عرار:

انطلقت مساء الإثنين في الساحة السماوية لبيت عرار الثقافي فعاليات مهرجان عرار الشعري السابع « دورة الإعلامي فؤاد الحميدي» ، بتنظيم من منتدى عرار الثقافي، ورعاية أمين عام وزارة الثقافة هزاع البراري، ومشاركة نخبة من الشعراء الأردنيين والعرب، وسط حضور جماهيري لافت.

البراري استهل حفل الافتتاح الذي أدار مفرداته المحامي خلدون السعد، بكلمة قال فيها إننا في هذا المكان نكاد نلمس روح عرار الشاعر والمناضل وصاحب الرؤية، لافتاً النظر إلى أن عرار كان صاحب تأثير وأثر إذ استطاع أن يشكل مدرسة في الشعر، مؤكداً أننا ما زلنا نحن في الأردن غير مدركين أهمية هذا الشاعر.

وأكد أن عرارا كان منحازا للمهمشين والفقراء والعاديين، وقد تنبأ من خلال شعره بما نحن عليه الآن، مشيرا إلى أن عرارا كان يرى ما لا نرى، وهذا هو الشاعر الحقيقي حسب البراري، مضيفاً من المهم أن يكون هذا المهرجان في هذا المكان، وأن يستمر، لنعمّد هذا المكان بالشعر والقراءات التي تدرس الجوانب المتعددة في شخصية شاعر الأردن.

من جهته رحّب رئيس منتدى عرار الثقافي محمد عزمي خريف براعي المهرجان والمشاركين والحضور، منوهّاً أن الراية التي رفعناها يا عرار كما قال ستبقى خفاقة، وستبقى واحة عطاء في ظلّ هذا التصحّر الزاحف، مشيراً في كلمته إلى بيت عرار الذي يربط الحاضر بالماضي بالمستقبل.

ولفت النظر إلى أن المنتدى ارتأى أن يطلق اسم الراحل فؤاد الحميدي أول رئيس للمنتدى على الدورة السابعة تكريماً له، فهو أول من بذر فكرة المنتدى والمهرجان، كما واستذكر خريّف المؤرخ الأردني محمود عبيدات الذي رحل قبل شهر تقريباً.

وقدّم المحامي سمير التل مداخلة موجزة عن الراحل الحميدي الذي ترأس منتدى عرار الثقافي لثلاث دورات متتالية، وعمل في وكالة الأنباء الأردنية « بترا»، كما عمل رئيسا لتحرير موقع اليرموك نيوز، لافتا النظر إلى أن الحميدي كان ثائرا على الزمن الذي نعيش فيه، وحالماً بوطن عربي موحّد، وملتزما بالخط الوطني والقومي، وكان نموذجا للمهنية العالية والكفاءة في عمله الصحفي.

القراءات الشعرية التي رافقتها الإيقاعات الموسيقية على آلة الأورغ والناي، استهلها الشاعر د. محمد مقدادي، فقرأ قصائد متنوعة ومقاطع قصيرة، قدم من خلالها تصوره للصيف الذي يحبو تحت غرّتها، ولصافرة النهاية، وللطواغيت، وللناس في بلاد الرمل، ولذكور النحل التي لا وظيفة لها، وللمدينة التي نحبها ويقتلنا في حلقها الزحام.

تلاه الشاعر قيس قوقزة، فقرأ قصائد « نص لم يكتمل أهداه إلى عرار»، و « ما لم يقله أبو الطيب»، و « في سقوط الظل»، ذهب في قصائده لشط النجاة البعيد عنا، ولوردة الصدى، وللجمال الذي غرس في كل شبر، وعاين انعكاس الماء الذي راود كأسه، كما قرأ لعطش المحب الذي يمضي وكفّ الأرض تطوي ظلها.

ومن جانبها قرأت الشاعرة د. إيمان عبد الهادي، للضوء الذي ورثته عن مصباح جدّها، ولسراج الضوء الذي لا زيت فيه، ولخاطر الرؤيا، كما قرأت قصيدة « سمرقند»، و « كروم على ساعديك»، و « رحلة النور والظل».

وقرأ الشاعر لؤي أحمد للطائر المنسي، ولضريبة الموقف، ولفلسطين في « سنابل الملح»، كما قرأ قصيدة « تولّى إلى الظل»، قصائد اجتازت حدود الواقع بإيقاعات هادئة، لتقدم صورة واضحة المعالم عن الرؤى التي سارع بالتقاطها من تفاصيل الحياة والنضال.

من جهته قرأ الشاعر العراقي حيدرة خفاجي باقة من قصائده التي راح فيها إلى المهمشين والفقراء، منصتاً لهمومهم وباثّاً في أرواحهم الأمل والانتصار على اليباس الذب يحيط بكل شيء.

واختتم القراءات الشعرية الشاعر حسن البوريني بقراءة باقة من قصائده، من مثل « ولادة، وعراري الوجع»، تنقل فيها بين الأوجاع التي تخلع سترها، وبين أروقة الممشى العراري، معتمداً على إيقاعات سريعة محمّلة بالوجد والرؤى.

وفي نهاية اليوم الأول من الفعاليات كرّم الروائي البراري المشاركين بتقديم شهادات تقديرية، فيما كرّم رئيس المنتدى خريّف الروائي البراري بتقديم درع المهرجان له.