يجمع الشاعر حازم القيسي بين الموسيقى وفنون الخط والرسم والكتابات الفكرية والشطحات الفلسفية التي تتبدى في نصوصه وكتاباته.
كما يفيد من تخصصه في التصميم وتقنيات الكمبيوتر وشبكة التواصل الاجتماعي لنشر قصائده وكتاباته، التي يمزج فيها خبراته في الجرافيك ديزاين والتسويق الإلكتروني التي تمزج بين الصوت والصورة وجماليات الخط العربي والمؤثرات المختلفة.
هي محاولة كما يقول لانطلاق القصيدة إلى آفاق الفضاء الشاسع الذي يعبر عن روح العصر ولغته، لكنه لا ينكر الكتاب الذي يمثل أيقونة المعرفة. وهو يعتقد أنه من أوائل الذين بثوا قصائدهم عبر الفضاء الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي بشكل مخصص لا سيما في الأردن.
ويرى أن اتجاهه للوجود على مسطحات شبكات التواصل الاجتماعي فرضتها طبيعة القراءة التي غدت ثقيلة على المتلقي في ظل انتشار مواقع التواصل، وايقاع الحياة السريع، لذلك، يقول القيسي أن القصيدة الصوتية متحركة وقادرة على التوائم مع طبيعة الحياة المعاصرة التي تتسم بالسرعة والديناميكية، وبالتالي فالقصيدة المسموعة يمكن أن تتوفر في السيارة، الموبايل، كما أنها تكتسب ميزة أخرى أنها تنتقل بصوت الشاعر وإحساسه، لافتاً إلى أن مثل هذا كان معروفاً بشكل ضيق في التلفزيونات عندما كانت تنقل القراءات لكبار الشعراء، الذين تفاعلنا مع مشاعرهم مباشرة ، ومنهم محمود درويش، عبدالرزاق عبد الواحد.
ويرى القيسي الذي عمل ابتداءً في مركز الحاسوب بالجامعة الأردنية وتدرج ليدير شركة متخصصة بالتسويق الإلكتروني، أن ثمة ميزة تتصل بالزمن، حيث توفر التكنولوجيا سرعة الاتصال، والأهم أيضا التواصل التفاعلي بين الكاتب والجمهور، وهي قيم تتصل بأنسنة النص، و ميزة لم يكن يستطيع التلفزيون والراديو توفيها.
بدأ غير منظم من خلال نقل الندوات الشعرية دوريا، ثم بدأت القنوات تسجل حلقات خاصة، وعن تجربته يقول إنها بدأت في نيسان الماضي بقصيدة اسمها «نهايات» التي مزجها مع الموسيقى والصورة الثابتة، وبثها على شبكة التواصل، مستدركاً أن هناك مقومات لنجاح النص والشاعر في تجربة القصيدة المسموعة والمرئية، منها: اللغة الجيدة، الصوت، أن تكون مرئية، ومهارة استخدام التقنيات وتحديد الفئة المستهدفة.
وأشار إلى أن من التحديات التي تواجه القصيدة المسموعة/ المرئية، هي كلفة التسجيل التي تتراوح بين 90-120 دينارا للقصيدة، أما بالنسبة للجمهور، فيقول أن القصيدة خلال ثلاثة أيام تصل إلى نحو 70 ألف مشاهدة بالمتوسط خلال شهر ونصف الشهر من الانطلاقة ومن سائر الاقطار العربية وبعض المقيمين خارجها. إضافة إلى التحديات في طبيعة إقبال الناس على الأدب والثقافة بالعموم.
ومع ذلك فهو يؤكد أهمية المطبوع، وهو يعد لطرح ديوانه المكتوب، بعد أن يصل إلى عدد من المتابعين بنحو 100 ألف ثابتين.
وعن الاختلاط بين الغث والسمين في النصوص الإلكترونية، يرى القيسي أن النص الجيد يفرض نفسه، ان كان شعرا او نثرا، لافتا أن تلك مهمة النقاد ، مرجعاً أن نجاح النص ليس بعدد «اللايكات»
مقراً بتفشي «سلوك المجاملات» بسبب الفراغ والكبت، وتحديداً فيما يتعلق بالنصوص المكتوبة التي تقيم أحياناً بغير ما يحمل النص، مؤكداً أن الجودة ليست باللايك، وانما من يعمل اللايك.
وعن انتقال النص من الكتابة الوجدانية إلى نوع من الصناعة التي تتطلب جملة من الأمور الفنية والمعرفية، يقول إنني أقوم بكل الأدوار من الكتابة الشعرية إلى الصوت والعمليات الفنية، المؤثرات الفنية التي تتطلب اختيار الموسيقى وبعض الأمور التقنية، ومنها الإيكو/ الصدى وتصميم أرضية العمل المرئي التي يتداخل فيها الإبداعي والفني، ولكنها في المحصلة تنطوي على عمل جمالي، ويقول إن مقياسي للنجاح يرتبط بوصولها إلى قلب ووجدان المتلقي، مشيراً إلى أنه ينوع في الأغراض بين العاطفي/ الغزلي والوجودي.
ويجيب على سؤال إن كان مثل هذا النص ينتمي للموضة التي يمكن أن تزول مع انطفاء دهشتها، فيقول: الزمن هو الذي يحكم.
وعما إذا كانت النصوص المسموعة/ المرئية تحظى باهتمام النقاد، يقول إن هناك نقاد يتتبعون هذه النصوص، ويقسمهم إلى نوعين، من لديه هاجس التجديد ويدعم التجربة الجيدة ويدافع عنها، ومنهم من ينهج السبيل التقليدي الذي لا يعترف إلا بالنص المكتوب، ويقر أن للنقد سلطة، ويرى أن النص المسموع يحتاج إلى مهارات إضافية تتعدى المضمون ، لأن النص ينطوي على الصورة، الصوت، هي عملية صناعية، والأداء والعمليات التقنية، والجهد المبذول.
وعن قراءة النصوص بصوته، يقول أنه جزء من هويتي، لافتا أن من المهم التنويع في النص والتلوين في الصوت، وتقديم الجديد للمحافظة على المتابعين والتواصل معهم.
ويستشهد القيسي في موضوع العلاقة بين الشعر والموسيقى مما قال استاذ الخط الفنان ابراهيم ابو طوق:إن :»الفن هو الانتقال من الوعي الى اللاوعي» ويقول القيسي أن الموسيقى قمة التجريد، وتاتي القصيدة فالموسيقى مع جزء من كمال العمل الفني»..