استضافت دائرة المكتبة الوطنية الكاتب علي القيسي للحديث عن مجموعته القصصية «أمس يزهر غداً»، وقدم قراءة نقدية للمجموعة الشاعر زياد صلاح، وأدار الأمسية والحوار الناقد الدكتور زياد أبو لبن بحضور كل من المثقفين والمهتمين.
واستهل الأمسية الشاعر صلاح بقراءة نقدية حول مجموعة «أمس يزهر غدا»، قال فيها: إن ما يلفت الإنتباه في قصص الكاتب هو الأسلوب السلس، واللغة البسيطة والمباشرة، والذهاب إلى المعنى المقصود من أيسر الطرق وأقصرها، بما ينسجم مع طبيعة تكوين شخصية الكاتب والكيفية التي يدير بها حياته خارج الحدود الاعتبارية، لوجوده الآخر النظري.
واشار صلاح إلى أن كتابة الأقصوصة هي من أفضل التمارين الأدبية، لتنمية مهارة الإختزال وصقلها، فالإيقاع المتسارع للحياة بات يدفع الكاتب وبقوة لأن يستغل جرأته ويستعين بموهبته في سبيل اختراق حاجز القص التقليدي المعتاد، واقتراح شكل أدبي جديد ومعنى أدبي مغاير.
رأي صلاح أن الكاتب يعمد من خلال قصصه أن يضعنا أمام وعينا بما نقوم به آليا وتلقائياً في كل يوم وهي من إحدى مهمات الأدب، مشيرا إلى أن حالة التوتر والتي تطغى بشدة على مجريات الواقع قد انتقلت وبصورة طاقة نفسية إلى لغة الكتابة عبر موصلات الشعور ومرسلات اللاشعور.
وأوضح أن الكاتب قد استخدم أسلوب المفارقة في إحدى قصصه، وأن علاقة القاص باللغة، ولا سيما عاطفته الجياشة تجاه حزم دلالاتها، ينبغي أن يحكمها وعيه المفارق بأوجه استعمالاتها، مضيفا بأن الكاتب قد ابتعد عن تيار التجريبية وكان دقيقا في وضوحه الفني الذي لا يترك القارئ في متاهة إلى جانب الموهبة، والقدرة على تشكيل اللغة السهلة الممتنعة في هذه المجموعة. 
من جانبه قال القيسي المحتفى وبمجموعته بأنه بدأ يكتب القصة القصيرة جدا، والتي تسمى «بالومضة» أو «الأقصوصة»، ويحتفظ بها دون نشرها، ولكن بعد أن قام بقراءة بعض هذه القصص من هذا النوع لأدباء معروفين ومشهورين جاءته الجرأة أن يجمع هذه القصص ونشرها، مشيرا إلى أن المجموعة تحمل أفكارا مختلفة ومتنوعة وقصصها من الواقع وفيها من الخيال أو لربما سيحدث منها في المستقبل وعمق الماضي، مضيفا بأن القصص القصيرة جدا ليست سهلة وتحتاج لأدوات وتقنية عالية، موضحا بأن التكثيف والاختصار في كتابة القصة القصيرة ليس سهلا وهينا وتحتاجأ الى مجهود كبير فالكاتب لهذه القصص يعبر عن الأفكار و المفردات في سطور معدودة.
وفي نهاية الأمسية وقع الكاتب علي القيسي مجموعة للحضور وسط حفاوة كبيرة.