|
عرار: عرار: صدر عن أكاديمية الشعر في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية أبوظبي، ديوان "خلفان بن يدعوه" تحقيق وإعداد الباحث والأكاديمي سلطان العميمي، ويقع الكتاب في 173 صفحة من القطع المتوسط، متضمناً مقدمة كتبها الباحث، إلى جانب سيرة الشاعر وحياته، فيما ترك بعدها المساحة للقصائد التي تميزت بشعرية عالية، متنوعة الأهداف والأغراض الشعرية. وجاء في مقدمة الكتاب "ظل اسم الشاعر حلفان بن يدعوه رمزاً للحب العذري في الشعر النبطي الإماراتي، ولا تزال القصة التي جمعت بينه وبين من أحبها حالة لقصة من القصص الرومانسية القليلة التي دونتها الذاكرة الشعرية والشعبية في الإمارات، إلاّ أن أشعاره لم تنل بعد وفاته حظاً كبيراً من الاهتمام والتدوين أسوة بغيره من شعراء عصره، ولولا الديوان الذي صدر عنه في مطلع العقد الثامن من القرن العشرين، وما دونته بعض المخطوطات، وما أورده الأديب الراحل حمد خليفة أبوشهاب من قصائد له في عمله المهم (تراثنا من الشعر الشعبي) لما وصلنا عنه سوى قصائد تعد على أصابع اليد الواحدة". وتابع سلطان العميمي في تقديمه للكتاب "لقد استعنت في سبيل بحثي عن قصائده وحياته بابنته الشاعرة آمنة بنت خلفان بن يدعوه، التي سبق لها أن أشرفت على دواوينه الشعرية السابقة، كما عمدت في تحقيقي قصائده التي وصل عددها في هذا الديوان إلى 35 قصيدة إلى تتبع المصادر التي أوردت هذه القصائد، دون الدخول في المقارنة بين مختلف رواياتها، معتمداً بذلك على تثبيت رواية واحدة من المصادر وتصويب أية تصحيفات أو أخطاء طباعية أو خطية وردت في القصائد المدونة، كما شرحت مفردات القصائد دون إغفال تشكيلها، بينما جاء اختياري لعناوين القصائد باعتماد الشطر الأول من كل قصيدة -أو جزء منه_ عنواناً لها، وذلك تسهيلاً لرجوع القارئ إليها، أمّا قصائده النحوية فقد أفردتها في قسم خاص في آخر الكتاب، واضعاً لها مقدمة بسيطة". إنّ لغة الشاعر بن يدعوه ومفرداته تستحق الدراسة لمدى اتكائها على ثقافة معينة لديه، لعل أبرزها ثقافته المستقاة من الدين والأدب، ومن المنطلق ذاته، يصحُّ القول باتحاد الشاعر بالآخر المتلقي، في صناعة النص الشعري أو إعادة صياغته كمساحة حوار ولقاء ومنصة تفاهم متبادل يصل بالاثنين معاً ليكونا الصانع الأوحد للقصيدة، في أشكال وأنماط كتابية مختلفة، منها المحاورة ومنها المراسلات ومنها المساجلات، وغيرها، بل ومنها اتحاد المتكلّمينِ أو جماعة المتكلّمينَ معاً في الموضوع الواحد، كأن تجمع اللحظة شاعرينِ في مهبّ الوداع والبينِ، فيتحدانِ في القول في هذه اللحظة كأنها الفناء، وربما يواسي واحدهما الآخر، وقد كان معروفاً عن الشاعر بن يدعوه أنه على علاقة صداقة قوية بعدد من شعراء عصره كالشاعر محمد بن راشد المطروشي الذي دارت بينهما مساجلات شعرية عديدة، والشاعر محمد بن ثاني بن زنيد السويدي. ومن خلال هذا الديوان يمكننا القول أن للشاعر حساسية المطر في انسيابه عبر عروق الأرض، واصلاً بها السماء، بحبال من الضوء المؤكد لا غرور الشاعر، وانتماءه إلى الخفيف من الريح، وسيل أنهار الماء النقي في عمادة الروح عبر تطهرها من الجسد وتحررها منه، وهي طقوس كتابة لا تتوفر عند كثيرين، وإن استحضرها بعضهم قسراً فلأنه لا يكتب إلا بها، ولا يعيش إلا ليمارسها يومياً كواجب لا مهرب منه، وإن حاول التعبير فيه عن غرض شعري فهو لمجرد العبث بالمسميات، ولا غرض غير ذلك، فالخوف من النهاية أبلغ من كل كلام، والفم الناطق في الشاعر كأول أعضائه الفاعلة في عالمه الذاتي الشعري، واللسان الذي هو خنجر الماء الذي يكتب في الصخر، يحيلهما الشاعر إلى مرجعية الخرس، والبكم، واللا رغبة، وبراءة الفم واللسان من علاقة تآمرية بالشاعر في بوحه بما لا يريد من القول، وصمته عن كثير من حكايات الشعر والقصيدة المغايرة، في وقوفها أولاً ضد الموروث الشعري. ومما جاء في الديوان وعلى غلافه الخارجي الخارجي تحديداً هذه القصيدة : أدعي عليكم من غلاكم والا عليه ما تهونون يعل العدو يدفع بلاكم يغيب وانتو لي اتمون ما شوف لي حد شراكم غالي معي وأقول مضنون مريح واتسمع نداكم يلي زقرتوا قلت يا عون الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الخميس 17-07-2014 06:47 صباحا
الزوار: 7438 التعليقات: 0
|