كرّم بيت الثقافة والفن الشاعر محمود عبده فريحات تقديراً لعطائه ومسيرته مع القصيدة العمودية، التي حملت التاريخ في ملحمة طويلة كتبها، مثلما نسج المسرح شعراً، وكذلك فعل مع أخطاء النحو، والوصايا، والافتخار بالوطن والهاشميين.

واستهلّ فريحات مفتخراً من قصيدة «في عينيّ يتنزّه الوطن»: «أردنُّ..باسمك زكّينا أسامينا/ وإننا بك صرنا أردنيينا/ لو جنّة الخلد في يومٍ غدت وطناً/ ما اخترتُ غيرك أوطاناً وتوطينا/ أو كان يُعبد غير الله في زمنٍ/ لقمت أعبد فيك الأمن والنونا/ فحفنةٌ من طحين السلط تشبعنا/ وكأس ماءٍ من الأغوار تروينا/ فليحفظ الله للأردنّ قائده/ أبا الحسين حبيب الأردنيينا».

وقرأ في الأمسية التي أدارتها عضو الهيئة الإدارية للبيت ميرنا حتقوه، بقصيدة أبانت عن ذوقه وهيامه بالشعر، ومما قرأ « ما عرفت السّحر شعراً/ وعرفت الشعر سحرا/ لا، ولا نُبّئتُ يوماً/ أنّ في الخمرة شعرا/ غير أنّ الشعر خمرٌ/ وشربتُ الشعر خمرا/ فانتشت في الجسم روحٌ/ وغدتْ بالشعر سكرى/ صُبّ لي تسعين كأساً/ وأضف للرقم عشرا/ واضرب الناتج في عشرٍ وزد عشراً وعشرا/ واجمع الحاصل مع ألفٍ/ وزد للألف صفرا/ لأرى الأبحر كأساً/ وأرى في الكأس بحرا/ قد يدوم السكر ساعاتٍ وبي يمتدّ شهرا/ ثمّ نبئني بصدقٍ/ أترى ما فيَّ سكرا؟!».

كما قرأ أبياتاً متفرقة من قصائد، منها: «ذئبٌ وشاةٌ أمانة/ والقتل صار تقانة/ براعةٌ بلسانٍ/ ودون صدقٍ رطانة/ والقلب ليس بقلبٍ/ إذا اغتصبنا حنانه/ وما الكرامة عندي/ تأتي بدون حصانة/ والمرء من دون خُلقٍ/ تراه كالإسطوانة/ فالصدر من دون قلبٍ/ واحتلّ صخرٌ مكانه/ لا أكرم الله نفساً/ ترى الرضا بالمهانة». ومن قصيدة «ما الدنيا إلا حُبّ» قرأ فريحات: «بالحبّ.. ناديتُ الجبال فأقبلت/ ودنت كطفلٍ أُدخل الكُتّابا/ وأتت تغازلني النجوم تودّداً/ فوضعتُ فوق ظهورها الأقتابا/ ما كنتُ أعلم أنّ حبك موجعٌ/ ويصير حبّك دمعةً وعذابا/ والبيد حين أراك تصبح جنّةً/ وأرى الجنان إذا ابتعدتِ خرابا/ وأرى السراب- وحقّ وجهك- عالماً/ وأرى العوالم لو بعدت سرابا/ عيناك مكتبتان أقرأ فيهما/ كتب الهوى لأعلّم الطلابا/ ويقول قلبي تبتَ توبة مؤمنٍ/ وخبرتُهُ.. فوجدّته كذّابا/ كم تاب ثم يعود ثم يتوب ثم يعود ثم يُسوّغ الأسبابا/ صهْ صهْ صهٍ يا قلبُ واعلم انني/ أنا لن أظلّ لثعلبٍ جلبابا/ ولكم وكم من كذبةٍ وتهرّبٍ/ حتى ظهرتَ تمثّل الإرهابا».

وقرأ من قصيدة أنصف فيها المرأة، ومنها: «كلّ الجمال جمالهنّ ولن ترى/ من دونهنّ جميلةً وجميلا/ هنّ الزهور وهنّ أغنى زهرةٍ/ طيباً.. وكُنّ على الزهور دليلا».

وكانت قدّمت عضو الهيئة الإدارية لبيت الثقافة والفن ميرنا حتقوه الشاعر بتأكيدها أنّ التكريم إنما يأتي ضمن خطّة البيت في تكريم الأدباء الأردنيين والمبدعين وأصحاب المشوار الجاد من الكتاب والشعراء الذين تركوا بصمة مميزة في الحركة الثقافية في الأردن والوطن العربي.

كما ألقى الشاعر سعيد يعقوب، في الحفل الذي حضرته مديرة بيت الثقافة والفن الشاعرة الدكتورة هناء البواب، قصيدةً في مدح فريحات، منها :» رجّع كما تهوى القصيد طَروبا/ وانثر علينا من رؤاك طيوبا/ واعزف لنا الوتر الشجيّ فطالما/ داويت بالوتر الشجيّ قلوبا/ واملأ مسامعنا نشيداً عابقاً/ حيناً وحيناً حرقةً ولهيبا/ واترك بسمع الدهر منك روائعاً/ كالروض نفحاً والنسيم هبوبا/ واخلد بعليا المجد شعراً ساحراً/ وانزل ذراها شاعراً موهوبا».

المصدر / جريدة الراي