إبراهيم  السواعير - وقفت(الرأي)، مع مباركتها مشروع (مكتبة الأسرة الأردنية)، أو  (مهرجان القراءة للجميع)، على ملاحظاتٍ تنفع المشروع، وتطوّر من آليّة  تنفيذه؛

خصوصاً وهو من أهمّ المشروعات الناجحة في وزارة الثقافة، نظراً لإسهامه في حفز الأسرة الأردنية، تحديداً، على القراءة وتقليب صفحات كتب متنوعة، تباع بسعر موحّد لا يتجاوز الخمسة والثلاثين قرشاً في حدوده العليا.

طبعت الوزارة في دورة المهرجان الحاليّة 270 ألف نسخة لخمسين عنواناً، و7000 نسخة من مجلة الطفل(فراشات)، وتحمّلت ربع مليون دينار أو يزيد في هذا المشروع، الذي كانت رعت دورته الأولى عام ألفين وسبعة جلالة الملكة رانيا العبدالله، ولقي إقبالاً في دوراته الخمسة بنسبة نفاد تجاوزت 94%، وهي نسبة مشجّعة، تدفع (الرأي) لتأكيد قيمة المشروع وقراءة جوانب غير مطروقة فيه.
تالياً اللقاءات:

مواكبة: في عناوينه؛ هل تم الانتباه إلى (الربيع العربي)؛ فتضمّن لجنة الاختيار قيمته كتباً معينة تصريحاً أو تلميحاً، طالما أن الغرض هو إفادة الأسرة الأردنية توعيةً عامّة وأخرى يمكن أن تُمرر بها الرسالة الوطنية؟!..يقول مشرف المشروع د.أحمد راشد إنّ اختيارات عناوين المشروع الخمسين كانت سابقةً للربيع العربيّ؛ مع أن من العناوين ما كان قريباً وذا صلة؛ من مثل كتاب د.عبد العزيز الدوري(التكوين التاريخي للأمة العربيّة).

تعارض وتكرار
يلفت الانتباه أن كتابين في التاريخ، أحدهما (تاريخ الأردن المعاصر) لسليمان الموسى، والآخر( الفكر السياسي في الأردن) لعلي محافظة؛ ربّما يكونان محلّ تساؤل في تكرار الثيمة أو المرحلة؟!.. يجيب راشد أنّ الجزء الأوّل من كتاب محافظة هو دراسة أكاديميّة لفترة الإمارة حتى الاستقلال، أما الجزءآن الأخريان فهما وثائق لتلك الفترة، بينما كتاب الموسى هو سرد تاريخي عقب مرحلة الاستقلال حتى نهاية الخمسينات من القرن الماضي. فلا تعارض بينهما، بل هما يكملان بعضهما، لمن يودّ المتابعة.

مفاجأة الدعم
المحزن أن دعم المشروع من أصدقاء الوزارة قلّ كثيراً قياساً بالأعوام السابقة؛ فهل ملّت الجهات الداعمة المشروع، أم أنها وجدت نفسها متورطةً فيه؟!.. يقول راشد إنّ الوزارة خاطبت أكثر من 60 مؤسسةً كبرى ما بين بنوك وشركات تأمين واتصالات ومقاولات وجامعات ونقابات، ومع ذلك فالمبلغ كان مخيّباً للآمال؛ إذ أنّ جامعاتٍ بعينها، وللأسف، تبرعت لمشروعٍ مثل هذا بمئتي دينار فقط. زد على ذلك أن بنوكاً كبرى تبرعت فقط بثلاثة آلاف دينار، وشركاتٍ كبرى، أيضاً، تبرعت فقط بألف وخمسمئة دينار. ويستثني راشد مؤسسة شومان في دعمها السنوي بعشرة آلاف دينار.
فالدعم، كما يرى، أقل مما اعتادته الوزارة، خصوصاً وأنه كان يصل في دورات المشروع السابقة 30 ألف دينار وقد يصل 60 ألفاً، في حين أن هذه السنة كشفت عن 16 ألف دينار هي مجموع الدعم؛ الذي هو في حقيقته بعد استثناء صديقة الوزارة مؤسسة شومان يساوي 6 آلاف دينار!.. ليترك راشد السؤال معلّقاً للمتابعات.

مزاج حزين
لم تكن نسبة النفاد مرضيةً قياساً إلى نسب سابقة، ففي مديرياتٍ معيّنة لم ينفد من كتب قيّمة- بمقياس الأكاديميا والفائدة والتوقّع- إلا كتابان أو ثلاثة!.. مع أن عناوين نفدت بكاملها،.. ضعنا بصورة المزاج القرائيّ وتعليل انخفاض النسبة؟!
يقول راشد إنّ المهرجان الذي انطلق هذا العام في الفترة من29/10 حتى 1/11/ مرّ بمرحلة ما قبل (العيد)، وفي هذه المرحلة، فإنّ المعوّل على معارض الجامعات والمراكز الثقافية، ويكون ذلك باجتراح مديريات الثقافة في المحافظات من الخطط ما هو كفيلٌ بتصريف هذا المنتج.
ويشرح راشد، في السياق القرائي، أن نسبة النفاد في المرحلة الأولى(مرحلة الانطلاق)، نقصت هذا العام بمقدار 5% مقارنةً بالعام الماضي، معوّلاً على المرحلة التالية التي نحن فيها، تعديلاً للنقص، بل زيادةً إجماليّةً، متوقّعاً نسبة نفاد تصل 95%.
يعلل راشد نقصان النسبة عنها في العام الماضي وقت الإعلان عن المشروع بمزاج الناس والقرّاء وحتى النخبة، وهو المزاج الذي أثّر فيه المحيط العربي بهمومه وآلام شعوبه، ولكن، مع ذلك؛ فإنّ المفاجأة أن نسبة تدني الإقبال كانت توقعها أكبر بكثير من الـ 5%، نتيجةً لهذا المزاج.
في المحافظات، يقول راشد إنّ أكثر من 10 عناوين كاملة نفدت في محافظاتٍ بعينها، بسبب إقبال (الناس) على موضوعات تهمّهم؛ وهي محافظاتٌ مزاج القراءة بينها متشابهٌ، مع تباينات بسيطة في مضامين مُتَعَيَّنة سلفاً، كالاهتمام بالدراسات والتراث العربي الإسلامي؛ ويضيف أننا ربّما نجد كتاباً في الصحّة يُطلب أكثر من كتاب أكاديمي، وهذا هو سرّ التنوّع بين العناوين لتلبية رغبات الأسرة وأمزجتها في القراءة والاهتمام.

حسبة الطباعة
لا شكّ أنّ الوزارة، مع خسارتها الماديّة، هي رابحة بالمعنى الاجتماعي؛ وفي ظلّ هذا التقصير في دعم الشركات الخاصّة والصديقة، دعنا نقف على كلفة الطباعة وشراء حقوق الملكية؟!
يعترف راشد بكلفة الطباعة التي تتجاوز 200 ألف دينار؛ ومع أنّ من المؤلفين من تبرع بمنتوجه الأدبي أو المعرفي لصالح المشروع، إلا أنّ القاعدة المعتمدة، كما يضيف راشد، هي توقيع الوزارة عقداً بـ 700 دينار مع المؤلف أو من ينوب عنه، وعلى ذلك فالمشروع كله يكلّف الوزارة كما يقول راشد ما بين 250 ألف دينار إلى 300 ألف دينار.

عناوين دائمة
جميلٌ أنّ من فاته الشراء في الأربعة أيام الأولى للعرض يمكن أن يزور الوزارة، فيشتري بالسعر الزهيد ذاته العنوان الذي يريد!
يعلّق راشد على ذلك بتأكيده قيمة أن تظلّ القراءة ديدن الفئة المستهدفة من المثقفين وأفراد الأسرة لحفزها على اقتناء وتداول الكتاب؛ ويضيف إنّ عناوين في دورات المشروع السابقة هي أيضاً محل ترحيب في اقتنائها، وهي متوفرة في مبنى الدراسات والنشر التابع لوزارة الثقافة.

إهداء وتزويد
ألا تخشون من تراكم عناوين المشروع في دوراته السابقة واللاحقة؟!.. لا بدّ أن لديكم آليةً للتقدير والتوزيع!
تجيب رئيسة قسم الإهداء والتزويد والبيع التابع لمديرية الدراسات والنشر هيفين الكردي أنّ جهوداً مستمرّة قبل المعرض وبعده؛ مبيّنةً أنها وفريق القسم يشتغلون على إحصائياتٍ مهمّة يتعاونون بشأنها مع دائرة الإحصاءات العامّة في معرفة عدد الجامعات الحكومية والخاصّة والكليات المتوسطة، وكثير من المؤشرات التي يستأنس بها فريق القسم: جميل العبد ووليد الرواشدة وإبراهيم الطراونة، إذ يبرز العبد إحصائيّةً يدويّة يتابع بها مراكز البيع أولاً بأوّل في المحافظات.

تقسيمات وعناوين
كيف يشتغل قسم الإهداء والتزويد والتبادل في زيادته نسبة الطفل مثلاً عما كانت عليه؟!.. وهل من تقسيمات للمعارف والحقول والكبار والصغار في فئاتهم العمريّة؟!
تجيب الكردي والعبد أنّ خمسين عنواناً توزّعت هذا العام ما بين 20% للأطفال، فيما بقيّة النسبة كانت للكبار؛ وأنّ هذا العام شهد زيادةً في حصّة الطفل من 5 آلاف نسخة إلى 7 آلاف نسخة، استناداً إلى ما يرد من استبيانات الوزارة التي يعبئها المشترون وتتعرف بها على أمزجتهم وميولهم، والاعتماد، كذلك، على عدد المبيع والإقبال الذي حظي به كتاب الطفل في دورات سابقة للمشروع. ويضيفان أنّ المعلومات المتوفّرة من واقع دائرة الإحصاءات العامة تؤدي غرضها لديهم في معرفة القرى والمناطق الأقل حظّاً، خصوصاً كما تذكر الكردي والعبد، أنّ أكثر من معرض كان يقام في المحافظة الواحدة، بل إنّ معارض كانت تقام في مناطق حدوديّة وفي قرى بعيدة.
يذكر جمال العبد أنّ حقوق المؤلفين في هذا المشروع بلغت 31 ألف دينار، تحمّلتها الوزارة، كما أن كلفة الطباعة كانت 175 ألف دينار تحمّلتها الوزارة، وهو ما يؤكّد أن الوزارة تدخل بالعامل الاجتماعي الثقافي لا التجاري. فمع افتراض أن مبيعات الوزارة في هذا المشروع كلّها استوعبتها الأسرة الأردنية فإنّ الإيراد، كما يقول جمال العبد، يصل إلى 80 ألف دينار، في حين أن كلفة المشروع الإجمالية هي 250 ألف دينار، وهو ما يظهر الفرق الاجتماعي الذي تؤديه.

مرتجعات
بحسب قسم الإهداء والتزويد، فإنّ هذا العام شهد أكبر نسبة مرتجع، وهذا يؤكّد، ربّما، عوامل يمكن أن يكون المزاج العام للقراء أحدها، خصوصاً إذا ما علمنا أنّ دورتي المشروع السابقتين لم تشهدا أيّ كتاب مرتجع إلى قسم الإهداء والتزويد والبيع.
حتى لو بيعت جميع النسخ، وتحصّلنا على 80 ألف دينار، كما يقول جمال العبد، فإنّ 20% ستذهب إهداءآت إلى الدوائر والمؤسسات والجهات الداعمة وغير ذلك من القنوات.

مبيعات
بعد خمسة أيّام من افتتاح الدورة الحاليّة للمشروع بلغت نسبة البيع 74%، وكما ورد من قسم الإهداءآت والتزويد والبيع، فإنّ نسبة المرتجع كانت 24%.
ما بين (150- 500 كتاب) هو عدد الكتب المهداة إلى جهات تقدّمت للوزارة بهذا الشأن.

جولة مع موظفين
موظفو الوزارة شاركوا في المشروع مشرفين، أو محاسبين، أو بائعين، أو في غرفة عمليات ومتابعة أو على هيئة لجنة لوازم، إضافة إلى مشاركة الوزارة بسائقيها وكادرها في هذا المشروع.
يقول مشرف مركز وسط البلد رئيس قسم النفقات في الوزارة عبد الوهاب الطراونة إنّ ما سجّله من ملاحظات تمثّل برغبة الجمهور بطبعاتٍ جديدة، في ظلّ السعر المشجّع، مضيفاً أن الجمهور كان خليطاً من التجّار والأطفال والمسنّين وطلاب الجامعات. ويضيف أنّ إقبالاً دفع كثيرين إلى السؤال عن إمكانيّة شرائهم لأهلهم وإخوانهم، وهو ما لا يجوز تماشياً مع منح الجميع فرصة الشراء. يذكر الطراونة نقطة مهمّة، وهي أن كتباً تباع في الأسواق بعشرة دنانير وأكثر، دخلت عناوين مكتبة الأسرة لتباع بسعر أغرى الجمهور، فطلبوا شراء صناديق كاملة رغبةً بالاقتناء والقراءة.
يقترح الطراونة أن يكون المشروع في شهرٍ من السّنة تعطّل فيه المدارس والجامعات ويعود فيه المغتربون، مضيفاً أنه اطّلع على التجربة في مصر، حيث ساحة كبيرة في جامعات، من مثل الإسكندرية، مبيّناً أن وجود ساحة كبيرة في المدينة الرياضيّة مثلاً، يمكن أن يحل مشكلة وقوف السيارات ويستوعب الجمهور بدلاً من الازدحام في مكانٍ ضيّق.

غرفة عمليات
جلال أبو طالب من غرفة العمليات والمتابعة يرى أنّ فريق الوزارة العامل في المشروع كان أسرةً واحدة، مبيّناً أن اتصالاته مع مراكز البيع كشفت عن كثير من الملاحظات التي كانت تُعالج في الميدان، من مثل نقص الكتب، أو شدة الطلب عليها، ويرى أبو طالب أنّ استبيانات المشروع كشفت عن كثير من الملاحظات التي ستؤخذ في الدورات القادمة.

باللغة الإنجليزية
وفاء الحيّوك تذكر أنّها لاحظت في إحدى مراكز البيع إقبالاً لفئة الشباب، وأنّ هؤلاء الشباب كان طلبهم محدداً، حتى أن بعضهم سأل عن كتب باللغة الإنجليزيّة، ليس شرطاً أن تترجم، وهو ما يؤكد كما تقول الحيوك أنّ شبابنا يهتمون بالأدب العالمي ويواكبون.

تواصل إلكتروني
تضيف الحيوك أنّ شباباً، أيضاً، كانوا يسألون الجمهور عن آرائهم بخصوص المعروض، وقد أنشأوا موقعاً إلكترونياً يتعلق بمكتبة الأسرة ويتبادلون آراءهم حول عناوينه، فهو إقبال واهتمام كما تقول.

فئات عمرية
تقترح الحيوك أن يصار إلى الاهتمام في دورات المشروع المقبلة بفئات عمرية من 12-18 سنة، وهي فئات كما ترى لم تطبع لها مكتبة الأسرة ما يلبي اهتماماتها، ومن الضروري أن تكون هنالك كتب تراعي خيالهم وعقولهم.

حالات خاصّة
كما تقترح أن نطبع لفئات من المجتمع يُطلق عليها(الحالات الخاصّة)، خصوصاً في حالات الإعاقات وما شابه، وهذا كما تقول بسبب أسئلة عن هذا الموضوع تكررت من جمهور المعارض.

إجراءات مالية
يؤكّد المدير المالي في وزارة الثقافة أيمن عرار أن المشروع لقي اهتماماً مالياً وتسهيلاً لإجراءات تنفيذه، مبيّناً أن مثل هذه المشاريع الثقافية الاجتماعية تجري في أوقاتها المعلومة وتلاقي من التسهيلات ما يدفع بسرعة تنفيذها، ومثل ذلك في مشروعات الوزارة الكبيرة، في مدن الثقافة الأردنية ومشاريع التفرغ الإبداعي وسواها من المشاريع.

تحميل إلكتروني
ميساء شريم مديرة موقع الوزارة الإلكتروني ومديرة الحاسوب في وزارة الثقافة، تقول، ردّاً عن إمكانية تحميل كتب مكتبة الأسرة الأردنية على الموقع الخاص بالوزارة، إنّ هذا أمر الوزارة صاحبة البت فيه. ومن وجهة نظرها ترى أنّ كتب المشروع لها حقوق ملكيّة تعود إلى المؤلفين، مضيفةً أنّ الوزارة وهي تنشر كتبهم إنما تقوم بدعمهم بمبلغ معيّن في شراء هذه الحقوق، لكن ليس إلى درجة نشر منتجهم على الشبكة العنكبوتية، فموضوع الملكية الفكرية موضوع معقد وشائك، كما تقول.

فرحة طفل
رباب تيسير تنقل الفرحة في عيون الأطفال وهم يشترون كتباً ويحتارون ما يعودون به بهذا المبلغ الضئيل، وتذكر تيسير أنّ هذا من شأنه تعويد هؤلاء الأطفال على عادة القراءة، مضيفةً أنّ لهفة الطفل كانت ممزوجةً بالاندهاش، خصوصاً في شراء مجلة فراشات ذات السعر الأقل، وتدعو تيسير إلى أن يراجع الأهل بمعيّة أبنائهم الوزارة والعودة محملين بكتب تناسب أعمارهم من هذا المشروع المميز المدروس.

استبيانات وإعلام
مديرة وحدة الإعلام في وزارة الثقافة حنان دغمش تقول إنّ ترتيبات ملائمة نفّذتها الوزارة للإعلان عن انطلاق المشروع، ودعوة كل المعنيين للتشارك مع الوزارة في إبداء الرأي والإسهام في نشر هدف المشروع لجذب القراء والأسر الأردنية والمثقفين، مبيّنةً أنّ شرائح معيّنة من المجتمع تستهويها فكرة مهرجان القراءة للجميع، خاصّةً فئة الطفل، مدللةً بكونهم الأكثر إقبالاً واقتناءً وتقليباً لرفوف مكتبة الأسرة.
وتذكر أن (بروشورات) واستبيانات ولافتات إعلانية كانت واكبت انطلاقة المشروع، جُهزت لهذا الغرض، عدا التنسيق الإعلامي المستمر قبل وأثناء المهرجان.

وعي وتهذيب
فاطمة حامد تؤكّد قيمة القراءة وتهذيب النفس حين يتداول أفراد الأسرة الأردنية هذه العناوين، فمثلما يحتفظون بها في خزائنهم، فإنهم سيحتفظون بها في وجدانهم وعقولهم، وخصوصاً كتب الطفل التي تؤدي دورها وتدفع هؤلاء إلى المزيد من الوطنية وحب العلم والثقافة.

جهد وزارة
وفاء التميمي تنظر إلى مكتبة الأسرة مشروعاً وطنيّاً يعطي المعلومة الصادقة ويغذّي عقول الشباب ويجعلهم على اتصال دائم بالثقافة. وترى التميمي إلى المشروع ناجحاً من واقع إقبال الناس من كل الفئات عليه، كلٌ يحمل في ذهنه العنوان الذي يريد. وتؤكّد التميمي جهد وزارة الثقافة الكبير في هذا المجال على كل المستويات الإشراف والمتابعة والميدان.

الأدب العالمي
رهام عودة تدعو إلى المزيد من كتب الأدب العالمي المترجم، انطلاقاً من تخصصها، وترى أن التنوع في المشروع يخدم الفئات الأكاديمية والمثقفة والباحثة عن التراث والمعرفة. وتصف عودة جهود القائمين على المشروع بالجهود الطيبة التي تثمر كل عام عن خمسين عنواناً تشكّل بستاناً في الفكر والأدب والفن وكل صنوف العلم والمعرفة.

كتب دينيّة
سمية الشعّار تجد أن المشروع كان فرصةً لمن يشكو غلاء أسعار الكتاب، إضافةً إلى أن التنوع في المشروع كشف عن كثير من رغبات الناس المتعددة شرائحهم، وتنقل الشعار أنها في مركز زها الثقافي لاحظت أن الكتب الدينية لاقت طلباً واضحاً إضافةً إلى كتب الأطفال.

أمّة إقرأ
الشاعر الأديب سليمان المشّيني يصف المشروع بأنه إِذا أَراد أن يُعَرِّفَ الأُمّة العربية فإنه يقول إِنها أُمّةُ "إِقرأْ" انطلاقاً من الآية الكريمة "إِقرأ باسم ربّك الذي خلق .. خلقَ الإِنسان مِن عَلَق". ويضيف المشيني: وليس ثمّة أُمّة في التاريخ أَحَبَّت القراءة والكتاب كما فعل العرب.

اهتمام وتراث
ويستعيد المشيني الماضي بنظرةٍ تجاهه تُرينا كم بلغ اهتمام العرب بالكتب وتأليفها، فهذا أبو الفرج الأصبهاني زادت مؤلّفاته عن مئتي كتاب، منها "الأغاني" في اثنين وعشرين جزءاً، وكل جزء يتجاوز مئات الصفحات في عصرٍ لم يكن فيه أجهزة طباعة كما في عصرنا، وهذا الشاعر العربي يمجّد الكتاب والمطالعة عندما يقول: "وخير جليسٍ في الزّمانِ كِتابُ"، كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي "أنا مَنْ بَدَّلَ بالكُتب الصِّحابا .. لم أَجِد لي وافِياً إلا الكِتابا".

حكمة وغذاء
ويتمثّل المشيني بقول العرب: "الكتاب مفتاح خزائن الحكمة" .. مبيّناً أنّ في الكتب تكمن روح الزّمن وكل ما صَنَعَتْهُ البشرية وفكَّرَتْ فيه؛ ذلكم لأن الكتب حياة الأزمنة الماضية والحاضرة، كذلك فإنها تبرّر لماذا عاش الإنسان وعمل، وما معنى الحياة وخلاصتها. كما يستأنس المشيني بقول أحد الفلاسفة: "عندما نجمع الكتب فإننا نجمع السعادة"، لأن لها تأثيراً كبيراً على الفهم والإحساس والإدراك والمعرفة. أما المُطالَعة، فكما يرى المشيني، هي استبدال ساعات السَّأَم بأُخرى ممتعة، فالمطالعة بالنسبة إلى العقل كالرياضة بالنسبة إلى الجسم، وعادة المطالعة كما أجمع كبار الفلاسفة وعُلَماء الاجتماع هي المتعة الوحيدة التي لا زيف فيها، فإنها تدوم عندما تتلاشى المُتَع الأُخرى.

آفاق وفكر
يقول المشيني لو أردتُ أن أستشهد بما قاله المُفَكِّرون العرب والعالميّون عن فوائد وأهميّة الكتاب والمطالعة لَطالَ بي الحديث!.. ولكني أحببتُ بما أشرتُ إليه أن أُحَيّيَ بصورة غير مباشرة فكرة مكتبة الأسرة التي طرحتها وزارة الثقافة .. فهي نِعْمَ الفِكرة في وقتٍ أصبحت فيه أُمّة إِقرأ لا تقرأ، وكسدت سوق الكتاب، وانصرف الناس عن الإقبال على المطالعة، الأمر الذي لا يُبَشِّر بالخير ويعكس انحسار ظل الثقافة .. فالإنسان، كما يقول المشيني، إذا هجر الكتاب هجرَ المعرفة والحكمة وجَهِلَ فلسفة الحياة التي تُقْتَبَس مِن أروع كتابات العالم الموحية المُلْهِمة .. فالكتاب عند المشيني مفتاح إلى الآفاق الفكرية الواسعة وإلى الإحساس بالتّقارُب مع الكون والطّبيعة .. وينقل المشيني هذا الإحساس كما رآه الفيلسوف العالمي "إيمرسون" حيث أنه هو الذي يمنحنا القدرة على أن نُقَلِّل من شأن المادة والأهواء الفارغة .. ويبارك المشيني ذلك بقوله: طوبى لمن تجاوز الضَّحْضاح إلى العُباب ونَفَذَ إلى الجوهر.
ويعود المشيني يحيّي فكرة مكتبة الأسرة، داعياً إلى الاستعانة بشتّى وسائل الإعلام لترويجها، لافتاً نظر وزارة التربية والتعليم إلى إدخال المطالعة (مطالعة الكتب) في مناهجها، ووضع جوائز لمن يقرأ أكثر، ليهيب بالمؤسسات الثقافية والنوادي الفكرية أن تكثر من المحاضرات بهذا الصّدد.

مجاملات.. وضغوطات
الروائي سليمان القوابعة يقول إنّ المشروع جاء من رحم التمنيات، في تعلّقه بالتراث وإحيائه والعودة إلى ما بات منه في طيّ النسيان. ويضيف القوابعة أنّه يسرّه أن يرى التراث متحققاً في عناوين المشروع، فهي بادرة قويّة من حيث المبدأ، أما في تفاصيله، فيورد القوابعة ملاحظاتٍ تعلّقت بأهميّة الدراسة المتأنّية لعناوين ومضامين المشروع؛ خصوصاً في عناوين ومضامين تكررت، ومع إيمان القوابعة بالمشروع رياديّاً، فإنّ من المهمّ فيه ألا نأخذ بالمجاملات والضغوطات، وأن نؤكد وصول المشروع إلى مناطقنا النائية، مع أننا نعيش في قريةٍ واحدة اليوم.
يؤكّد القوابعة، أيضاً، على أن تتفعل مديريات الثقافة في الحافظات في توزيع أعداد المشروع التي ربما تتكدّس إن لم تجد من يخلص لهدف توزيعها.

لجنة تحكيم
ينظر القوابعة إلى لجنة الاختيار نظرة موضوعيّة، فيجب أن تتغيّر باستمرار، لئلا تأخذها النمطيّة أو تستجيب للضغوطات؛ فكثير ممن يدخلون المشروع مؤلفين لا بدّ أنّ منهم من ينتمي إلى الإعلام والوظيفة والأصدقاء والمعارف، وإن كان لهؤلاء ما يدعم دخولهم المشروع على مستوى الإبداع، إلا أنّ الأهم هو الاستقلالية في الانتقاء بحسب ما يطلبه (الناس)، طالما أنه موجّه للأسرة من واقع مسمى المهرجان: مهرجان القراءة للجميع.

مستفيد
يذكر القوابعة أن روايته (حوض الموت) كانت اختيرت في هذا المشروع في إحدى دوراته السابقة، ويذكر أنه على المستوى الأدبي استفاد من وصول روايته إلى كثيرين، مبيّناً أنّ إقبالاً جيّداً لقيته الرواية التي كان طبعها على نفقته قبل ترويجها بالمشروع.

وزارة التربية
يعرب القوابعة عن أسفه لحال المثقفين الذين أصبحوا أشبه بـ(تاجر الشنطة)؛ مطالباً أن تعود آلية الشراء كما كانت قبل 15 سنة: تشتري وزارة التربية والتعليم في أقسامها المعنيّة كميّةً من كتب المؤلف، فتوزّعها، بدلاً من أن يقوم بـ(اللف) وتحمل مغبّة زيارة مدارس المملكة، التي قد تشتري وقد لا تشتري. لكنه، من ناحية أخرى، يجد أن كثيرين وجدوا في التأليف مهنة مضحكة، حث بات متقاعدن يؤلفون في كل الحقول، ومن يدري؛ فربما يشوّهون عقول الناشئة، داعياً وزارة التربية إلى تحكيم صارم في هذه المواضيع، ومنع كتب معينة من بيعها أو حتى إهدائها للمدارس.

إشادة؛.. ولكن؟!
كاتب الطفل، ومسؤول دارة الشهيد وصفي التل في أمانة عمان محمد جمال عمرو، الموظف السابق في وزارة الثقافة، يعرب عن تقديره للمشروع في فكرته، غير منتقصٍ من قيمته مع أنّ فكرته هي مستنسخة عن مشاريع مشابهة عربية. ويؤكّد عمرو أهمية الوعي القرائي للمشروع، لكن الحرص على تمامه أو نجاحه، يجعله يذكر ملاحظاتٍ، منها أنّ لجنة اختيار العناوين كان عليها أن تعتمد الدقّة وتنوع المراحل العمرية، مثلما هو عليها أن توازن بين أصحاب هذه المؤلفات محلياً وعربياً وعالمياً، وألا تكرر في الأسماء، وأن تهتم بالمترجم للطفل، ويسوق عمرو مبدأ العدالة المشروط بالكفاءة في تعريف الطفل بكتّابه المحليين، ويذكر أهمية الشكل والمضمون في طباعة هذه الكتاب، وهي ملاحظات جميعها يقول عنها عمرو إنه ينتقد بها سير المشروع، مع مباركته المبدئية للفكرة. ويقول إنه مسؤولٌ عن كلامه بخصوص نقده منشورات كتب الأطفال في دورة المشروع الحالية، من حيث أنها جاءت على استحياء ودون الطموح في الشكل والمضمون.

دقّة وسجيّة
يرى عمرو أن الدقّة الكاملة مستحيلة، مثلما أنّ ترك الأمور على السجيّة هو خطأ كبير، مؤكّداً اعتزازه بالمشروع حريصاً على دوامه، مطالباً بمعايير ثابتة لتنفيذ هذا المشروع الحيوي المهم في خلق مجتمع يقرأ في كل المملكة، في وقت واحد، وبأسعار  موحّدة، فهو احتفالية الأسرة الأردنية من الأساس.

هيئة مستقلّة
هذا المنجز الوطني، لا يمنع عمرو من تأكيد هيئة مستقلة تقوم على المشروع في تنفيذه واختيار عناوينه، وهي هيئة كما يرى لا ترتبط بمؤسسة، ولا تخضع لضغوطات شخصيّة أو (زمالاتيّة)، فمثل هذه المعايير غير الموضوعية تضعف المشروع، وربما تعجّل بوقفه، و ربما تحوله إلى مشروع نمطي مُمل.

عناوين جاهزة
يرى عمرو أنّ نمطيّة المشروع هي التي قد تشيع نوعاً من التداول المحلي عند المؤلفين والكتاب والإعلاميين بـ(جاهزيّة) العناوين المختارة، خصوصاً حين نعمد إلى تلبية الحقول في عمومها بعيداً عن الدراسة الحقيقية لذهنيّة وطلب ومعارف وثقافة الأسرة الأردنية، فالمبلغ الزهيد الذي تباع به هذه الكتب يجب أن يكون سبباً في الإخلاص إلى قيمة العنوان وألا نستعجله لننتهي من الخمسين عنواناً. هي لجنة يجب ألا تعتمد مكافأة فلان أو إرضاء فلان أو (تنفيع) فلان؛ فهو مشروع وطني، لا يجوز أن يغرينا سعره الزهيد بعدم متابعة تفاصيلة.

تقنية طباعة
يورد عمرو ملاحظة مهمّة تتعلق بطباعة كتب مشروع مكتبة الأسرة؛ كاشفاً عن عدم دقّة أو مراعاة للجودة والإتقان، مرجّحاً أن يكون ذلك بسبب محاولة السرعة في التنفيذ، ناصحاً بتفادي مثل ذلك في دورات المشروع القادمة، احتراماً لـ(انقرائيّة) الكتاب. ومن خبرته يفرّق عمرو بين الكتاب المسحوب نسَخَاَ(ريزو) والكتاب المطبوع؛ داعياً إلى التدقيق في (كعب الكتاب) ومدى متانته، متسائلاً: من يقرر أن هذا الكتاب يُطبع أو يُصوّر؟!

أخطاء نحو وطباعة
يقول عمرو إنه وقع على أخطاء كثيرة في كتب المشروع، منها ما كان في النحو أو الإملاء أو أخطاء الصف والطباعة، أو قلب الحروف، وهذا ربما يحرف كثيراً من جمل هذا الكتاب أو ذاك عن مقاصدها المهمّة التي أرادها المؤلف. ولا ينفي عمرو أنّ من المؤلفين من كان كتابه متوافراً على مثل هذه الأخطاء حتى قبل دخوله مشروع مكتبة الأسرة، لكنّ هذا أولى بأن يعهد القائمون على تنفيذ الطباعة ومتابعتها بتدقيق هذه العناوين وتمحيصها وضبطها في لغتها وربما تحريرها، فالكتاب موجّه للأسرة، وسيدخل كلّ بيت. ثمّ إن المهم أنّ الوزارة التي تتحمل كلفة الطباعة يجب ألا تتهاون في أخطاء هذه الطباعة، فمثلما لا تتسامح المطبعة في حقوقها مع الوزارة، فإنّ على الوزارة، كذلك، ألا تسامح في معايير ثابتة في طباعة الكتاب وشكله وقوّة تجليده.

مع الأيّام
كاتبة أدب الطفل روضة الفرخ الهدهد تؤكّد الفكرة في ريادتها في الأردن، متمثّلةً بتجارب مشابهة في روسيا، حيث دار نشر متخصصة للطفل، وتجربة مصر. وتقول الهدهد إنّ مجرّد إعادة نشر كتب لمؤلفين رواد محليين هو هدف طيب نشدّ على يد الوزارة فيه، في ظلّ سعر لا يكاد يُذكر.
وتقول الهدهد إنّ الأيام كفيلة بتحكيك التجربة وتغطية الحقول الإبداعية بشكل أدق وأكبر. وتذكر أن الأخطاء اللغوية والإملائية في الطباعة يمكن تجنبها إذا تبنت إدارة المشروع تصويب الأخطاء وتحرير المادة، لأن الخطأ حين يكون في كتب الأطفال يكون كارثةً كبرى؛ فهؤلاء، كما تقول، ناشئة ما يزالون يتعلمون.
وجود الكتاب مهم علينا تأكيده، وجذب الآخرين على اقتنائه، وتذكر الهدهد أنّ دور نشر عربية كانت نشرت جميع ماوصلها من أعمال طفل في مسابقة، وما ذاك إلا لمزيد من الحفز والتشجيع. وتضيف أنها سعيدة بسبب كتب الطفل التي زيدت قياساً بالأعوام السابقة، مبينةً أن الجمهور هو الذي حدا بالوزارة إلى زيادة هذه النسبة.

تحفظات
كاتب الطفل الأديب يوسف حمدان يقول إنّ لديه تحفظات على مشروع مكتبة الأسرة؛ ذاكراً أنّه يتخوّف من أن يهيمن بعض الأفراد على المشروع في لجنة اختيار الكتب، مبيناً أنه كان قدّم لمكتبة الأسرة هذا العام ديوان الطفل (صباح الخير) الذي رُفض، علماً بأنّه، كما يقول، مطبوع ضمن سلسلة الطفل عن وزارة الثقافة.

انكسار
وحين يرى حمدان اختياراً غير موفّق لكتب الطفل في دورة المشروع الحالية يشعر بالانكسار والفجيعة؛ إذ حسب رأيه لا بدّ من إنصاف الكاتب الأردني، ذاكراً أن كتاباً مهمين أردنيين عليهم أن يُمثّلوا اعتناءً بهم وتسويقاً لمنتوجهم.

من المقابر
ويرى حمدان أنّ كثيراً من كتب مكتبة الأسرة ينطبق عليها وصفه أنها كتب عفى عليها الزمن، ولم يعد لها ما يبرر إحياؤها من المقابر. فهي كتب قُرأت مئات المرات وكان الأولى بدلاً من استسهال اسمها العريض أن نبحث عن كتب أخرى.

كتّاب أردنيّون
لا بدّ من العناية بالكاتب الأردني كما يرى حمدان؛ إذ أنّنا في غمرة البحث عن الأدب العربي والعالمي ننسى أن لدينا روابط ثقافية وهيئات مهمة فيها كتاب متخصصون وجادّون، مبيناً أن مصر على سبيل المثال تهتم كثيراً بكتّابها المصريين، وربما لا تنشر في مشروعها الذي استنسخنا فكرته إلا لكتاب محليين، وذلك يصدر  عن رؤية مهمة في التسويق لهؤلاء الكتاب.
لم نسمع بهم: يؤكّد حمدان أن كثيراً ممن نشرت لهم مكتبة الأسرة لم نسمع به، وليس له أيّ حراك في مؤلفاته، هذا عدا انتقادات حمدان مضامين ولغة الكتابة للطفل التي باتت صنعة سهلة هذه الأيام، بل وتدخل في مثل هذا المشروع المهم.

نشروا لي؛.. ولكن؟!
ليس نقدي بسبب أنهم لم ينشروا لي هذه الدورة؛ فقد سبق أن نشروا لي في دورة سابقة، بعد احتجاج، قصص(الحلم الكبير)؛ لكنّه نقدٌ أراه على ألسنة جميع المختصين والمؤلفين والكتاب، فأنا أطعن بلجنة التحكيم التي تدخل في قراراتها الاسترضاءات وخدمة المعارف والأصدقاء.. هكذا يقول حمدان.

إحصائيّة مؤسفة
الكاتب رسمي أبو علي يقول إنّ المشروع مهم، من حيث أنه يشجع القراءة في ظل اللاقراءة، مبرزاً إحصائيّةً تقول إنّ العربيّ يقرأ في السنة بمعدل 6 دقائق؛ بينما يقرأ الأميركي 6 دقائق في اليوم!.. ويستنتج أبو علي من ذلك أن مكتبة الأسرة الأردنية مشروع ناجح، وربما يُشعر القراء بالخجل إزاء هذا السعر الزهيد جداً، ليقرأوا في ظل انغماسهم أمام شاشات (النت).