احتفت مديرية ثقافة إربد مساء أول أمس، في مركز إربد الثقافي بيوم الشعر العالمي، حيث نظمت أمسية شعرية لعدد من الشعراء الأردنيين هم: مهدي نصير، سلطان الزغول، أمين الربيع، نضال القاسم، الزميل عمر أبو الهيجاء وحسن البوريني، وعلى هامش الأمسية قدمت الناقدة الدكتورة خولة شخاترة قراءة نقدية في بيان حركة نيسان الشعرية، فيما أدار فعاليات الإحتفالية الأديب هشام مقدادي.
واستهلت الأمسية الناقدة الدكتورة خولة شخاترة بتقديم قراءة نقدية في «في بيان حركة نيسان الشعرية»، قالت فيها: حين أصدر يوسف الخال بيانه الأول حول الشعر ثم أتبعه بيانات أخرى استذكر النقاد بيانات أندريه برايتون كما يقول كمال خير بيك في كتابه حركة الحداثة في الشعر العربي . وفي هذا المقام لابد من استذكار البيانات الأخرى التي تلت بيان يويف الخال وسبقت بيان حركة نيسان الشعرية : مثل بيان أدونيس حول الحداثة وبيان محمد بنيس حول الكتابة.
وقالت: وبالعودة إلى بيان حركة نيسان الشعرية فإن هذا البيان استمرار للبيانات السابقة يتفاعل معها ويحاورها.. ولعل أهم ما في هذا البيان «أن نعيد – وهذا دور الشعراء والنقاد – للشعر العربي مكانتة التي تليق فيه « لكن كان التركيز على دور الشعر نفسه بوصفه نشيد للحرية والحياة والحب والجمال وهو بحث عن قيمة لهذا العالم وعن هذا الخواء والضجر اليومي المتكرر.
ومن ثم قدمت بعض الملاحظات لتوضيح الكثير من الأفكار التي طرحتها الحركة، ومن هذه الملاحظات: امتلاك الرؤية وهذه الرؤية تمكنه من تفكيك الظواهر والأحداث ..وهذه تتطلب ثقافة عالية والثقافة العالية وحدها مهمة جدا لكنها من وجهة نظري لا تصنع شعرا لابد أن تتضافر مع الموهبة والحساسية الشعرية، وكذلك الإيقاع الشعري تتوقف هذه الحركة عند الإيقاع الشعري ..وتتجاوز مجرد الوزن والقافية إلى ما هو أبعد من الإيقاع الموسيقى. ومن الملاظات أشارت د. شخاترة إلى أن ايروتيكية الشعر من وجهة نظر الحركة أنه جوهر الشعر..وهي بالمعنى المجازي تارة وبالمعنى الحقيقي تارة أخرى وعلاقتها بالمرأة ..وربما مقاربة أو الفعل الشعري يشبه الايروتيك في كثير من أوجه لأنه تجربة ذاتية خاصة وفردية ولا تتكرر أو تستتنخ...التعبير عنها بلغة شعرية. 
إلى ذلك قرأ بداية الشاعر مهدي نصير قصيدة للقدس وأتبعها بأخرى بعنوان «نشيد الإنشاد الذي لحوران»، التي يقول فيها:»كالحجلِ البَريِّ كانت/ فمُها إبريقُ موسيقى/ يداها مِطرقانِ أخضرانِ/ من شآبيبِ الكَمان/ في مقهى الهافانا/ كنتِ تضجِّينَ كزهرةِ رُمّان/ وشاحُكِ الأبيضُ كانَ مُعرَّقاً/ بحُمرَةِ الدحنونِ في حوران».
فيما قرأ الشاعر د. سلطان الزغول قصيدة واحدة عنونها: «قرب باب دمشق»، قال فيها: «دمشق جاءت ترى أثار من رحلوا/ هاجت سماها تواري آخر الحبق/  كم داعبتها أغاني الياسمين ضحى/ وأمطرتها صفاء ساعة الشفق».
أما الشاعرأمين الربيع قرأ غير قصيدة من مثل:»قليل هو الحب، انشغال، ودندنة»، ومن قصيدته «قليل هو الحب» يقول:»أَشارَ العَليلُ لِسربِ الغُيومِ/ وقالَ: ثقيلٌ كياءِ المنادى/ كدمعةِ قَهْرٍ/ كظِلِّ الجنودِ وإيمائهمْ!/ كثيرٌ هُوَ الحُبْ/ وشَوطٌ قصيرٌ سيكفي/ لينتبهَ الحالمونَ لخفَّةِ أسمائهمْ!/ تَنادَتْ فراخُ القَطاةِ/ على سُرَّةِ النَّبعِ فجْراً:سيطٌ هُوَ الحُبْ/ سيكفي تورُّدُ خدِّ الأُنوثةِ/ مِن بعدِ بَسْمَةْ!/ سيكفي قليلٌ من الماءِ/ والماءُ قِسْمَةْ!»
الشاعرنضال القاسم قرأ قصيدة بعنوان «مرحبا يا أبي»، يقول فيها:»الوقت صيف، وأبي وحيد في المساء، وبيتنا تضيئه النجوم، وشمعدان نائم على إطار النافذة، وأبي يحب رؤية الأشجار في الحديقة، يجيد الحديث عن الحرب والأصدقاء، يجيد التحدث عن كل شيء، عن الموج والبحر ورائحة الأرض والأنبياء، الوقت صيف، وبيتنا القديم يا أبي مضرج بالنار والدماء، وصوتك الرنان يا أبي ما زال يهتف بي، نحن أبناء الغبار، نموت لتحيا فلسطين
من جهته قرأ الزميل الشاع عمر أبو الهيجاء مجموعة من قصائده من مثل:»سرد لعائلة القصيدة، نهاوند، قمصان مقدودة» ومن قصيدته «سرد لعائلة القصيدة» يقول:»وأنا انتصافُ البحرِ../ أرى الخوف خطأً في بحرِ القصيدةِ/ ليتَ الحرفُ في حكمةِ الناي/ يَسردُ الدمَ في قوافي البلادِ/ والترابُ لغةُ التكوينِ/ وما أوحى إليكِ الكلامُ من نبوءةِ التجلّي/ في تأويلِ الحلمْ/ قُلتُ: أنا انتصافُ البحرِ/ احتفاءُ النهارِ بامتدادِ الضوءِ/ في عروقِِ اللغةِ وعائلةِ الحرفِ/ في دمِ المُنشدينْ».
واختتم القراءات الشعرية الشاعر حسن البوريني، حيث قرأ ثلاثة نصوص شعرية هي:»السّكون المُزيّف، إلى مُتطفِلة، والحانةُ العجوز»، ومن الأخيرة يقول فيها:»ما ظلَّ في الحَاناتِ/ مِن أحَدٍ سِوايْ/ ونَادل المِشّرابِ/ مُتكئاً بكَسرَةِ خَاطرٍ/ وعلى أريكةِ حُلْمِهِ/ يُصغي إلى مَعْزُوفَةٍ شَرقِيةٍ والبَوحُ نـَايْ/ وبعضُ أُنثى/ ضَيّعَتْ ما كانَ مِنْ أزمانِها 
فدّنَتْ تُبصِّرُ في أنايْ».