|
عرار: عمان - إبراهيم السواعير - يلقي وزير الثقافة د.صلاح جرار في الحادية عشرة من صباح اليوم، السبت، في مركز الرأي للدراسات محاضرةً بعنوان: (الثقافة وخطاب الإصلاح في الأردن)، يقدّمه فيها مدير وحدة الدراسات في المركز الباحث هادي الشوبكي. يتطرّق د.جرار، صاحب كتاب (الجدار الأخير: نظرات في الثقافة العربية)، إلى مواضيع حال الثقافة اليوم، وما ينبغي أن تكون عليه؛ بوصفها حاضنة لكل متغيرات الحياة وأبعادها الأصيلة والناشئة، كما يضع جمهوره في حوار مفتوح بخطر تحييد الثقافة وإيلاء الاهتمام لسواها، فقط؛ فهي الضامن لتماسك المجتمع، المحقق لمنعته، والأهم من كلّ هذا أنّها تعبّر عن الهويّة في ظلّ كلّ هذا الانفتاح. جرار كان قرأ الثقافة بين استحقاقات العولمة ومتطلبات الأمن الوطني قراءةً جادّةً موضوعيّة؛ بمنهج السبب والنتيجة، في جملة محاضرات لقيت قبولاً ورواجاً، بسبب التصور السائد من الإذعان لحتمية سيطرة المتغيرات الاقتصاديّة وسواها من متغيرات السياسة على شؤون الحياة. يسوق جرار في محاضرته اليوم عناوين مهمّة، من مثل: دور الثقافة والتعليم في حياة الشعوب، والمردود بعيد الأمد للثقافة قياساً إلى الاقتصاد والتجارة، والثمرة الكبيرة لاستراتيجيات وتخطيط الثقافة والتعليم، وخطورة العولمة من غير تقوية العنصر الثقافي في البلاد النامية. كما يعرّف د.جرار الثقافة واقعاً وتنظيراً، ويقرأ عقائد المجتمع والقيم والعادات والتقاليد والمفاهيم السائدة واللغة والتراث والتاريخ والمنتج الفكري والعقلي والعلمي ورموز الأشخاص والمقدسات والآداب والفنون وأنماط التفكير والسلوك والمرويات الشفوية والأساطير والخرافات، ليقف على أن المحافظة على الثقافة بعناصرها إنما هي محافظة على هوية الأمّة في زمنٍ تُستهدف فيه الهويّات. كما يقرأ الوزير إشكاليات التجانس الثقافي المعقدة، وتعدد الثقافات في ظلّ صمت الثقافة القومية أو حيادها أو قبولها أن تكون مجرد واحدة من عدة ثقافات، ويطرح جرار حلولاً الهويّة الثقافية ضامن رئيس فيها، وإلا فقدت الدول سيطرتها على الأفكار والمعتقدات وجدوى تشريعاتها على مطبوعاتها ووسائل المعلومات، وهو ما يمثل فقداناً حقيقياً لجزء من السيادة والأمن. يعرج جرار على العمل الثقافي شعراً وقصةً وروايةً ومسرحاً وفناً تشكيلياً وغناءً وموسيقى وتمثيلاً وسينما، معززاً الكثير من القيم الإيجابية التي تخدم الوطن في الإخلاص والانتماء والإيثار وتغليب المصلحة العامة، مهتماً بالدافعية التي تخلقها الثقافة للمجتمع في التطوير والإبداع والبناء، فهي- الثقافة- كفيلة بزيادة الوعي وتوسيع الآفاق وتشكيل الضمير والوجدان. كما يقدّم جرار آليات تواجه الاختراق الثقافي وخطره على الأمن الوطني، وتحمي الثقافة والأمن الوطنيين. يشار إلى أن د.جرار كان تبنى مؤتمراً ثقافياً وطنياً شاملاً، تنفّذه الوزارة قريباً، ويلمّ بمتغيرات كثيرة واقعاً وطموحاً في الشأن الثقافي الأردني، مثلما هو شديد الاهتمام بأن يكون للفعل الثقافي دور في معالجة اختلالات وسلوكات المجتمع، وهو من المؤمنين بمقدرة الثقافة على حلّ كثير من مشاكل العنف الطلابي الجامعي، من واقع محاضراته الأخيرة في هذا الشأن. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: السبت 30-06-2012 09:54 صباحا
الزوار: 1893 التعليقات: 0
|