أن إشكالية المصطلح البلاغي تكمن في عدة نقاط من ضمنها . ألمصدر:ألحوار ألمتمدنالإشكال الأول : إن البلاغيين ربما توهموا حينما أرخو نشأة البلاغة العربية بتأريخ ظهور الشعر العربي على اعتبار إن البلاغة كانت بداياتها نقدية ذوقية سليقية فطرية ..وهذا فيه وجهة نظر من جانبنا حيث نرى ابعد من ذلك نرى إن نشأة البلاغة بدأت بظهور الرسالات السماوية للرسل والأنبياء حيث كانت وسيلتهم الخطابية وكذلك سجع الكهان كان مشهورا ومعروفا قبل الشعر الجاهلي وكما نعرف أن السجع بأنواعه وفنونه يدخل ضمن إطار البديع بمصطلحه الحالي إذن البلاغة العربية لم تكن وليدة العصر والشعر الجاهلي بل ابعد من ذلك .لإشكال الثاني :
إن القدماء والمحدثين يتفقون على إن أغراض البلاغة دينية وتعليمي وهذا فيه إشكال بالنسبة لنا إذا صح التعبير بان البلاغة نشأت بظهور الرسالات السماوية وهي أهداف ديني إرشادية وعضيه توجيهية لكنها في سجع الكهان كانت تظلل الناس باسم الدين ومع ذلك هي فن من ابلغ وأعظم الفنون الكلامية إن صح التعبير في ذلك الوقت وغايتها الأولى والاسمي هي والوسيلة بين المتحدث او المرسل والمتلقي بهدف التأثير في المتلقي وتوجيهه حسب وجهة نظر المرسل .
الإشكال الثالث :
إن الخلاف الذي نشأ بين اللغويين والنحويين في بادئ الأمر حول وجوه إعجاز القران الكريم وهل إن الإعجاز بالصرفة أم العلم بالغيب أم الإخبار عن الأمم الغابرة أم بالبيان الأدبي أي النظم والتأليف وهو ما استقرت عليه معظم الآراء مؤخرا وبعد جدال طويل اتفق الجميع إن النظم والتأليف الذي يظم الفصاحة والمعاني هو من وجوه إعجاز القران الكريم ومعجزة الرسول محمد( صلى الله عليه وسلم ) إذن فن القول والنظم والتأليف كان مثار إشكال وجدال بين اللغويين والنحويين منذ نزول القران الكريم حتى قيل إن أول كتاب ألف من اجل ذلك هو (مجاز القران ) لأبي عبيدة ت209ه.
الإشكال الرابع :توهم وخلط مصطلح الفصاحة بمصطلح البلاغة من قبل اغلب اللغويين والنحويين كالجاحظ 255ه وابن قتيبة 276ه وقدامة بن جعفر 377ه وأبو الهلال العسكري 395ه وابن سنان الخفاجي 466ه والجرجاني 471 ه الذي كانت عنده البلاغة والفصاحة والبراعة والبيان ألفاظ مترادفة والألفاظ عنده خدم المعاني والفصاحة عنده لا تكون الا بتوخي معاني النحو في نظريته النظم المعروفة . وعرف الرازي الفصاحة بانها خلوص الكلام من التعقيد كما عرفها ابن الأثير بأنها الظهور والبيان في أصل الوضع اللغوي . والسكاكي حينما قسم علوم البلاغة لم يعقد فصلا للفصاحة وإنما تكلم عنها بعد إن أتنهى من علم البيان إما القزويني فاتخذ مقدمة البلاغة في كتابه( الإيضاح )وكشف عن الفصاحة والبلاغة وانحصار علم البلاغة في المعاني والبيان وبهذا حل الإشكال القائم من عصور . وعرفها أخيرا ابن منظور في كتابه اللسان : بان البلاغة هي الفصاحة , والبلغ والبليغ من الرجال وبلغ بليغا وبلاغة : صار بليغا . وهي الوصول والانتهاء إلى الغاية أي الفصاحة والبلاغة كلمتين مترادفتين وهذا رأي معظم اللغويين والبلاغيين الاوئل .
الإشكال الخامس :
هو اختلاط علوم البلاغة فقد اختلطت علوم البلاغة العربية ( علم البيان وعلم المعاني وعلم البديع ) مع بعضها منذ نشأتها إلى أن بدأت تنقشع غمة الوهم الذي وقع به بعض العلماء وصحح البعض الأخر غيوم هذا الوهم حينما افردوا وقسم وعزلوا هذه العلوم بعضها عن بعض . وما يهمنا هنا هو علم البديع الذي صار مثار إشكال الى يومنا هذا عند القدماء والمحدثين على حد سواء بعد إن اختلط وذاب بين العلوم البلاغية الأخرى .والسكاكي 626 ه كان أخر من قعد البلاغة العربية حتى وصفت بالمعيارية التعليمية واتهموه بأنه عقد البلاغة بتقعيده لها فالسكاكي حدد موضوعات البلاغة العربية وأرسى قواعدها ودعائمها وهو أول من أطلق على المصطلحات المتعلقة بالنظم ( علم المعاني ) وأول من سمى المحسنات البديعية وقسمها . وكان بدر الدين بن مالك 686 ه صاحب المصباح أول من أطلق عليها (بديع ). وكان القزويني أخر من وقف عند البلاغة من المتأخرين وميز بين الكلام وبلاغة المتكلم وقسم البلاغة إلى ( علم المعاني وعلم البيان وعلم البديع ) ولم يخرج المحدثون عن هذه التقسيمات او التعريفات من بعده حتى أصبح مصطلح البلاغة يضم هذه العلوم الثلاثة .
الإشكال السادس والأخير :
وهو الاختلاف الذي اخذ أبعادا علمية بعد أن كان إقليميا وهو الاختلاف بين البلاغية العربية القديمة والأسلوبية الحديثة .يقال أن الأسلوبي جاءت من كلمة أسلوب وهو سطر النخيل او المذهب او الفن في لسان العرب وهي لفظة عربي قديمة , ونرى الطرف الأخر الغربي يرى أنها لفظة لاتينية قديمة مشتقة من كلمة (style) بمعنى الريشة او المثقب الذي يكتب به على الشمع او أداة النحت وهنا يمكن الإشكال الأول في التسمية ونحن نرجح أن يكون التسميتان والرأيان صحيحان مع اختلاف اللغات فنحن نقول ماء وهي كلمة قديمة والانكليزي يقول (water) أيضا ماء ولكن الفرق في زمن نشأة اللفظة ومراحل تطورها وانزياحها عن المعنى الحقيقي الذي أعدت له مسبقا , فكلمة الأسلوب العربية كانت تعني معنى مادي سطر النخيل ثم تحولت إلى معنوي معتقد ثم إلى كلامي فن القول ثم كتابي فن النظم والتأليف ثم كافة السلوكيات والانطباعات والثقافات والخبرات التي يضيفها الشخص على عمل أو شيء ما خلال تجاربه اليومية هي أسلوب حسب وجهة نظرنا , كما أن الموضوع لم يقتصر على هذا الإشكال بل توسع حينما نظر المحدثون العرب نظرة اللغويين الغربيين بان الأسلوبية قامت على أنقاض البلاغة العربية وهي وريث شرعي لها وراحوا يدعون الى مقاطعتها واتهامها بالقصور والنقص والمعيارية والقدم وراحوا يروجون للجنين الهجين ويسوقون من اجل الاعتراف بهذا المصطلح الجنيني الهجين وفعلا فرضت الأسلوبية كمنهج نقدي أولا ووريث شرعي ومكمل للبلاغة ثانيا . وفي اعتقادنا أنها نوع من السرقة الفكرية التي استخدمها المستشرقون وروجوا لها بعد أن اطلعوا على التراث العربي ومضغوه وهضموه ثم صدروه إلينا بلباس ونكهة أخرى . والدليل أن معظم البلاغيين او الباحثين في الدرس الأسلوبي لا يستطيعون أن يتخلون عن الدرس البلاغي القديم فهو دائما يملا مقدمات كتبهم واستعلامات حديثهم ,كما أن الأسلوبية تلتقي مع الدرس البلاغي في أمور كثيرة منها المادة الأساس بينهما وهي اللغة ومجال الأدب والتعبير وبعض الفنون واللمحات البلاغية التي لا تستطيع او تتجرأ الاسلوبيه على نكرانها ,كما أن الأسلوبيين وبمحاولة إقناع الآخرين ممن تصدوا لهم او وقفوا حياديين حاولوا الالتفاف على اللغة في جانب ومرحلة معينة وحاولوا الالتفاف على البلاغة في عدة فنون البيانية والبديعية وكذلك المعاني في الجمل النحوية وبهذه الخلطة الغريبة التي حاولت خلط علوم اللغة والأدب والبلاغة استطاعت أن تمرر فكرها وتدعم رأيها ,كما نود الإشارة إلى أن هذا لا يعني الاستهانة بجهود المحدثين من عرب وأجانب وفي الوقت نفسه لا يعني الانقياد وراء مثل هكذا نظريات او مدارس او مناهج دون التأكد من مصداقيتها وجذورها ومدى صداها ومداها في التراث العربي الزاخر بالكثير من هذه الآراء والذي لم يغادر شاردة او واردة في تلك الظروف الاستثنائية والفريدة من نوعها . كما نذهب مع الذين يجمعون بين التراث والحداثة والتوأمة بينهما دون المساس او إلغاء الأخر ,وبهذا حاولنا التسليط على أهم إشكاليات المصطلح البلاغي العربي متمنين من الله تبارك وتعالى أن يوفقنا لإعداد بحث متكامل حول الموضوع في اقرب وقت ممكن إنشاء الله خدمة للغة العربية التي هي لغة القران ولغة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والتمس العذر منكم سادتي القراء إن أخطأت او سهوت وهذا لا يعني أننا وصلنا إلى مرحلة الجزم وهي مجرد آراء كما يطرح الآخرون ذلك .
السلام عليكم من فضلكم هل هده المعلومات أقتبستموها من كتاب معين أم من ثقافتكم حتى أستطيع أن أهمش بحثي ولا تكون فيه سرقة علمية وإن كان من كتاب معين من فضلكم دلزني على اسمه وشكرا
السلام عليكم من فضلكم هل هده المعلومات أقتبستموها من كتاب معين أم من ثقافتكم حتى أستطيع أن أهمش بحثي ولا تكون فيه سرقة علمية وإن كان من كتاب معين من فضلكم دلزني على اسمه وشكرا