|
عرار:
صدرت حديثا طبعة ثانية، مزيدة ومنقحة، من كتاب «حصاد الزمن الصعب»، لدولة الأستاذ طاهر المصري، عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع في عمان، وذلك بعد نفاذ الطبعة الأولى التي صدرت العام الماضي. وفي مقدمته للطبعة الجديدة من الكتاب يقول المصري: «بعد نفاد الطبعة الأولى من هذا الكتاب كان لا بد من هذه الطبعة الثانية، وفيها حدث تغيران أساسيان؛ الأول هو إضافة مواد فكرية وسياسية جديدة، عرضت في نشاطات ثقافية وسياسية تلت صدور الكتاب في طبعته الأولى، والأمر الثاني هو أنه تم ترتيب وعرض الكتاب بمنهجية جديدة، إذ جرت إعادة ترتيب الأفكار والمواقف السياسية، الواردة في مواقع مختلفة، على نحو يضمها في فصل واحد، وتحت عناوين فرعية تتفق مع موضوع الفصل أو المحطة. كما تمت إزالة المواد الأخرى، التي تخرج عن سياق موضوعات الكتاب الأساسية، فكريا وسياسيا، على أن يعاد إصدار تلك المواد وإخراجها في عمل جديد، منفصل، وبمنهجية مختلفة». ويقدم الكتاب للقارئ، بحسب المصري، تأريخا لمحطات بارزة جرت معه على مدار خمسة وعشرين عاماً من دون حذف أو تحرير، موثقا إياها بالتاريخ والمناسبة، وفق تسلسل زمني مرصود، على أمل أن يجد القارئ فيها ما يشفع له أمام زحام الثرثرة. ويقول «إن للسياسي موقفين منفصلين، واحدا أثناء جلوسه على الكرسي، والآخر حين يخرج من الموقع العام». وقد اختار المصري لهذا الكتاب ان يكون «رسائل، وخطابات، ومحاضرات، استعدتها من أرشيف كامل، أوراقه أصفرت، وحبره بهت، وملفاته أغبرت، لتكون رسالتي للقارئ. ولعلي اجتهدت وأصبت فيما فعلت، وفي هذا أجرين. ولعلي اجتهدت وأخطأت، وفيه أجر واحد». ويرى المصري أنه يجد نفسه اليوم «مسؤولا عن تبيان جوانب مهمة عن مواقف غير معلنة، في مواجهة على التاريخ، لأقول: ثمة قرارات كثيرة أتخذتها في غرف مغلقة، وحوسبت عليها، وطعن بمواقفي بعدها، لكنها لله وللتاريخ والوطن، هي مواقف لست بنادم عليها، فمنذ معارضتي لقرار فك الارتباط، ومنذ ما حددت حكومتي شروطها للمشاركة في مؤتمر مدريد للسلام وتبنيتها، ومنذ استثنائي من عضوية مجلس الأعيان في العام 1997، فأنا لا أعرف إلا لغة الإصلاح، ولا أراوغ في استخدامها، بيد أني ما زلت موقنا بأن قوى الشد العكسي هي المعطل الحقيقي لرؤى النظام». ويؤكد المصري على أن الهدف من نشر هذا الكتاب هو «التوثيق لفكر سياسي واجتماعي آمنت وبشرت وتشبثت به. ولم يكن هذا الفكر جامدا أو متعصبا، بل سعيت معه لمواكبة المتغيرات والأحداث والتقلبات السياسية والاجتماعية والاقتصادية». ويقول المصري إنه عبر هذه الرحلة شغل العديد من المناصب المتقدمة سياسية وبرلمانية وكان «مساهما في صنع القرار في أحايين كثيرة عبر تلك الرحلة، ومخالفا للقرار في بعض المحطات، واجزم أنني قد تمسكت بالمبادئ التي بها أؤمن ولم أحد عنها أبدا، وعبرت عن رأيي سواء أكنت في موقع المسؤولية أو خارجها، وبكل الصراحة والوضوح. انطلاقا من حقيقة إنني ما اجتهدت يوما إلا من اجل المصالح العامة بحسب فهمي لها». ويؤكد المصري أنه بسط ذكرياته في هذا الكتاب أمام القارئ، قائلا «في الأمر فض لتشابك حصل، أمام عجاج المتغيرات، وغبار المعارك، سواء تلك الكونية والإقليمية المحيطة بنا، أو تلك المحلية التي نعيش معها، والتي تصنعها النخبة، مبررة لنفسها دورها الفاعل في المشهد السياسي، وتفرض من خلال ما تفتعله أسبابا لتظل هي المراجع، على أنها لا تلتزم بأدبيات الاختلاف في وجهات النظر». الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، ووزير الخارجية والتعاون السابق للمملكة المغربية محمد بن عيسى الذي كتب مقدمة للكتاب، يرى أن المؤلف لم يفقد «قدرته الفائقة على المزاوجة بين الأسلوب الدبلوماسي، بما يحتويه من إيماءات ورموز وتعبير بالإشارة، وبين لغة أخرى واضحة وصريحة»، مبينا انه استحضر في هذا الكتاب صورة المصري «الدبلوماسي، الذي مثل بلاده أولا في أهم العواصم الغربية، ولما يتجاوز الثلاثين من العمر إلا بقليل، ما ينم عن ثقة مبكرة في مؤهلاته ونباهته، وعمق فكره واستيعابه السريع لطبيعة العلاقات الدولية المعقدة المتقلبة الأطوار على مدار الأيام وتوالي الحقب». ويؤكد عيسى على أن الكتاب لن يفقد قيمته بمرور الزمن وتباعد المسافة بينه وبين المناسبة والسياق الذي قيل فيهما فمضمون تلك الخطابات، دروس متجددة في الوطنية وفي الأخلاق التي ينبغي أن يأخذها الخلف عن السلف». الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 07-07-2017 12:31 صباحا
الزوار: 1302 التعليقات: 0
|