|
عرار:
تسعى دول الخليج العربية لمد جسور التواصل مع العالم عبر مختلف الوسائل، ولعل العلاقات التجارية والاتفاقيات الاقتصادية؛ هي التي تجسد المصالح المشتركة للشعوب، ومن خلالها تتم الصداقات والتحالفات، لكن دول الخليج تنبهت لشكل آخر من التواصل، عبر ربط ثقافاتها بالعالم. فقد وعت دول مجلس التعاون أهمية عامل الثقافة في التواصل بين الشعوب، بعيداً عن لغة المصالح المادية، فثمة الكثير من المشتركات الإنسانية التي يمكن أن تكون مقدمات لعلاقة تمتد جذورها من البعد الشعبي؛ وتمد أغصانها إلى البعد السياسي، ومن هذا المنطلق يمكن رصد العديد من النشاطات والجهود الثقافية في شتى بقاع العالم، مدت من خلالها دول الخليج جسور الصداقة مع العالم. السعودية.. من بكين إلى واشنطن معرض "طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور"، افتتحه العاهل السعودي في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي بالظهران التابع لشركة "أرامكو" عام 2016، لينطلق بعد ذلك في جولة حول العالم، هدفها التوعية بالتراث الحضاري للمملكة ضمن رؤية ملك البلاد للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، الذي أُقر عام 2014؛ بهدف إطلاع العالم على حضارة وتاريخ الجزيرة العربية والسعودية من خلال كنوزها التراثية، وتأكيد أن المملكة ليست طارئة على التاريخ ولكنها مهد لحضارات إنسانية عظيمة تُوِّجت بحضارة الإسلام العظيمة. وتغطي قطع المعرض الفترة التي تمتد من العصر الحجري القديم "مليون سنة قبل الميلاد" منذ عصور ما قبل التاريخ، إلى العصور القديمة السابقة للإسلام، ثم حضارات الممالك العربية المبكّرة والوسيطة والمتأخرة، مروراً بالفترة الإسلامية والفترة الإسلامية الوسيطة، حتى نشأة الدولة السعودية بأطوارها الثلاثة منذ عام 1744 إلى عهد مؤسس الدولة السعودية الحديثة الملك عبد العزيز. المعرض طاف تسع محطات عالمية، بدأها في متحف اللوفر بباريس منذ يوليو/تموز 2010، ثم مؤسسة "لاكاشيا" في برشلونة، فمتحف "الآرميتاج" بروسيا، ثم متحف "بيرغامون" في ألمانيا. ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وعرض مقتنياته في "متحف ساكلر" بواشنطن، ثم في متحف "كارنيغي" ببيتسبرغ، ومتحف "الفنون الجميلة" في هيوستن، فمتحف "نيلسون- أتكينز للفنون" بكنساس، ثم متحف "الفن الآسيوي" في سان فرانسيسكو. لينتقل لاحقاً إلى آسيا، منطلقاً من الصين، وعلى مدى ثلاثة أشهر من إقامته فيها لقي إقبالاً من الزوار تجاوز الـ170 ألف زائر، وقام الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارته في 16 مارس/آذار 2017. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: السبت 13-05-2017 12:32 مساء
الزوار: 1048 التعليقات: 0
|