خالد سامح برعاية الاميرة وجدان الهاشمي، وبحضور حشد من التشكيليين والنقاد، افتتح مساء الأربعاء في المتحف الوطني الاردني للفنون الجميلة معرض بورتريه للفنان الأردني سعيد حدادين بعنوان «شهقة لون»، ويستمر المعرض حتى نهاية العام. إلهام الوجوه برع الفنان سعيد حدادين على مدى عقود في فن البورتريه، ورسوماته تعبر عن حساسيته الخاصة تجاه الوجوه البشرية وما تحمل من معان ومشاعر وانطباعات، والجزء الأكبر من تجربته خصصه للمرأة، وهي التي عنده مصدر الإلهام الأول. يستدعي الفنان سعيد حدادين من عمق ذاكرته وجوها وملامح، وهو هنا لا يستنسخها أو يسجلها بكل تفاصيلها الواقعية على سطح اللوحة، بل يلجأ لأسلوبية تعبيرية خاصة تستعير من المذهب التشكيلي التعبيري تحايله على الواقع وتشويهه المتعمد له، وتذهب أيضاً إلى مدى معين في الاختزال والتجريد، كل ذلك يأتي في إطار كرنفال لوني غني ومبهر وجريء ومضمون ينحاز دوماً إلى الذات الانسانية وجوهرها الدفين. معاناة الانسان ويقول الدكتور خالد خريس مدير عام المتحف الوطني الاردني للفنون الجميلة عن الفنان:» من وجهة نظري يعتبر سعيد حدادين واحداً من أهم الفنانين الأردنيين التعبيريين، حيث يمثل جيل ما بعد الريادة. ولطالما احتل الانسان في أعماله الأهمية القصوى، وهو من خلال حرفيته وتمكنه من الرسم واللون، استطاع أن يدهشنا بأعماله التي تتناول على الدوام الانسان بمعاناته وتأملاته ووجوديته، فاللوحة عنده تحمل طاقة تعبيرية هائلة، تجذب المشاهد لها على الفور، وتحرك فيه مشاعر وأحاسيس انسانية، وبالذات في أعمال البورتريه التي يسعدنا أن نعرضها في جاليري وصل في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة. اللوحة لدى سعيد ليست ترفاً ولا بذخاً، بل هي انحياز تام للإنسان وللإنسانية». شهقة ودهشة وفي كلمة للدكتور جورج الفار استاذ الفلسفة في الجامعة الاردنية عن المعرض يقول فيها:» من يعرف هذا الفنان الكبير، يمارس الشهقة والدهشة أمام لوحاته، الصاخبة بالألوان المركبة بتأن وبجدارة، عميقة المعنى والمبنى، سامية الفكرة. دعي سعيد «ملك السكتش» بجدارة، ومارس الفن لمدة تزيد على خمسين سنة، لا يكل ولا يمل من الممارسة وابداع كل جديد ومتجدد في فنه ورؤاه الشعرية، التي تقف لتساند هذا الفن الراقي. المسيرة الإبداعية سعيد حدادين مثقف ومفكر وشاعر وفنان في الآن ذاته، لذا لامس الهم الإنساني والشرط الوجودي، دون أن يكتب باللوحة شعاراً سياسياً، بل احترم الفن للفن، وقال في لوحاته، ما يريد، وترك لنا حرية استلهام ما نريد». والفنان سعيد حدادين المولود في مدينة ماعين عام 1945، حاصل على البكالوريوس في الفنون الجميلة من كلية (لفوف) في الاتحاد السوفييتي عام 1974. اقام 16 معرضا شخصيا منذ عام 1975، وشارك في حوالي 20 معرضا جماعيا داخل الاردن وخارجه، كما شارك في العديد من الملتقيات الفنية المحلية والعالمية، وتقتني اعماله عدد من المتاحف. عمل حدادين رسام كاريكاتير في مجلة الوجدان العربي التي كانت تصدر في هولندا، كما عمل مدرسا للرسم والتشريح في معهد الموسيقى والفنون الجميلة التابع لوزارة الثقافة في الاعوام من 1974 الى 1979، كما عمل مدرسا لمادة الرسم الحر لطلبة كلية الهندسة المعمارية في الجامعة الاردنية عامي 1994 و1995.
جريدة الدستور الاردنية
الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 01-12-2023 08:49 مساء
الزوار: 589 التعليقات: 0