عرار- وكالات :حلت دون أن ترى مولودها الأخير يخرج للنور..المولود الذي تأجل عامين، ومن المقرر خروجه على يد مجموعة مميزة تحت اسم "سجن النسا" في رمضان المقبل، ويلعب بطولته كل من نيللي كريم، درة، روبي.. رحلت تاركة وراءها جيل جديد ممن رسخوا لثورة المرأة على القهر، سواء في أعمالها أو مواقفها الاجتماعية والسياسية.

فتحية العسال صاحبة القلب الضعيف لم تكل يومًا من الدفاع عن حقوق المرأة، فبرغم ما كانت تعانيه من الآلام بقلبها إلا أنها لم تتهاون عن الوقوف بجانب سيدات جيلها.

ولعل الدور الذي لعبته خلال ثورة يونيو خير دليل على ذلك، حيث خرجت مع جموع النساء في تظاهرات تندد بالظلم من جماعة الإخوان، وتطالب برحيلهم من الحكم ومن قبلها كانت أولى المشاركين في اعتصام وزارة الثقافة الذي بدأ مع مطلع الشهر ذاته.. والذي كان سببه الرئيسي الاحتجاج على قرارات وزير الثقافة الإخوانى، والتى كان على رأسها إقالة إيناس عبدالدايم، رئيس دار الأوبرا المصرية جزافًا.

وخلال عهد الإخوان كانت دائمًا عضوة فعالة ومشاركة لجميع التظاهرات التي قامت خصوصًا التي نادت باسم المرأة ورفع فيها صور لأهم الشخصيات التي آثرت في تاريخ مصر الثقافي والفني.

وليس هذا فقط، فمن لايعرف فتحية العسال هى عضوة مهمة في عدة مؤسسات وجمعيات تهتم في الدفاع عن المرأة، وحقوق الإنسان كما كانت أمينة اتحاد النساء التقدمي بعضو حزب التجمع، ولها عدة إصدارات في المسرح والقصة والرواية منها "هل أنا حرة أم أدعي الحرية"، ومسرحيات "سجن النساء"، و"بلا أقنعة"، و"البين بين".

كان لدي الراحلة تحدي واضح في كتابتها للمرأة، ولعل هذا يظهر جليًا في مسلسلها الشهير "هي والمستحيل" والتي تحدت فيه بطلته الفنانة صفاء أبوالسعود الأمية التي تركها زوجها بسببها، لتصبح بعد ذلك سيدة مجتمع.

وليكمن ذكاء الراحلة ليس فقط في كتابتها بل في نظرتها للجمتمع ووضع المرأة حولها، فعندما قررت أن تفتتح فصولا لمحو الأمية في حي السيدة زينب لاحظت اهتمام السيدات بالاستماع إلي إذاعة المسلسل الاجتماعي اليومي في إذاعة القاهرة‏،‏ فجاءتها فكرة أن تكتب مسلسلات إذاعية تخاطب من خلالها النساء.

وبدأت الراحلة مشوارها الأدبي عام 1957، واهتمت بالقضايا الاجتماعية وقضايا المرأة بشكل خاص، وتم اعتقالها ثلاث مرات بسبب كتاباتها عن قضايا المرأة. كما كانت عضوة بمجلس إدارة اتحاد الكتاب ورئيس جمعية الكاتبات المصريات، وأمين عام اتحاد النساء التقدمي.

قدمت الراحلة أكثر من 50 عملًا تلفزيونيًا منها رمانة الميزان، شمس منتصف الليل، حبال من حرير، بدر البدور، هى والمستحيل، حتى لا يختنق الحب، حبنا الكبير، لحظة اختيار، لحظة صدق.

توفيت اليوم الأحد، الكاتبة فتحية العسال عن عمر يناهز 79 عامًا، بعد أن تركت وراءها أكثر من 57 مسلسلاً.
وأكد مسعد فودة، نقيب المهن السينمائية لـ "بوابة الأهرام"، أن الجنازة ستخرج بعد صلاة الظهر، من مسجد الفاروق في أول مدخل المعادي، وجاري تحديد موعد لإقامة العزاء.

ولدت فتحية العسال عام 1935، ومن أبرز أعمالها رمانة الميزان، ومسلسل شمس منتصف الليل، وحبال من حرير، وبدر البدور، وهي والمستحيل، وحتى لا يختنق الحب، وحبنا الكبير، ولحظة اختيار، ولحظة صدق.

وقد حاز عدد من مسلسلاتها على جوائز، ومنها لحظة صدق، الذي حاز على جائزة أفضل مسلسل مصري عام 1975.

وقد كانت فتحية العسال، من أبرز المشاركين في اعتصام المثقفين بوزارة الثقافة في يونيو من العام الماضي، رغم كبر سنها ومرضها، إذ كانت تحرص دائمًا على التواجد بقاعة الاعتصام بالوزارة، احتجاجًا على تعيين وزير الثقافة المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين علاء عبد العزيز.