|
عرار: عرار - الجزائر:أوصى المشاركون في الملتقى الدولي حول تاريخ تلمسان الأدبي بضرورة نفض الغبار عن أدباء وعلماء وشعراء عاصمة الزيانيين الذين كتبوا أسماءهم من ذهب في سجل الجوهرة فكانوا عالميين. وطالب الباحثون المشاركون في هذا الملتقى بضرورة تخصيص ملتقيات دولية وأيام دراسية لتدارس ما تركوه من ميراث أدبي يمثل هوية سكان عاصمة الزيانيين التي ظلت على مر العصور قلعة للثقافة الإسلامية العربية الأصيلة وحقلا خصبا للإبداع بعامة والأدب بصفة خاصة. وشدد المشاركون في اختتام الملتقى الدولي، الذي دام ثلاثة أيام كاملة، على ضرورة التنقيب في تاريخ تلمسان حتى يتم نفض ما ران على تراثها من ضبابية ويعيد إليها حياتها ويبعث مجدها التليد بالعودة إلى أيامها الطافحة بالعطاء والتميز. وحرص المشاركون، الذين قدموا من عشر دول عربية، على مناقشة مختلف القضايا الأدبية في أربعة محاور تتعلق بالشعر والنثر واللغة والبلاغة والنقد والأدب، وكان النصيب الأكبر من المحاضرات لشاعر تلمسان محمد بن الخميس التلمساني، الذي اعتبر من كبار فحول الشعر بحواضر المغرب العربي والأندلس خلال القرون الوسطى أو فترة العصر الذهبي للحضارة العربية الإسلامية. وفي هذا السياق أكد الباحث الشيخ بوقربة لـ"الجزائر" أن الأدب التلمساني شغل جانبا هاما في حاضرة تلمسان، حيث استمرت الثقافة العربية في الديار التلمسانية زمنا طويلا، وشغل الأدباء والشعراء والنقاد معظم ضروب الحياة، ما هيّأ لظهور أنماط من الأدب وألون من الشعر نمت واكتملت فكانت تلمسان صورة مكملة للحياة الأدبية ومجالا فسيحا للإبداع الشعري الذاتي، كالذي عرفوه من الموضوعات الشعرية المعروفة. وقد أسهم الشعراء في حياة الأدب بتلمسان على اختلاف أنواعه وضروبه، حيث كان ابن خميس قمة في هذا الشعر، فهو متعدد المواهب وكثير الأغراض الإبداعية في الشعر الفصيح، ما جعله نموذجا حيا للشّعراء المغاربيين والأندلسيين، وهو نفس الانطباع الذي جاء على لسان الأستاذ محمد مرتاض من جامعة أبو بكر بلقايد الذي أوضح أن الشعراء التلمسانيين طاقة إبداعية كبيرة، تغنوا بالطبيعة الخلابة لعاصمة الزيانيين وبسحر محاسنها وبميزة أناقتها، كما لو هي عذراء في خدرها. وطالب المشاركون في الملتقى بضرورة استعادة مخطوطات تلمسان التي تمثل هوية الزيانيين والمتواجدة بكثرة في خزائن المملكة المغربية وغيرها من الدول العربية، كما خلص الملتقى الدولي إلى إصدار جملة من التوصيات منها على وجه الخصوص تدوين كل الشخصيات الأدبية بتلمسان وضرورة تخصيص ملتقيات دولية وندوات فكرية للتعريف بحضارة الزيانيين التي أنصفت هذه السنة بتظاهرة دولية كبيرة سمحت لها بإبراز معالمها الأثرية وعلمائها الأجلاء الذين ساهموا في ما وصلت إليه حاضرة الزيانيين . الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأربعاء 18-01-2012 10:27 مساء
الزوار: 2340 التعليقات: 0
|