عرار:

جيء احتفاليّة عَمَّان هذا العام عاصمةً للثقافة الإسلاميّة فرصةً مهمّةً لتعاضد جميع الجهود الوطنيّة في بثّ الرسالة الإردنيّة، واستثمار نشاطات الاحتفاليّة لتبيين وسطيّة الدين الإسلاميّ وسماحته، الوسطيّة التي أقرّتها «رسالة عمان» وتحملها حكمة جلالة الملك عبدالله الثاني وفكره النيّر إلى العالم.

وإذا كانت أهداف الاحتفاليّة في كل العواصم السابقة هي في قراءة الخطاب الديني في مضامينه الحقيقيّة وتهذيبه مما علق به من رواسب الفكر التكفيري، باتجاه الفكر الإنسانيّ وإشاعة قيم التعايش في ظروف أقلّ وصفٍ لها أنّها عصيبة، فإنّ لوزارة الثقافة دوراً كبيراً في هذا المجال، استناداً إلى قيمة الفكر التنويري الذي تحمله الهيئات الثقافيّة وبرامج الوزارة ومشاريعها المتنوعة، خصوصاً الاحتفاليّة الأكبر هذا العام في كون المفرق مدينة الثقافة الأردنيّة، بما تحمله هذه المدينة من خصوصيّة على أكثر من صعيد.

وينتظر الوسط الثقافي في اتحاداته وروابطه وجمعيّاته المعنيّة بالفعل الثقافي البدء بالاحتفاليّة لإطلاق نشاطات مستمرة، بحيث يكون مسمى عاصمة الثقافة الإسلامية حاضراً في الأذهان، يؤدي الهدف النبيل من المناسبة، ويظهر كنوز الحضارة الإسلاميّة وفلسفتها في فهم الذات والآخر والكون والتشاركيّة الإنسانيّة والانطلاقة الواثقة في التعامل مع كلّ هذه المتغيرات أو المستجدات.