|
عرار:
كم يختلف الأمس عن اليوم وكم تغيرت معالم أعيادنا، وكم اختطفت منها بهجتها وأسرار فرحة كانت تغمرها وتحتضنها كإحتضان الأمهات لأطفالهن. ها قد أتى شهر الخير والعطاء، أتى شهر رمضان حاملاً معه آمال العديد بحلول السلام والهدوء في بقاع وطننا العربي، منذ أيام معدودة أستعد العالم العربي والإسلامي للإحتفال بعيد الفطر، بطقوسٍ تختلف تبعاً للموقع الجغرافي والعادات والتقاليد ورغم اختلافها يجمعها فرحٌ واحد. ومن المعتاد أن تبدأ مظاهر العيد قبل أيام من حلوله حيث تبدأ الأسر بشراء حاجاتها من ملابس وأطعمة وإعداد أصناف مختلفة من الحلويات، تلك هي المظاهر الطبيعية لأجواء العيد التي اعتدنا عليها منذ صغرنا، أما مظاهر العيد اليوم فأصبحت مختلفة جداً عن سابقاتها، ففرحنا الكامل في تلك الأيام الماضية أصبح ناقصاً وكأنه مغموسٌ بالدم، وسرورنا بات موجوعاً، واجتماع الأسر أصبح شبه معدوم في هذا اليوم. فكيف ستكون هناك سعادة حقيقية وأنحاء الوطن العربي تنزف وتتمزق في كل يوم ألف مرة، كيف لأم تئنّ ليلاً على فراق ابنها المعتقل خلف قضبان الظلم أن تفرح، كيف ليتيم فقد أباه أو أمه أو أسرته بكاملها تحت القصف والدمار أن يلعب، كيف للفرح أن يتم واللجوء والتشرد الذي جاب أرجاء الوطن بكامله كشبح موت، كل ما مر من منطقة أثارها فتنة، حرباً ودماً ليتشرد أبناؤها ويلجأون إلى دول أخرى، كيف لهذا الشبح أن يتوقف؟ الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الخميس 06-07-2017 11:15 مساء
الزوار: 1258 التعليقات: 0
|