بل كيف يمكن لكلّ هذه الأكوام الهائلة من الكتب أن تسوّق أو تحظى بمن يعود منها حاملاً كتاباً على الأقل، بعد كلّ هذه التطواف على كثيرٍ من العناونين.
(الرأي) كانت حاضرة في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخامسة والأربعين، ووقفت في ندوة نظمتها بالتعاون مع اتحاد الناشرين الأردنيين، في إطار المعرض،.. على مسألة تصريف الكتاب بالعقود مع دور النشر المشاركة أو الشراء مباشرة من زوار المعرض أو المشاركة من أجل الاطلاع وإعادة الطبع بالاتفاق.

عبدربه: اتفاقيات النشر
قال نائب رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين وائل عبدربه إنّ اتحادات النشر الجادة تقوم بالقراءة المستقبلية لصناعة النشر وتطويرها بقصد إفادة المؤلف والناشر والجمهور، فلا تضيع عملية الإبداع أو الصدقية في التأليف. وطرح عبدربه الاتفاقية التي وقعها الاتحاد مع أكاديمية فرانكفورت بالتعاون مع معهد غوته الألماني في سبيل الاستفادة من التجربة الغربية المنظمة في هذا المجال. 
وقال عبدربه إنّ ركائز النشر تتوزع بين المؤلف والناشر والموزع وهي صناعة تتم عبر مراحل ثلاث بحيث لا يتم الحيف على أي طرف، مبيناً أنّ فجوةً لدينا بين المؤلف ودار النشر. في جانب متصل أوضح عبدربه خطورة التأليف السهل الذي يعتمد على التجميع من الشبكة العنكبوتية(الإنترنت) بدون رقابة.
وقال إنّ الكتاب القيم المستوفي لشروطه يجبر الأكاديميين على اقتنائه إن كان أكاديمياً مثلما يلبي رغبة الأدباء أو السياسيين أو غيرهم بحسب حقل التخصص قيد النشر. وطالب عبدربه بمعايير صارمة تتبعها الجامعات ووسائل الإعلام لتجويد صناعة النشر. طالب عبدربه بالدعم المجتمعي للمؤلفات تيسيراً على الطلاب، وخصوصاً في المؤلفات باللغات الأجنبية.

زهران: قيمة الكتاب
الناشر رئيس اتحاد الناشرين الأسبق عدنان زهران قال إنّ صناعة النشر مسألة وطنية، مبيناً أنّ على المؤسسات الوطنية أن توفر الدعم لمعارض الكتاب المحلية عدا دعم الكتاب والمؤلفين وفقاً لآلية من التحكيم الموضوعي. طرح زهران مسألة الشك والتحوط بين الناشر والمؤلف، وهي أمر يمكن تلافيه إذا أحسنا التعامل مع حاجة المجتمع والأكاديميين من الكتب ذات المصداقية. وفي هذا المجال قال إن الكتاب الأردني الأكاديمي يشكل رقماَ صعباً في المعارض العربية، مشيراً إلى معرض عمان الدولي في دورته السابقة. وقال إن إقبالاً متميزاً كان في السابق على عناوين الكتب الأردنية.
في موضوع التكلفة قال زهران إنّ سوق الأزبكية في القاهرة بدار المعارض بمدينة نصر تجربة ناجحة، حيث تتوفر عناوين نادرة، مستدركاً أنّ هذه الكتب ذات قيمة عالية بسبب ريادتها الزمنية وندرتها وتخصصها خصوصاً وقد جاء أغلبها قبل مجيء الإنترنت. وقال إنّ هذه الكتب هي رخيصة الثمن المادي، مع أنّ منها ما لا يتزحزح عن سعر معين نظراً لجودته. لم يتخوف زهران على الكتاب الورقي من المدونات الإلكترونية ببساطة لأنّ للكتاب الورقي رواده على الأقل من الأكاديميين والأدباء والفنانين.


صبّاح: حاجة الجمهور
تحدث أمين سر اتحاد الناشرين الأردنيين وليد صباح مدير دار (الأكاديميون) عن بريق العنوان الذي يجذب الجمهور، مبيناً أنّ روايات معينة وكتباً يقبل عليها المجتمع بشرائح وتصنيفات معينة، وشرح صباح عن موضوع الكتاب السياسي والأدبي على سبيل المثال، مبيناً أن المؤلف حين يقوم بمغازلة الجمهور فإنه يقرأ نفسياته وحاجته إلى مثل هذه المؤلفات. وتحدث عن صناعة النشر وفقاً لجماليات ومعايير من الجودة والعناية بالموضوع، واتخاذ الكتاب سفيراً حضارياً بين الأمم والشعوب. وقال إنّ الطلب على الكتاب لا يبرره اللعب على الأخلاقيات والثوابت في المجتمعات من أجل تسويق الكتاب أو تحقيق الربح، ونادى بتحقيق التوافق بين المضمون والقيمة الجمالية للغلاف.

الشرايعة: النشر الإلكتروني
الناشر رمزي الشرايعة صاحب دار البداية قال إن عملية الثقة المتبادلة بين الناشرين الأردنيين يجب ألا تغيب، مبيناً أن التعامل بين الناشرين والمؤسسات الأخرى يجب أن يستند إلى المبادئ الأخلاقية التي تنتمي إليها هذه المؤسسات. وقال الشرايعة إنّه يقدر للناشر الأردني مشاركته الفاعلة في المعارض العربية. وأضاف أن النشر الإلكتروني يهدد كثيراً النشر الورقي ما يستلزم الوقوف من جميع الناشرين العرب لدعم المؤلفات الورقية.

الجلامنة: النشر والتوزيع
بدوره قال مدير مكتبة ندوة الثقافة والعلوم بدبي عدنان الجلامنة بصفته متخصصاً في تنظيم وصناعة المعلومات ومثلاً مشاركاً ضمن مؤسسته في معرض القاهرة الدولي للكتاب إنّه لا يرى في تكاليف الطباعة والنشر مشكلة كبيرة، مبيناً أنه يجب أن تكون هنالك مسؤولية على عاتق المؤسسات الوطنية لدعم المؤلف والتأليف والنشر بعد التحقق من عمليات الجودة والإبداع. وشرح الجلامنة عن حماية حقوق الملكية الفكرية، وضرورة وجود تشريعات قانونية في هذا الموضوع. 
قال الجلامنة إنّ التقدم التكنولوجي في عمليات البحث الافتراضية والتقنية من خلال الشبكة العنكبوتية تسهل على الباحثين عمليات الاسترجاع والحصول على المعلومة بشكل سريع.
تناول الجلامنة سياسات التزويد في المؤسسات الثقافية العربية الناجحة للطلاب والأكاديميين. متحدثاً عن تجربته في جامعة اليرموك في شؤون تنظيم المعلومات والمعالجة الفنية لها. وقال إن سياسة التزويد تعتمد في الأصل على حاجة الجمهور المستهدف وهم الطلاب إلى مراجع تتماشى مع المراجع التي خصصت لهم من خلال أضاء الهيئة التجريسية أولاً ومن خلال الطلبة أنفسهم. قال الجلامنة إنّ الترجمة قضية مهمة جداً تثري عملية التأليف من حيث الموضوعات، وتتيح الاستفادة من الثقافات الأخرى، مدللاً بتجربة المغرب العربي في هذا المجال.