بدعوة من ملتقى المثقفين المقدسيين، أقيم في رابطة الكتاب، يوم الاثنين الماضي، حفل تكريم للشاعر يوسف عبد العزيز لفوز ديوانه «ذئب الأربعين» كأفضل ديوان عن القدس في مهرجان زهرة المدائن الحادي عشر، والروائية بشرى أبو شرار عن روايتها «عيدان ثقاب»، حيث تعذر إقامة الاحتفال في جامعة القدس كما هو بسبب منع سلطات الاحتلال من حصولهما على التصريح بدخول فلسطين المحتلة. 
وقدم رئيس الرابطة الباحث محمود الضمور كلمة قال فيها: «ستبقى القدس حاضرة في ضمائرنا، حيّة في أعماقنا راسخة في أذهاننا، قدس الأقداس، العاصمة الأبدية لفلسطين، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مهبط الأديان، ومشد الرحال. القدس المدينة التي ظلت وما زالت تقاوم كل الأشرار، الذين تسلقوا أسوارها، ودنسوا كنائسها ومساجدها ومعابدها، منذ قرون عديدة، وأشرار اليوم كأشرار الأمس، يحاولون تشويه تاريخها، وطمس معالمها العربية والإسلامية، ويحرفوا تاريخها القديم والحديث، ولكنهم لم يدركوا أن حقائق التاريخ لا تزور وأن الدماء العربية التي سالت عبر التاريخ دفاعاً عن المدينة الرمز، لم تجف، ولن تجف.

وأضاف الضمور: «إن قضية القدس لا يمكن فصلها بأي حال من الأحوال عن قضية فلسطين، وإن محاولات التجزئة، ووضع الحلول هنا أو هناك إنما يراد به إخراج القضية عن مسارها، كما أن الدعوات الرامية إلى اعتبار القضية الفلسطينية شأن خاص بالفلسطينيين، وحدهم، ودون غيرهم هي مؤامرة على فلسطين والأمة، فالقضية الفلسطينية ليست مرهونة بالسلطة، أو بمنظمة التحرير أو أيّ مؤسسة أخرى، ولكنها قضية عربية بامتياز، وتقول للذين يلهثون وراء الحلول السلمية، وضيعوا إرادة الشعب الفلسطيني عقوداً طويلة سعياً لوساطة أمريكية عاديه، نقول لهؤلاء إن أمريكا عدو استراتيجي للأمة العربية، وحليف استراتيجي للكيان الصهيوني، انطلاقاً من مصالح اقتصاديّة وسياسيّة واجتماعيّة ودينيّة، ولن يكون هؤلاء إلا حلفاء للكيان الصهيوني معادين للأمة العربيّة وفلسطين والقدس».
وقدم الشاعر سعد الدين شاهين كلمة خلال تقديمه للحفل قال فيها: «حين يصمت الرصاص مؤقتا وتأخذ البنادق استراحتها القسرية لا تغلق الأوطان دفاتر النضال ولا ينحني قوسه لأكثر مما يتيح للسهام أن تنطلق باتجاه الهدف. كما أن ينابيعها لا تتوقف عن التفجر والجريان لتروي الحقول ويملأ السقاؤون قربهم يطوفون بها ليرووا عطش الظامئين الصامدين على ترابها ويرشوا ماءهم على جذور نباتنا كي تترعرع وتزهر ثم تثمر. وبين كل ذلك رجال يبرون أقلامهم ليكتبوا تاريخهم ويدونوا أناشيدنا الوطنية التي يلهج بها شعراءهم وأدباءهم وليضيء الشعر والرواية والأدب كهوفنا المعتمة. ويفسرون لنا معاني سقسقات طيور الوطن يحددون مواقيت مواسمه. إن فئة من هؤلاء اليوم يعلموننا كيف أن زيت أقلامهم يضيء ولو لم تمسسه نار. صامدون متشبثون بقدسهم وأرضهم شوكة في حلق الاحتلال والمحتلين حتى تحرير فلسطين كل فلسطين.
ان الذين شرفونا اليوم في رابطة الكتاب الأردنيين حصن الثقافة والمثقفين هم من طينة هذه الأرض أخذوا على عاتقهم دون دعم من أحد أو توجيه من جهة أنهم ممن أمن بواجبه الطوعي من ملتقى المثقفين المقدسيين زهرة المدائن في القدس الشريف حطت رحالها بيننا لا لنلتقط لهم الصور ولا لنمدهم بوابل من الكلام المريح بل ليتبعوا صدى الأناشيد التي تبشر بالأوطان حيثما حلت أو ابتعدت مرغمة. 
وكرم المهرجان رئيس الرابطة الأستاذ محمود الضمور ونائب الرئيس الشاعر سعد الدين شاهين. 
وتقديراً لدور ملتقى المثقفين المقدسيين سلم رئيس الرابطة درع الرابطة تكريماً لرئيس الملتقى الدكتور طلال أبو عفيفة وللباحث جهاد أحمد صالح.