ينظم في باريس منذ نحو ربع قرن المعرض السنوي لكتب المغرب العربي، وتوسع المعرض هذه المرة فشمل مؤلفات الشرق الأوسط، لتمكين زواره من تعميق معرفتهم بالمنطقة العربية وتطورها، عبر ثراء وتنوع إصداراتها المكتوبة. واستقطب المعرض على مدى ثلاثة أيام زوارا سعوا لاقتناء الكتب، وأخذت الكتب التاريخية حيزا مهما من الاهتمام، ويرجع ذلك -حسب بنجامين ستورا، وهو أشهر مؤرخ تناول تاريخ الاستعمار الفرنسي في دول المغرب الكبير- لكون فرنسا لا تدرس إلا القليل من تاريخ الآخرين. ويلتقي في المعرض كتاب فرنسيون وعرب في المهجر مع نظرائهم من مختلف البلدان العربية، بهدف تمكين الفرنسيين من التعرف على العالم العربي بشكل أعمق، بعيدا عن الصور النمطية وما يصاحبها من أحكام. وفي سياق الانفتاح على الجغرافيا العربية عبر بوابة الكتب، يقول جان بول شانيولو، وهو أحد منظمي المعرض، إنه «من مآسي زمننا والفصل التاريخي الذي نعيشه هو الخوف والتوجس من الآخر الذي يكون عادة سببه الجهل، وهذا المعرض فرصة لتعريف الجمهور بالمجتمعات العربية من خلال كتّابها، لطرد جميع أشكال الجهل والخوف من الآخر». بدوره، يقول جورج مروان، وهو منظم معرض «كتاب مغرب مشرق»، «نحاول تقاسم ما يجمعنا عبر كتب ألفها من هم من أصل مغاربي أو يعيشون في فرنسا أو في الضفة الجنوبية من المتوسط، ونحاول عبر المعرفة والثقافة تحطيم صعود الطائفية والانطوائية».