وأكد مدير مديرية التراث د.حكمت النوايسة في مؤتمر صحفي عقد أمس في مقر الوزارة، أن المديرية تسعى لتحقيق مجموعة من الأهداف، منها إعداد قاعدة بيانات عن التراث غير المادي في الأردن، وتحديثها في ضوء المستجدات والمسوحات الجديدة، والتنسيق مع الجهات المعنية المحلية والإقليمية والدولية بشأن المستجدات المتعلقة بالتراث غير المادي في المملكة.
وأوضح أنّ المديرية تسعى إلى التنسيق مع الجهات المعنية بما يخدم تطوير المتاحف والدارات التابعة للوزارة، وتوثيق التراث غير المادي الموجود في الأردن، وإعداد قوائم حصر التراث، وإنشاء قاعدة بيانات تشتمل عليه، وتشجيع البحث في التراث المادي وغير المادي من خلال نشر البحوث وأوراق العمل ودعمها، وتهيئة السبل الكفيلة بالحفاظ عليه.
ويشجع المشروع، وفق النوايسة، المعنيين بمفردات التراث غير المادي للحفاظ عليه، وتشجيع أجيال جديدة لتبنيه، وإقامة مكتبة متخصصة بالتراث المادي وغير المادي تفيد الباحثين في الرجوع إليها، ونشر التوعية الإعلامية بالتراث الثقافي غير المادي.
وتحدث النوايسة عن مشروع إعادة تأهيل المادة الصوتية المسجّلة في السبعينيات من القرن الماضي الذي يحافظ على الموروث الأردني الثقافي والكنز الذي قام بتسجيله نخبة من الباحثين في التراث في أواسط السبعينيات وفي مناطق مختلفة من المملكة، لافتا إلى أن المديرية التراث ارتأت أن يصار إلى البحث عن هذه الأشرطة وتفريغها وتوثيقها لما تحويه من معلومات قيمة تساعد في الحفاظ على الهوية الأردنية ولتصبح مرجعا مهما للباحثين في التراث الأردني.
وبين أنه تم إيجاد حوالي 950 شريطا من مختلف مناطق المملكة، والعمل جارٍ على توثيقها بطريقة إلكترونية وتحويل الأشرطة إلى أشرطة ممغنطة.
وأشار الى مشروع تسجيل ذاكرة الروّاد الذي يهدف إلى تسجيل ذاكرة الروّاد الذين أسهموا في بناء صروح العلم والمعرفة والثقافة والسياسة والإدارة في الدولة الأردنية وتوثيقها لكي يتسنى للأجيال الاطلاع عليها والإفادة منها، وجاءت هذه الفكرة من معالي الدكتور صلاح جرار وزير الثقافة، ليتم تنفيذها بالتعاون مع المركز الثقافي الملكي.
وأوضح أنه سيصار إلى استضافة الروّاد تباعاً في المركز الثقافي الملكي، أو في بيوتهم أو أماكن عملهم، واستضافة محاورين منتقين لكي يغوصوا في ذاكرة هؤلاء الروّاد، ويسبروا أغوارها بما يضيء الجوانب المختلفة في التجربة التي عاشها الرّائد، واطلاع الأجيال عليها، من خلال تسجيل تلفزيوني للحوار لكي يكون، في ما بعد، حلقات متلفزة لكل رائد حلقة أو أكثر، قابلة للبث.
وقال النوايسة إن مشروع المكنز الوطني للتراث الشعبي الأردني هو "وعاء معرفي يتضمن كافة المفردات الشعبية لشتى مناحي الحياة العامة في الأردن"، مشيرا إلى أن المشروع ابتدأ منذ العام 2007، ثم توقف، ثم أعيد النظر به في العام 2010، وما يزال قائماً حتى هذه اللحظة ويسعى إلى جمع التراث الشعبي الأردني غير المادي ميدانياً ووثائقياً ضمن مسارين: الأول: ما نص عليه مشروع الاتفاقية العربية لحماية المأثورات الشعبية 2010 والتي صادق عليها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في 17/11/2011، وجمعه في معجم يسمى "المكنز الوطني للتراث الشعبي الأردني".
أما الثاني، وفق النوايسة، فهو المشروع الوطني لجمع التراث الشعبي الأردني ضمن خطة الوزارة لحفظ هذا التراث وصونه، ويتطلب هذا المسار من الوزارة مخاطبة المؤسسات التي عملت على جمع بعض ألوان التراث واستكمال ما لم يجمع.