|
عرار: الزرقاء- عرار-بترا: قال الناقد محمد سلام جميعان ( ان روايات البراري الاربع تعتبر حلقات متسلسلة ومتصلة بحياته وأسئلته ، حيث يعد السؤال الفلسفي أبرز ما ينتظمها جميعا ، حتى وان بدا الواقع الاجتماعي هو الطاغي على النسق العام لرواياته) . واضاف خلال الامسية التي قدم فيها قراءة نقدية في تجربة الكاتب هزاع البراري مساء الخميس في مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي والتي نظمها فرع رابطة الكتاب الاردنيين بالزرقاء ، ان الظاهرة الاجتماعية لدى البراري وسيلة وذريعة وحيلة فنية لتمرير التساؤلات والشكوك والاحتجاجات على المصير الذي يؤول اليه الانسان بفعل القواهر النفسية والجنسية والسياسية وضغوطات الاغتراب في دورة الوجود والحياة . وتابع ، ان البراري يبحث عن الحقيقة الغائبة التي تعلو على كل الأشياء ، وعما يمنح الانسان قيمة ومعنى وجوديا ، فهو يغوص في ماهية الشيء والانسان ، ولا يعبأ كثيرا بالصورة الخارجية ، فيما انه ينزع الى الاسطوري والتاريخي . واكد ان لاوعي البراري مشحون بوعي الموت ورافض له في الوقت نفسه ومتمرد عليه ، حيث انه يريد تأكيد حقيقة موقفه الوجودي من الموت من خلال رغبته في خروج الانسان من قدره ومصيره ، وفي الوقت نفسه يبتهج بأنه يعي هذا المصير المرعب . ولفت الى ان بواعث ولوج البراري في اكثر من جنس ادبي ، قضية مرتبطة بالتكوين السيكولوجي ، وما يرشح عنه من مساءلة الكون والأشياء ، فهو بحث عن الفعل الانساني وشروطه ومحاولة مضنية في تفكيك الوجود والعدم، ولهذا فان تعدد الاجناس لدى هزاع قضية ومصيرا وليس تنويعا وترفيها . واوضح ان هزاع يكتب الرواية التي يعمل على انجازها دفعة واحدة لا انقطاع فيها ، كما انه ينحرف بالسؤال والمغزى الذي تتضمنه القصة او الرواية المقروءة نحو مطلبه وسؤاله ومغزاه هو ، بحيث يتجه لاعادة ترتيب الحدث القصصي ليكون اجرأ على مواجهة سؤال الواقع والوجود . من جهته قال الروائي هزاع البراري " ان كل ما هو موجود من معابد على الارض هو نتاج خوف الانسان من الموت ومما تفرزه الطبيعة من كوراث باستمرار " مبينا ان الكتابة هي نتيجة اشتباك مرعب مع الواقع المخيف الذي لا يتصالح معه الانسان . وذهب الى ان العنصر الاول في الكتابة هو المكان ، اذ ان المكان ليس مجرد تشكيل او تضاريس ، بل بوصفه انعكاس الشمس على الجدران ، وصرخات وضحكات الاطفال المختبئة في البيوت ، حيث ان كل ذلك يشكل لغة ما على المبدع الحقيقي معرفة قراءتها ويعمل على اعادة انتاجها من خلال نص ابداعي . واكد ان الخوف والمكان يتلاقيان في مرحلة الطفولة ، حيث تمتح الكتابة من منطقة غائرة في الطفولة ، من خلال استحضار مشاهد وحالات نفسية او اوجاع او افراح يستند لها المبدع في نصه ، مشيرا الى ان غنى مرحلة الطفولة بحجم التجارب المعاشة والقاسية والمؤلمة والجارحة، يسهم في كتابة ابداعية ذات جماليات عالية . ولفت الى ان الكتابة ايضا محاول للتمرد على الموت ، حيث ان البشر محكومون بالموت والنهاية غير تراتبية ، فقد يأتي الموت في أية لحظة من مراحل العمر ، الا ان الموت يعتبر جزءا من الحياة وليس نهاية . وحول التنوع في الكتابة اوضح ان التميز بالتنوع الادبي هو المطلوب وليس مهما الكتابة بتنوع ، فيما ان اللغة تعتبر شريكا اساسيا في البناء النفسي والانفعالي في العمل الابداعي ، مثلما ان الكتابة الحديثة تذهب الى منطقة الشعر وتسهم في تسخين السرد وتجعله اقوى . وزاد ان القلق يعتبر عتبة من عتبات الكتابة ، حيث ان الطمأنينة ضد الكتابة ، فهي تمرد واحتجاج وعدم رضا عن واقع فردي او جماعي ، فعدم الاستقرار يشكل بيئة خصبة للابداع ، والاشتباك مع القلق واثارة الاسئلة هو الذي ينتج عملا ابداعيا . وتبع الامسية التي ادارها الشاعر جميل ابو صبيح وحضرها مدير الثقافة نعيم حدادين وجمع من الكتاب والشعراء والنقاد ، نقاش واسئلة حول تجربة البراري الابداعية وما اتسمت به من تنوع وتميز . الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: السبت 30-03-2013 10:23 مساء
الزوار: 1404 التعليقات: 0
|