايات في هذا الكتاب. ورأى الزعبي ان عميش جلعنا نطوف في كواليس الكثير من الاغاني والالحان والكلمات كيف ولدت وكيف كان كبار الفنانين يعتنون باختيار الكلمات والالحان وكيف تشكل «الزمن الجميل»، من خلال جد واجتهاد تلك النخبة من الفنانين الذين قدموا للأغنية العربية شخصيتها وهويتها وساهموا في انتشارها عالميا وفي وجدان الانسان العربي. ونوه الزعبي الى ان الكتاب ليس بحثا في الموسيقى، ولا سرداً لقصص الفنانين، بل هو إطلاله على عالم الغناء، ليعيد الاعتبار للفن الأصيل أمام الموج الكاسح من الأغاني التي ليس لها علاقة بالفن، ولا بالشعر، ولا بالموسيقى. لذلك هو كتاب يهم أفراد الأسرة جميعاً. من جانبه تحدث الملحن الاردني روحي شاهين وهو من رواد الفن الاردن عن تجربته ورحلته مع الطرب الاردني منذ ان انتقلت الاذاعة الاردنية من القدس الى عمان في العام 1959، مشيرا الى ان الاغنية الاردنية وصلت الى العالم العربي في تلك الفترة بشكل كبير. كما اشار شاهين الى الاهتمام الكبير من قبل القائمين عل الإذاعة في ذلك الوقت، بالفن الاردني، لافتا الى ان العديد من المطربين العرب قدموا اغاني اردنية مازالت حاضرة في الوجدان والذاكرة حتى اليوم مثل المطربة هيام يونس التي لحنت لها اغنية «أهديك ما أهديك؟ في عيدك الغالي لا شيء قد يرضيك يا شاغل البالي». وتحدث شاهين عن لقائه مع المطربة سميرة توفيق التي لحن لها قصيدة «فدوى لعيونك يا أردن»، وهي للشاعر الاردني سليمان المشيني، مشيرا الى ان الكثير من المطربين قد غنوا اغاني اردنية مثل «فهد بلان، نجاة الصغيرة، وردة الجزائرية وغيرهم».