|
عرار:
عرار- رصد ومتابعة موسى الشيخاني ومليكة اسلام: انطلاقاً من أهداف مؤسسة عرار العربية للاعلام حيث جاء في نظامها الأساسي الانفتاح على الثقافات الأخرى المتواجدة في الوطن العربي ، ونظرا لأهمية هذا الموضوع وضرورة تسليط الضوء قمنا بنقله من موقع مختص بالأبحاث والدراسات لأهميته وأهمية الاستفادة منه . يعيش الأمازيغ فيما كان يسمى المغرب الإسم الذي يقتصر حاليا على المغرب الأقصى، وقال أبو مروان في كتاب (المقباس) وابن حمادة في كتاب (القبس) وغيرهما من المؤرخين لأخباره المعتنين بآثاره: إن حد المغرب هو من ضفة النيل بالإسكندرية التي تلي بلاد المغرب إلى آخر بلاد المغرب وحدُّه مدينة سلاء. ولكن الأمازيغ كعرق يعيشون من واحة سيوة شرقاً حتى المحيط الأطلنطى غرباً. تسمية الامازيغ والبربر عرف الأمازيغ قديما في اللغات الأوروبية بإسم موري (mauri) كلمة محرفة عن مغربي، وكان العرب غالبا يطلقون عليهم اسم البربر أو أهل المغرب، والبربر كلمة عربية لاعلاقة لها بالكلمة اللاتينية باربار (Barbare) وهي كلمة استعملها اللاتينون لوصف كل الشعوب غير اللاتينية، بما فيها الجرمان وغيرهم، اعتقادا منهم بتفوق الحضارة اليونانية والرومانية على كل الحضارات. وما جاء في كتب التاريخ أن علماء النسب اتفقوا على أن البربر يجمعهم جذمان عظيمان وهما برنس وماذغيس (ويلقب ماذغيس بالأبتر فلذلك يقال لشعوبه البتر ويقال لشعوب برنس البرانس)، واختلفوا في نسبهما، ولما كان ابن خلدون قد وثق لآراء الكثير من النسابة فقد ذكر بأن نسابة البربر يتفقون على أن البرانس من نسل مازيغ بن كنعان، والبتر بنو بر بن قيس بن عيلان، لذلك فإن اسم الأمازيغ لايصح أن يطلق إلا على البرانس. وقد سموا بربرا لأنهم لاتجمعهم لغة واحدة، فكل قبيلة لها لغتها، ويقال بأن ملك التبابعة أفريقش لما وعى اختلاف وتنوع لغاتهم سماهم بربرا، وهذا الإختلاف والتنوع في لغة البربر لازال حاضرا إلى اليوم: الريفية، الشلحة، السوسية، القبايلية، المزابية، الشاوية. ولانعلم ماهي لغة قبائل البربر التي تعربت فمن الطبيعي أن لاتكون إحدى هذه اللغات. الدراسات العلمية الحديثة اثبتت الدراسات على عينات من الحمض النووي لعدد كبير من سكان شمال أفريقيا أن أغلب المغاربيين سواء كانوا يعتبرون أنفسهم أمازيغا أم عربا يحملون الصفة e3b2 المميزة بشكل عام لذوي الأصول الأمازيغية وذلك بنسب عالية تقارب المئة في المئة كما هو الحال في المغرب والجزائر بدرجة أقل. وهذا يجعلنا نستنج ضعف الهجرات القادمة من الشرق الأوسط في اتجاه شمال إفريقيا وكون التأثير العربي على المنطقة ينحصر في المجال الثقافي واللغوي دون أي تأثير عرقي سكاني. وقد أتبثت هده الدراسات خطأ فرضيات نزوح الأمازيغ من جزيرة العرب. بلدان الأمازيغ يعيش الأمازيغ في شمال أفريقيا في المنطقة الجغرافية الممتدة من شرق ليبيا إلى جزر الكناري، ومن ساحل البحر الأبيض المتوسط شمالاً إلى أعماق الصحراء الكبرى في النيجر و[[مالي]جنوباً. مع حلول الإسلام في أفريقيا ودخول العرب، استعربت غالبية الأمازيغ بتبنيها اللغة العربية بلهجاتها المغاربية. والمتحدثون حاليا باللغة الأمازيغية ينتشرون بجميع الحواضر الكبرى (الدار البيضاء، الجزائر، طنجة، باتنة، تيزي وزو، بجاية، غرداية، البويرة، الناظور، الحسيمة، الرباط، يفرن، جادو، نالوت، كاباو، سوكنة، اوجلة) وأيضا على شكل تكتلات لغوية / قبلية / أو عائلية بالبوادي. وينقسم المتحدثون بالأمازيغية في الجزائر إلى عدة قبائل: (القبائل الكبرى، الشاوية أو منطقة الأوراس أي الشرق الجزائري، بني مزاب، الطوارق، والتبو المعروفون بـ تداد أو أبناء الصحراء الكبرى وفي ليبيا إلى الجبالية والزوارية والطوارق). لغة الأمازيغ تنتمي اللغة الأمازيغية إلى العائلة الأفروآسيوية، وهي ذات العائلة التي تنتمي إليها العربية والبجا والمصرية القديمة، والأخيرة أقربها إليها، وهي تشترك مع كل من هذه اللغات في خصائص لغوية. بالعودة إلى تاريخ ابن خلدون، ينقسم البربر إلى برانس وبتر. وكانت القبائل التي فيها الكثرة والغلب لعهد الفتح الإسلامي أوربة وهوارة وصنهاجة من البرانس، ونفوسة وزناتة ومطغرة ونفزاوة من البتر وكان التقدم لعهد الفتح لاوربة هؤلاء بما كانوا أكثر عدداً وأشد باساً وقوة، فهي التي حاربت العرب مع زعيمها كسيلة الذي كان ملكا على البرانس كلهم، وهي التي استقبلت إدريس الأول وبايعته وجمعت الأمازيغ على دعوته، واجتمعت عليه زواغة ولواتة وسدراتة وغياتة ونفزة ومكناسة وغمارة وكافة بربر المغرب فبايعوه وائتمروا بأمره، وتم له الملك والسلطان بالمغرب وكانت له الدولة التي ورثها أعقابه، وكان ملك أوربة من ملك الأدارسة إلى حين انقراضه على يد قبيلة كتامة التي قامت بدعوة الفاطميين. وفي الوقت الحاضر فإن اللغة التي يتكلمها أبناؤها هي العربية وتنتمي إلى القبيلة التي تحتفظ بالإسم البرانس، والبرانس جميعا يتكلمون العربية، وقبائل أخرى كغياتة وهوارة وكتامة وصنهاجة جميعهم يتكلمون العربية أيضا. لذلك، عندما يتكلم أحد على الأمازيغ عليه أن لاينسى أن يذكر هذه القبائل التي يظن البعض من أنها قبائل عربية والتاريخ ينفي ذلك، ويؤكد أنها قبائل بربرية. كما أن هناك عرب قدموا من الشرق يحسبون حاليا على الأمازيغ وليس لهم لسان إلا الأمازيغية ولولا احتفاظهم بشجرة العائلة لما علموا أصلهم، كبعض الأدارسة والجعفريين، لذلك يمكننا الجزم بأن هناك عربا ليست لهم شجرة العائلة لأنهم ليسوا من آل البيت وهم من الأمازيغ حاليا. وهذا أمر عرف قديما وليس خاصا بالأمازيغية و ابن تيمية الذي عاش في القرن 13 الميلادي قال في كتابه اقتضاء الصراط: "ولهذا كان المسلمون المتقدمون لما سكنوا أرض الشام ومصر ولغة أهلهما رومية وأرض العراق وخراسان ولغة أهلهما فارسية وأهل المغرب ولغة أهلها بربرية عودوا أهل هذه البلاد العربية حتى غلبت على أهل هذه الأمصار مسلمهم وكافرهم وهكذا كانت خراسان قديما ثم إنهم تساهلوا في أمر اللغة واعتادوا الخطاب بالفارسية حتى غلبت عليهم وصارت العربية مهجورة عند كثير منهم". الأمازيغية تتفرع إلى تنوعات تختلف من منطقة إلى أخرى، وهو ماقد يشكل عائقا لتطوير الأمازيغية، الشيء الذي يستدعي وضع قواعد ومعايير لها وهو ماشرع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في تحقيقه. ولكن ممايجدر ذكره هو أن التنوعات (اللهجات) الأمازيغية متحدة فيما بينها بشكل كامل في مايخص قواعد اللغة والصرف والنحو والإشتقاق. وتنحصر الإختلافات في المعجم (حيث تستعمل مترادفات لها نفس المعنى) وبعض الإختلافات في التنغيم والنطق. ومن الأمازيغ الذين لم يعرف أصلهم ونسبهم بعد قبائل بني صمغون جنوب غرب الجزائر في ولاية البيض الجزائرية ويقال أن جدهم الأكبر من اليهود الفارين من بيت المقدس بعد غزوه من طرف الملك بختنصر الدي طاردهم حتى إلى بلاد المغرب بعد مقتل النبي زكريا عليه السلام فوجدوا في أرض بلاد المغرب ملاذا آمنا ومستقرا هادئا بعد أن تم الترحيب بهم من قبل سكان بلاد المغرب المسالمين منذ الأزل فوفرت لهم البيئة المناخ المناسب للتعايش السلمي والمشاركة في نشاط الحياة اليومية فامتزجوا بهم واختلطوا لكن دونما تحريف للعادات والتقاليد فاسم جدهم الأكبر لم يغير إلا بعض الشيء في النطق المحرف من شمعون إلى سمغون كما أن اللهجة المحلية فيها الكثير من المصطلحات مغايرة تماما للهجة المحلية للهجة البربر. ولهذا تطالب الحركات الثقافية الأمازيغية بتدريس اللغة الأمازيغية على جميع المستويات وإدماجها في الإدارة والإعلام والقضاء، والبعض يشبه هذا كعودة أوروبا إلى استخدام اللاتينية بدل اللغات الحالية، ويستغرب العامة إصرار هذه الجمعيات على هذا الأمر. تنتشر اللغة الأمازيغية بتنوعاتها المختلفة: ثاريفيت، تاشلحيت، تاقبايليت...) في 10 من البلدان الإفريقية أهمها: - المغرب: حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم 80% من السكان البالغ مجموعهم 31 مليون نسمة. 40% من السكان يتحدون الأمازيغية كلغة أم أو لغة غير أم. - الجزائر: حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم 50% من السكان البالغ 33 مليون نسمة. 30% من السكان يتحدون الأمازيغية كلغة أم أو لغة غير أم. - ليبيا: حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم 20% من السكان البالغ مجموعهم 6 مليون نسمة. أما في البلدان التالية فتقل نسبة الناطقين بالأمازيغية كلغة أم عن 5% : تونس، موريتانيا، مالي، النيجر وبوركينافاسو ومصر. في أوروبا الغربية توجد جالية أمازيغية مغاربية كبيرة لايقل تعدادها عن المليونين نسمة. كتابة الأمازيغ حروف من تافيناغللمقال الكامل اقرأ تيفيناغ ابتكر الطوارق خط التيفيناغ وهو من أقدم الأبجديات التي عرفتها الإنسانية وقد قام المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بمعيرته. وهو الخط الذي تبناه النظام التعليمي في المغرب لتعليم الأمازيغية. تجدر الأشارة إلى أن كتابة التيفيناغ بقيت مستعملة بدون انقطاع من طرف الطوارق في حين كتب الأمازيغ بكتابات أخرى، ولايوجد دليل على أن التيفناغ كان خطا لكل الأمازيغ خصوصا وأن قبيلة المشوش والليبو قد احتكتا بالحضارة المصرية فقد يكون لهما خط مغاير شبيه بالهيروغريفية. تاريخ الأمازيغ ينسب النسابة الأمازيغ أصلهم إلى مازيغ بن كنعان بن حام بن نوح عليه السلام. وهم أخوة المصريون، فالأمازيغ عرق ينحدر من السلالة الحامية ومن فروعها الحامية الشرقية التى ينتسب إليها المصريون والأمازيغ. التقويم الأمازيغي يحتفل العديد من الأمازيغ وبعض القبائل المعربة برأس السنة الأمازيغية التي توافق اليوم الثاني عشر من السنة الميلادية، ويستعمل الأمازيغ الأسماء الغريغورية مع بعض التحريف. يعتقد بعض العامة من الأمازيغ أن السنة الأمازيغية تبتدئ بعد تمكن زعيمهم شيشنق من هزم جيوش الفرعون الذي أراد أن يحتل بلدهم، وحسب الأسطورة فأن المعركة قد تمت بالجزائر بمدينة تلمسان. أما من الناحية التاريخية فأن المؤرخين يعتقدون بأن شيشنق الذي أسس الأسرة المصرية الثانية والعشرين لم يصل إلى الحكم عن طريق الحرب، بل من خلال ترقيته في مناصب الدولة المصرية الفرعونية، ذلك لأن المصريين القدماء قد إعتمدوا على الأمازيغ بشكل كبير في جيش دولتهم خاصة منذ عهد الأسرة العشرين. يعود أصل شيشنق إلى قبيلة المشوش، وهذه القبيلة من ليبيا الحالية ويمكن ملاحظة بعض التشابه الثقافي بين أمازيغ الجزائر والمشوش، وفي المغرب قبيلة تحمل اسم تمشوش قبيلة هي الأخرى معربة بطن من بطون القبيلة الأم أوربة قد تكون هي نفس القبيلة المشوش . يعتقد المؤرخون أن التفسير الأمازيغي العامي ليس تاريخيا علميا، فبعض الباحثين يعتقدون أن التقويم الأمازيغي قد يعود ألى آلاف السنين. أديان الأمازيغ تختلف العادات الأمازيغية من منطقة وحقبة زمنية إلى أخرى. عبد الأمازيغ القدماء كغيرهم من الشعوب الأرباب المختلفة، فبرز من معبوداتهم تانيث وآمون وأطلس وعنتي وبوصيدون. ومن خلال دراسة هذه المعبودات وتتبع أنتشارها في الحضارات البحر الأبيض المتوسطية يمكن تلمس مدى التأثير الثقافي الذي مارسته الثقافة الأمازيغية في الحضارات المتوسطية. ويمكن أعتبار آمون وتانيت نموذجين لهذا التأثير الحضاري. وفي الوقت الحاضر فإن الأمازيغ مسلمون سنة، يتبع بعضهم المذهب المالكي والآخرون المذهب الأباضي. آمون يرى غابرييل كامبس أن آمون هو إله أمازيغي الأصل، لكن وجود شواهد على وجود إرهاصات عبادته في النوبة منذ عصور ماقبل التاريخ ترجح أنه إله أفريقي قديم عرفته في وقت مبكر جدا من تاريخ البشرية شعوبُ شمال أفريقيا ذات الأصل المشترك من مصريين وأمازيغ وربما النوبيين الذين نزحوا إلى المنطقى لاحقا. عبد الأغريق آمون الأمازيغي (حمون)، وفي مابعد شخصوه بكبير آلهتهم زيوس كما شخصه الرومان في كبير ألههم جوبيتر وفي مابعد أحدثوا بينهم وبين آمون تمازجا، كما مزجه البونيقيون بكبير آلهتهم بعل. كما يُعتقد أن الإله الذي مثل أمامه الإسكندر الأكبر في معبد سيوة كان هو حمون، التجلي الأمازيغي لآمون، والذي لازال اسمه مستعملا إلى اليوم كاسم عائلات سيوية. تانيث القديس أوغسطينتانيث هي ربة الخصوبة وحامية مدينة قرطاج، وهي ربة أمازيغية الأصل عبدها البونيقيون كأعظم ربات قرطاج وجعلوها رفيقة لكبير ألههم بعل، كما عبدها المصريون القدماء كأحد أعظم رباتهم وقد عرفت عندهم باسم نيث، ويؤكد أصلها الأمازيغي (الليبي) ماأشار إليه الأستاذ مصطفى بازمة من أن معظم مؤرخي مصر الفرعونية أشاروا إلى أنها معبودة أمازيغية استقرت في غرب الدلتا، ثم عبدت من طرف الإغريق حيث عرفت بإسم آثينا بحيث أشار كل من هيرودوت وأفلاطون أنها نفسها نيث الليبية، وقد سميت أعظم مدينة إغريقية إلى هذه الربة الأمازيغية أثينا. أما تأثير هذه الربة في بلاد الأمازيغ يتجلى في مايعتقده البعض من أن تونس قد سميت نسبة إلى هذه الربة تانيث، بحيث أن الإسم القديم لتونس كان هو تانيس مماجعلهم يعتقدون أن الإسم مجرد تحريف للثاء إلى السين. ويرجح المؤرخون أن هذه الربة قد عبدت في تونس الحالية حول بحيرة تريتونيس حيث ولدت وحيث مارس الأمازيغ طقوسا عسكرية أنثوية تمجيدا لهذه الربة. إلى جانب هذه الآلهة عبد الأمازيغ أيضا الشمس وهو ماذكره هيرودوت وابن خلدون كما مارسوا العبادة الروحية التي تقوم على تمجيد الأجداد كنا أشار إلى ذلك هيرودوت. من خلال نقوشات موجودة في شمال أفريقيا يتبين أن اليهود قد عاشوا في تسامح مع القبائل الأمازيغية. يرجح أن اليهود نزحوا أول الأمر مع الفينيقيين إلى شمال إفريقيا ويذكر ابن خلدون أن قبائل عديدة من الأمازيغ كانت تدين باليهودية قبل الفتح الإسلامي وبعضها بقي على هذا الدين بعد الفتح. المسيحية آمن الأمازيغ أيضا بالديانة المسيحية ودافعوا عنها في محنتها من أمثال توتيلينونس وأرنوبيوس، كما برز أوغسطين كأحد أعظم آباء الكنيسة. الاسلام طارق بن زيادوآمن الأمازيغ أيضا بالديانة الإسلامية وجاهدوا في نشرها حتى أن أول المسلمين الذين فتحوا الأندلس كانوا في معظمهم أمازيغ بقيادة طارق ابن زياد، وكان عميد فقهاء قرطبة صاحب الإمام مالك من البربر وهو يحيى بن يحيى بن كثير الذي نشر المذهب المالكي في الأندلس، والمخترع عباس بن فرناس أول من حاول الطيران، وغيرهم. ويمكننا أن نلمس مدى تشبت البربر بالإسلام والدفاع عنه في نص ماقاله ابن خلدون: (وأما إقامتهم لمراسم الشريعة وأخذهم بأحكام الملة ونصرهم لدين الله، فقد نقل عنهم من اتخاذ المعلمين لأحكام دين الله لصبيانهم، والإستفتاء في فروض أعيانهم واقتفاء الأئمة للصلوات في بواديهم، وتدارس القرآن بين أحيائهم، وتحكيم حملة الفقه في نوازلهم وقضاياهم، وصياغتهم إلى أهل الخير والدين من أهل مصرهم التماساً في آثارهم وسوءاً للدعاء عن صالحيهم، وإغشائهم البحر لفضل المرابطة والجهاد وبيعهم النفوس من الله في سبيله وجهاد عدوه مايدل على رسوخ إيمانهم وصحة معتقداتهم، ومتين ديانتهم). عادات الأمازيغ العادات والتقاليد الاجتماعية روافد التأثير الإسلامي إلى الأمازيغية. الأمازيغ لم يفهموا الإسلام بكيفية عميقة إلا عن طريق الترجمة من العربية، كما أنهم يتخذون أنواع العادات والفنون والإحتفالات وسائل للتلقين والإستيعاب. ومن أهم العادات التعليمية التي نذكر منها: التعليم الليلي وعرس القرآن وبخاري رمضان والمولد النبوي ثم أدوال بنوعيه: النزه والسياحات. التعليم الليلي للمسجد (تِيمْزْكِيدَا) في حياة الأمازيغيين أهمية قصوى يؤكدها اعتباره النادي العام لأهل القرية ولايختلف عنه إلا من لاخير فيه، ولأستاذ المسجد احترام، وهو الإمام، والمؤذن (غالبا) وقارئ الحزب، ومعلم الدروس المسائية لعموم أطفال القرية، الذين وجدوا في التربية الإسلامية بالأمازيغية عادات تحفزهم للتلهف على حضور دروس المسجد الليلية، المختلفة عن الدروس النهارية التي تعلم الملازمين دراسة القراءة والكتابة باللغة العربية وحفظ القرآن، فالليل يخصصونه للمراجعة عندما يتفرغ أستاذهم للدراسة الليلية التي تهتم كل مساء بتعليم الأطفال ذكورا وإناثا، وبالرعاة والحرفيين الذين لاوقت لهم للدراسة نهارا، وبهذه الدروس يتعلمون قواعد الإسلام، وأحيانا قد يضطر بعض الأساتذة لتغريم المتخلفين. وللأطفال عادات يمارسونها تشوقهم إلى هذه الدروس الخاصة، كاعتيادهم الإنطلاق بعد صلاة المغرب في عموم أزقة القرية مرددين إنشادات جماعية بأصوات طفولية موحية تحث الصغار على الإلتحاق بالمسجد لتلقي الدروس الدينية، التي لايتخلف عنها ذكورهم وإناثهم ما لم يبلغوا سن الإحتلام، وعادة مايلتقي الجميع في الطريق المؤدي إلى المسجد فيكونون صفا واحدا حاملين الحطب (ليستعمل في الإنارة وتدفئة ماء الوضوء) وهم يرددون مرددات خاصة بتلك المسيرة. وقد ثمن ديكو دي طوريس هذه الدروس في إحدى ليالي سنة 1550م، التي شاهد فيها كيف يعلم بها الأمازيغيون أولادهم، وبعدما وصفها بدت له معقولة جدا إذ بعد أن يرعى الأطفال قطعانهم طوال النهار يجتمعون عند المساء في منزل معلم، وعلى ضوء نار عظيمة يوقدونها بالحطب الذي حملوه معهم يستظهرون دروسهم. عرس القرآن هناك عادات هيأها الأمازيغيون لتنتقل عبرها الأفكار الإسلامية من العربية إلى الأمازيغية بطرق غاية في التشويق والإيحاء. ومن أبرز تلك العادات سْلُوكْتْ التي تدعم الحضور الإسلامي في البيئة السوسية، فأثناءها يقرأ القرآن جماعيا، وتنشد قصيدتا البردة والهمزية للإمام البصيري، وكل ذلك باللغة العربية، وقد يتم فيها الشرح بالأمازيغية، لأن كل الفقهاء الأمازيغيين يفسرون معاني القرآن على قدر الطاقة. إن سّلُوكْتْ احتفال خصصه الأمازيغيون لـالطّلبة كي يحضروا في جميع المناسبات، ويؤكدوا على حضور الإسلام في كل الممارسات، ولحضور مناسباتها يكون الطلبة قد تهيأوا واستعدوا وتزينوا بأحسن ماعندهم، ويستقبل مجيئهم بغاية الفرح والسرور، ويجلسون في أحسن مكان وعلى أجمل فراش، وتقدم إليهم أحسن أنواع الأطعمة، ويعبرون عن فرحتهم بحماسهم في أداء تاحزابت، وإنشاد شعر يمدح الكرماء في مايسمونه تّرجيز. ويعتمد حفل سْلوكْتْ على ثلاث دعائم: تاحزّابت والبوصيري وتّرجيز، ولكل منها دور في التفاعل القوي بين الأمازيغيين والمتن الإسلامي. تاحزّابت تاحزّابت نسبة إلى حزب القرآن الكريم، والمقصود بها نوع من أداء قراءة القرآن برفع الصوت بأقصى مافي حلوق الطلبة من قوة وتمطيط في القرآن جماعة في منتزهاتهم (أدوال)، أو في المواسم التي يتلاقون فيها. ولانراها بعيدة عن هدف تحريك مشاعر الأمازيغيين بطريقة إنشادية لمتن لايعرفون معانيه، ولكن طريقة إنشاده تخلق بجلالها تواصلا رائعا، ويتجلى تأثيرها البهيج على ملامح القراء الذين يؤدونها بحماس تجسده حركاتهم الموقعة بإيقاع طريقة القراءة، ويعبر عنه اندماجهم المطلق في الأداء، وكذلك ترحيب الناس وتشجيعهم لجودة القراءة. ولعل هذه الإحتفالية هي سر المحافظة عليها رغم ماواجههم من انتقادات، وقد قاومهم كبار العلماء ولكن لم يفيدوا فيه شيئا، وقد اهتم الشعر الأمازيغي التعليمي بالمتن القرآني، فنظمت أبيات ومقاطع بعضها خاص بالرسم القرآني، وبعضها بالتجويد. وكثيرا ماتنشد بالأمازيغية خلال حفل سلوكت القرآني. البردة والهمزية لاوجود لحفل سلوكت بدون إنشاد رائعتي البوصيري: البردة والهمزية وإذا كانت تاحزابت قناة للقرآن في مجال التفاعل بين الإسلام والأمازيغيين فإن البردة والهمزية قناتان للمديح النبوي من تأليف الإمام البوصيري (ت 696 هـ ـ 1296 م)، اكتسبتا نوعا من القدسية التي يوحي بها تلازمهما لـتاحزّابت القرآن، ولأن الإعتقاد في قدرات القرآن امتد إلى كتب دينية مثل صحيح البخاري ودلائل الخيرات (للجزولي) اللذين يحظيان في شمال إفريقيا باحترام بالغ، إلا أن أهم مثال في هذا المجال هو: البردة التي ترجمت إلى الأمازيغية وتكتب بها التمائم، وتنشد عند الدفن وتكتب على جدران المساجد، وتعتبر مع الهمزية ملازمتين لـسلوكت القرآنية أكثر من غيرهما من جل ماألف في المجال الإسلامي، ثم إن إنشادهما في نصهما العربي صار من أروع وأعذب الألحان التي يتأثر بها المستمعون في احتفالهم بالطلبة. تّرجيز الـتّرجـيز صيـغة أمازيغية لكلمة الترجيز في العربية، والمقصود بها في حفلة سلوكت إنشاد الأشعار العربية بطريقة خاصة، إذ يبدؤها فرد واحد منهم ثم يرددها بعـده الآخرون، ويتدخل آخر مضيفا أو مجيبا سابقه. ويمثل هذا الترجيز قمة التفاعل بين المستمعين الأمازيغيين الذين يجهلون العربية، وبين الطلبة الذين قد يدركون بعض معاني ماينشدون، والعلاقة الجامعة للتأثر بين المستمعين والقراء هي طريقة الإنشاد مما له علاقة واضحة عند العارفين بطريقة إنشاد حوار العقول الشعرية خلال العرض الشعري في أحواش، ومن أجمل مايوحي بوجود تلك العلاقة، ذلك الشعور الغامر الذي يعكس فرحة التأثر بمقروء سلوكت نهارا، وفرحة التمتع بالشعر المنشد في أحواش ليلا، تلك العادة التي تواكب قراءة القرآن في تاحزّابت وإنشاد الأشعار العربية في الإحتفال بـالطلبة في المواسم الكبرى حيث يلتقي عشرات الحفاظ في مجموعات يخصص لها مكان معين في الموسم. وتتناوب المجموعات على قراءة ربع حزب من القرآن لكل جماعة على حدة، فإذا وصل دور مجموعة منهم جاء جميع الحاضرين، ووقفوا عليهم يحصون عليهم الأنفاس، فإذا مالوا ولو خطأ في وقف أو إشباع أو قصر أو توسط أو غير ذلك من أنواع التجويد صفق لهم جميع الحاضرين من الطلبة تشهيرا للسامعين بعظم الزلة، وربما سمع التصفيق العوام المشتغلون بأنواع الإتجار خارج المدرسة فيصفقون هم أيضا لما رسخ في أذهانهم من فظاعة ذلك. إننا نسمع كثيرا من يقول عن سلوكت إنها تامغرا ن لقران، أي عرس القرآن، لأنها احتفال له مقوماته الخاصة. إننا فعلا في عرس لايهتم بمباشرة تبليغ خطاب ديني بالأمازيغية، ولكن جلاله وجماله والإعتقاد في حصول الثواب به هو الذي جعلهم يقبلون عليه بكل حواسهم مخصصين له النهار كله كما يخصص قسط من الليل لاحتفال أحواش. يجب ألا نرى الإحتفال بالقرآن في عرسه تامغرا ن لقران مناقضا لاحتفال الرمز الشعري في عرسه: أحواش لأن العادات الأمازيغية تعتبرهما غير متناقضين، بل إن أحدهما يكمل الآخر بأداء وظائف محددة، ذلك أن سلوكت احتفال بكلام الله، وسنة رسوله وبحُفّاظهما، أما أحواش فاحتفال بفنية كلام العباد، وبنبل أعمالهم المعبر عنها بلسان الشعراء ءيماريرن ورّوايس إن سلوكت وأحواش احتفالان لاتتم بهجة مناسبة أمازيغية بدونهما، بل إن من عوائد المغرب وخصوصا سوسنا الأقصى، أن الأعراس والختمات القرآنية في الأفراح والإحتفالات عندهم سواء. مشاهير الامازيغ كتاب رموز الشعر الأمازيغي وتأثرها بالإسلام ـ بتصرف المصادر البيان المغرب في أخبار الأندلس و المغرب تأليف : ابن عذاري تاريخ ابن خلدون لسان اليمن القديم البربر واليمن كتاب البربر عرب قُدامى لمحمد مختار العرباوي المؤرخ الفرنسي غوتيه مدينة حضرموت سوسة الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الإثنين 29-02-2016 11:46 مساء
الزوار: 3897 التعليقات: 0
|