أفتتح قبل أيام في جاليري دار المشرق بعبدون معرض تشكيلي للفنان الايراني حسين ايراندوست، وضم مجموعة من الأعمال المنفذه بالألوان المائية تجسد الأجواء الصوفية، والرقصات المختلفة  وطقوس العبادة التي تتميز بها الجلسات الصوفية.
كما هو الحال مع العديد من الرسامين الشباب، اراندوست قام باستكشاف العديد من الأساليب والمواد وتطور من الرسم في النمط الواقعي إلى ما أصبح عليه الآن من نمطه الفريد من نوعه. مزيج من البساطة على أساس جاذبيته نحو الثقافة الصينية الخاصة بجده وبساطة السمة المميزة للفلسفة الصوفية مثل هؤلاء الشعراء والفلاسفة الشهيرين مثل رومي والعطار. ويظهر اندماج هذه الحركات الأيديولوجية القديمة المتنوعة والمتشابهة بوضوح في سلسلة إيراندوست «ضجة العشاق». استخدام الحد الأدنى من الألوان مع التعبيرات الحية والحركات الانسيابية من الدراويش الدوارة تعطينا لمحة عن اثنين من الثقافات القديمة التي جاءت إلى استنتاجات فلسفية مماثلة، على أساس الزهد والبساطة الخالية من المادية. من خلال تشتت الفوضى والنقاء الضمني والحياد والبراءة من اللون الأبيض في الغالب مع كميات أقل من الألوان السوداء أو غيرها من الألوان الداكنة، وتأثير الفلسفة الصينية القديمة المتمثلة في مفهوم «يين ويانغ» هو واضح في عمل الفنان. في الثقافة الزرادشتية الإيرانية القديمة نفس التفاعل بين الأسود والأبيض، الخير والشر والضوء والظلام لعبت دورا مركزيا واستخدمت مجازيا في الشعر لأكثر من ألف سنة.
وقد تم تنفيذ بعض أعمال ايراندوست باستخدام حركة مستمرة لسكين أو فرشاة الطلاء، وبعضها من خلال عدة خطوات متواصلة وطبقات من المواد المختلفة. كما يستفيد الفنان من خصائص بصرية أخرى مثل الأختام المستمدة من عناصر مهمة من التركيب. العديد من هذه الأختام لها معان مختلفة، وبعضها مجرد اسم الرسام في حين أن البعض الآخر إشارات مجازية إلى المفاهيم الصوفية والفلسفية.
ولد حسين ايراندوست في طهران، ايران في تشرين الثاني 1978، عشية الثورة. ولد لأم إيرانية، ووالد نصف إيراني ونصف صيني. كان جده، وهو مهندس صيني،  قد حضر إلى إيران في عهد رضا شاه، أول ملك لسلالة بهلوي في النصف الأول من القرن العشرين. وكان مسؤولا عن إنشاء مصنع للشاي في بلدة لاهيجان في بحر قزوين. تزوج من سيدة إيرانية واعتمد ايران  كبلدته الأصلية.
بدأ ايراندوست الرسم في سن مبكر وبدأ التصميم الجرافيكي عندما كان في الرابعة عشرة من عمره بينما كان يذهب إلى المدرسة الثانوية في طهران. في وقت لاحق، بدأ الرسم تحت إشراف رحيم نافاسي (نافيهسي) واحد من الرسامين الواقعيين الأكثر شهرة في إيران.  تخرج من جامعة آزاد وحصل على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة (الرسم).