تناولت أمسية ثقافية في المكتبة الوطنية، أول من أمس، كتاب "أمراض الساعة في علم المناعة" للدكتور عيسى أبو دية. وقال الوزير السابق، الدكتور زيد حمزة، في الأمسية، التي تأتي ضمن نشاط كتاب الأسبوع، إن هذا الكتاب الذي يبدو للوهلة الأولى كتاباً متخصصاً للأطباء وطلبة كلية الطب، هو في الحقيقة محاولة لشعبنة العلم ونشر ثقافة طبية ومعرفة علمية بين الناس بوصفها خطوة ضرورية صوب التفكير المنطقي السليم والانتقال إلى مرحلة العقل العلمي الذي أسس للنهضة الأوروبية منذ استلم الأوروبيون لواء المعارف من العرب المسلمين. وأشار إلى أنه في عصر تتعرض فيه الكرة الأرضية للتغيير المناخي والتلوث المفرط بالغازات الدفيئة والهواء الملوث والأطعمة الملوثة ونمط الحياة غير الصحي الذي يتعرض له الإنسان في بيئته الطبيعية والاصطناعية، فقد بات من الضروري أن يتعرف الإنسان إلى جهاز المناعة في جسمه، والذي من شأنه أن يمده بالمقاومة اللازمة لدرء الأمراض واكتساب صحة ونشاط متميز ومتابعة واجباته وطموحاته. وأشار مؤلف الكتاب، الدكتور أبو دية، إلى أن فكرة الكتاب جاءت من حاجة المكتبة العربية إلى عمل طبي في تخصص علم المناعة يغطي أهم الأمراض المناعية التي نشهدها في حياتنا اليومية وفي مستشفياتنا، وتكمن أهمية هذا الكتاب في أنه يعالج بشكل شمولي مختلف أجهزة الجسم البشري التي تتأثر بجهاز المناعة، كما يحتوي على معلومات علمية محدثة خصوصاً لأن علم المناعة يعد من العلوم التي تغيرت وتطورت بسرعة فائقة في السنوات العشر الأخيرة وما تزال. وبيّن أنه لم يتم كتابة المقالات بشكل عشوائي، وإنما تم ترتيبها بأسلوب منهجي ومنطقي بدءاً من الأمراض التي تنجم عن نقص المناعة سواء كان سببها وراثياً أو مكتسباً، من ثم الأمراض المتعلقة بنقص المناعة إلى الأمراض المتعلقة بفرط المناعة أو زيادتها غير المبررة كالحساسية وأمراض المناعة الذاتية. كما وتحدث أبو دية، عن أهمية جهاز المناعة في حماية أجسامنا من السرطان والدور المميز الذي يؤديه العلاج المناعي في الشفاء من هذا المرض العنيد. وأوضح أن ترتيب المقالات جاء بشكل ممنهج ومتشابه إلى حد ما، بحيث تقدم المرض وماهيته وأثره على الفرد والمجتمع وبعدها تم الحديث عن أعراض المرض. وختم أبو دية، حديثه، عن تشخيص المرض والتركيز بشكل كبير على التقنيات والفحوصات المخبرية اللازمة لكشف هذا المرض. وأشار إلى أنه راعى أن تكون المقالات مناسبة لعامة الناس الذين لديهم اهتمام بمرض ما بعينه أو سواه، وحرص على أن تحتوي على أجزاء على قدر أعلى من المستوى العلمي والتقني، بحيث يستفيد منها الطلبة المنخرطون في المجال العلمي خصوصاً طلبة الطب والصيدلة والأسنان والتحاليل الطبية.