|
عرار: حكايتي مع الشعر- الورقة الاولى :قديماً عفتُ حليب أمي لا أدري ما السبب. لكني لمحت على رف المنزل كتاباً للشعر والأدب فشربت منه حتى نمت من التعب ولأن والدي يجهل أبجدية اللغة العربية وكان أن وجد في غدواته وروحاته كتابا مكتوبا بالخط الكوفي ومزخرف بزخارف شتى فحسبه قرآنا كريما فرفعه بأعلى ركن في المنزل خشية ان تدوسه الأقدام وما علم انه إنما يضيء في حياتي أول شموع المعرفة كنت في صغري اتشاقى كثيرا كي أصل إلى هذا الكتاب حتى إنني لفت انتباه والدتي لكثرة تطلعي تجاهه فأشفقت على راسي الصغير من النظر إلى الأعلى وهكذا قدر لي ان استدر عطف والدتي فتعطيني الكتاب لألهو به لكنني ما كنت ابحث عن متعة اللهو فنهلت منه المنهل العذب ومنذ تلك الليلة وأنا لا أنام إلا والكتاب في أحضاني أتوسده كامرأة ناضجة بين يدي وكثيرا بل كثيرا جدا ما كان يباغتني والدي وانأ أرنو إليه بكل شغف وهيام وكان يشفق علي ويربت على راسي ويقول : الا ترى انه من المبكر عليك ان تتشبث بهذا الكتاب ولم تعي خطواتك الأولى بعد . فكنت اسمعه واسر بداخلي لكني لا املك نطقا بعد يؤهلني للرد الفصيح الورقه الثانيه استطاع ان يشج بشعاع حزنه بكارة الروح. ويجبرنا على حرق الصواري بعد العبور الى مضائق الوجع والاغتراب ... يغرق في تقديم الوطن حد الدروشه مذ كان وطنه عروسا بحرية . مخبأة بطيات الغياب عنقها لولو وشعرها سنابل من ريحان ، مرورا بالنكسة والتشرد والفجيعة والقتل والنفي... حيث يحاول ان يحرق اصابعه العشرة ليكثف الحزن في بوتقة الجرح ليتساقط غيضا من صدور بنات المخيم والثوار الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الخميس 23-08-2012 09:16 صباحا
الزوار: 2700 التعليقات: 1
|
أشبعت حرفك بالحزن المثقل .. هكذا قرأتُها ..
" ( اني اكفر الان بكل الاشياء المستعبده واعلن عصياني واتودد بشوق لحد المقصلة) " هنا تكمن العظمة .. عظمتك استاذ حسين ..
قرأت حرفك مراراً وتكراراً .. نتمنى لك الخير دوماً ..