الشاعران نصيف وهديب يتغنيان ببغداد وعمّان ويحلقان في فضاء الأنوثة
عرار:
أقام ملتقى بيت مادبا الثقافي بنقابة المهندسين فرع مادبا، يوم أمس الأول، أمسية شعرية للشاعرين: محمد نصيف من العراق، وروان هديب من الأردن. وفي بداية الأمسية رحب رئيس ملتقى بيت مادبا الثقافي الأستاذ زكي أبو حشيش بالشعراء المشاركين بالأمسية الشعرية والحضور وشكر نقابة المهندسين فرع مادبا على استضافتهم الكريمة للملتقى، وقال: إننا سنقوم بمجموعة من الأنشطة الثقافية تشتمل على عديد من مجالات الإبداع باستضافة شعراء وأدباء ومفكرين وعقد ندوات ومحاضرات بالتشاركية مع هيئات ومؤسسات المجتمع المحلي وبالتعاون مع مديرية ثقافة مادبا وقال إننا في ملتقى بيت مادبا الثقافي قد عقدنا العزم على تقديم فعاليات متنوعة ونوعية للمساهمة في إثراء المشهد الثقافي في مدينة مادبا الذي أصبح نابضا بالحركة الثقافية الكثيفة من خلال تنفيذ كثير من الأنشطة والفعاليات الثقافية عبر الهيئات الثقافية التي تضمها المدينة، وكان أول المشاركين بالأمسية التي أدار مفرداتها الشاعر سعيد يعقوب الذي قدم الشعراء مستعرضا سيرتهم الذاتية. الشاعر العراقي محمد نصيف قرأ لوجع القدس وحلق بالجمهور في فضاءات الذات وهواجسها وربط بين عمان وبغداد وأثار حماسة الجمهور بقوافيه المتمكنة وأفكاره العميقة مع رشاقة اللفظ وعذوبة الصور المحمولة على جناح الموسيقى لأوزان الشعر العربي الأصيل ومن أجواء ما قرأ نقرأ قصيدة «بين حبين»: يَـتَـقَـاسـمُ قـلـبـيْ حُـبّـانِ/ لِـشَـذَا بـغـدادَ وعــمَّـانِ/ ما بـيـنَ مديـنةِ مـيـلاديْ/ وربـيـعِ صبايَ الـفـتَّـانِ/ ومديـنـةِ عشقٍ تَحمِلُني/ لفـضاءِ الحُـلْمِ الـمُـزدانِ/ وهُمَا في ليليْ قَـمَـرَانِ/ وهُمَا بـنهاريْ شمسانِ/ وأنا مقـتولٌ بـيـنَهُـما/ لا أعلمُ أيُّهُما الجانـي». وقرأ أيضا قصيدة بعنوان القدس وجرح النكبة ومنها: «خمسونَ عاماً وجُرْحُ القدسِ ما هَجَعَا/ وصـمـتُـنـا عنْ أذاها زادَها وَجَعَا/ خمسونَ عاماً تداوي جُرْحَ نكستِها/ وكمْ دعيٍّ بها في طعنِها بَرَعَا/ تنوحُ بالمسجدِ الأقصى قصائدُنا/ نوحَ الحمامِ بنجوى حزنِهِ سَجَعَا..». ذلك أتاح الفرصة لمدير الأمسية الشاعر سعيد يعقوب ليقرأ من شعره: «للقدس في أضلعي بيت أقدسه/ وفي دمي سكنت أهداب عمان/ وشطر قلبي لدى بغداد مرتهن/ وعند جلَّق تلقى شطره الثاني». وليوجه تحية للعراق أرضا وشعبا ويتغنى بمادبا التي استقبلت ذات وفاء عروبي جثمان طارق عزيز ليقيم بين ضلوعها في ثرى مادبا وقال يعقوب من قصيدة له في رثاء طارق عزيز: «يَا «مَادَبَا العِزِّ» هُبِّي اسْتَقْبِلِيْ البَطَلا/ وَجَدِّدِيْ رَغْمَ يَأْسِ الدَّمْعَةِ الأَمَلا/ يَا بِنْتَ مِيشَعَ حَبْلُ المَجْدِ مَا انْفَصَمَتْ/ لَهُ عُرَىً لَمْ يَزَلْ لِلْآنَ مُتَّصِلا/ عَلَى سُهُولِكِ رَفَّ الفَخْرُ مُنْتَشِيَاً/ وَفِيْ ذُرَاكِ تَغَنَّى النَّصْرُ مُحْتَفِلا/ أَبْنَاؤُكِ الصِّيدُ أَهْلُ الجُودِ مُذْ عُرِفُوا/ مَا خَيَّبُوا سَائِلَاً يَوْمَاً بِمَا سَأَلا». ثم تلته الشاعرة روان هديب التي مثلت الأردن في مهرجان الشارقة للشعرالعربي عام 2018 والتي لقبت بفراشة الشعر. روان هديب التي تحمل بكالوريس اللغة الانجليزية من الجامعة الهاشمية بتقدير امتياز قرأت عددا من قصائدها التي نالت استحسان الجمهور وتفاعله معها ومن أجواء قرأتها: «تعلمني الشمس كيف أحب الصباحا/ وكيف أسابق بائع خبزٍ لطابور من يتقنون الكفاحا/ تعلمني كيف لا تطلع الشمس/ في أفق من نام عن وطنٍ واستراحا». وقرأت هديب أيضا: «أنا حرةٌ يا أبي/ لستُ أملكُ من نُسوةِ الحيِّ إلا ضـُـلوع النبي/ لستُ نائحةً في الفجائعْ/ ولستُ أحرفُ –بالقلبِ- صـِدقَ الوقائعْ/ ولستُ أردُّ المصائبَ بالدمعِ بل بالمـَـدافعْ/ أنا لستُ أخجلُ حينَ يُقالُ بأنَّ طِباعِ الرجالاتِ بي/ لأني - كما لقَّنتني الحرائرُ في مُعجمِ الأدبِ العربي - تأنَّثتُ (حريةً) يا أبي». كما قرأت قصيدة بعنوان «سقوطٌ حُر لمدينةٍ عالية». إلى ذلك شارك عضو ملتقى بيت مادبا الثقافي الشاعر محمود الضوات بعدد من القصائد النبطية التي لاقت تفاعلا من الجمهور المادباوي الذي تقدمه ممثلون عن الأحزاب والنقابات والهيئات الثقافية وعدد من الإعلاميين والمثقفين من أبناء المدينة. وفي نهاية الأمسية قدم رئيس ملتقى بيت مادبا الثقافي السيد زكي أبو حشيش يرافقه الأعضاء المؤسسون للملتقى السادة خالد أبو الغنم، علي أبو راجوح، فوزان الحوراني، عمر الشاهين، محمود الضوات، الدروع التكريمية للشعراء المشاركين.