وخلال اللقاء الذي جاء على هامش افتتاح الدورة الـ 23 لمعرض عمان الدولي للكتاب والتي تحل فيها الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ضيف شرف المعرض أكد الرواشدة أهمية تطوير وتعزيز العلاقات الثقافية بما تحمله من بعد للقيم الإنسانية التي تجمع البلدين الشقيقين، لافتا الى ضرورة إطلاع كلا الشعبين الشقيقين على التراث الثقافي لكل منهما.

وفي هذا الإطار نوه بدور الأردن وجهوده في المحافظة على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس بشكل خاص وفلسطين بشكل عام

ودعمه الدؤوب للمحافظة على الهوية الفلسطينية العربية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي اللقاء الذي حضره أمين عام وزارة الثقافة بالوكالة المهندس ماهر نفش ومدير عام دائرة المكتبة الوطنية الدكتور نضال العياصرة

والمدير التنفيذي لمهرجان جرش للثقافة والفنون ايمن سماوي والسفير الجزائري في الأردن عبد الكريم بحة والملحق الثقافي الجزائري أسماء لبيض،

لفت الرواشدة الى أهمية المشاركة الجزائرية بمهرجان جرش للثقافة والفنون، مؤكدا أن المهرجان يُكرس لدعم فلسطين، والإبداعات العربية

بما تحمله من عمق حضاري وتراثي وتاريخي وثقافي وفني.

وأكد أهمية ودور التراث الثقافي في بناء الدول والمحافظة على تاريخها والذي بدوره يعكس القيم الإنسانية المشتركة، منوها بدور المؤسسات الرسمية

والمجتمع المدني في الأردن بإبراز التراث الثقافي الأردني والمحافظة عليه ودوره في المحافظة على الهوية الوطنية.

وأشار الى المواقع الأردنية التي أدرجت على قائمة التراث العالمي ومنها البترا وأم الجمال وغيرها، مؤكدا أنها تشكل عنوان وهوية للدولة.

وأشار الرواشدة الى انه بموجب خطة التحديث الاقتصادي التي جاءت بتوجيهات من جلالة الملك عبد الله الثاني، تقوم المراكز الثقافية بدور تنموي

في المحافظات الأردنية والعمل من خلال برامج على إكساب شريحة الشباب الأردنيين العديد من المهارات التي تتعلق بالصناعات الابداعية ومجال

المهارات التقنية الرقمية، مؤكدا أن الوزارة تعمل ضمن خطة شمولية مدروسة على تعزيز التنمية الاقتصادية من خلال الثقافة والفنون.

ولفت الى قانون حق الحصول على المعلومة الذي تعد الأردن أول دولة عربية تطبقه، معربا عن الاستعداد للتعاون مع الجزائر في هذا الجانب.

من جهتها ثمنت مولوجي مواقف الأردن تجاه القضية الفلسطينية، مشيرة الى أهمية دور المقاومة الثقافية .

وأشارت الوزيرة الجزائرية الى زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني الأخيرة الى الجزائر، والتي شهدت توقيع العديد من الاتفاقيات بين البلدين الشقيقين،

مؤكدة على تفعيلها.

ولفتت الى أن الجزائر شهدت حديثا تأسيس مدارس ثانوية للفنون في مجالات المسرح والرسم والموسيقى والسينما ويعد هذا النوع من التعليم

الثانوي الأول عربيا، مشيرة الى أن العام الحالي سيشهد تخريج الدفعات الأولى منها ليلتحقوا بالمعاهد والكليات الفنية في دراساتهم الاكاديمية

للمرحلة الجامعية.

وقالت إن الجزائر لديها العديد من المدارس والمعاهد العليا التي تعنى في التكنولوجيا الرقمية لتأسيس اجيال تواكب التطورات الحديثة والسريعة

في مجال الرقمنة.

وبينت أن الجزائر تحظى بالعديد من المواقع الاثرية والتاريخية والتراثية للعديد من الحضارات التي تعاقبت على الجزائر على امتداد جغرافيته

بحيث تشكل ما نسيته 47 بالمئة من المساحة الكلية للدولة، مشيرة إلى أن الجزائر تعد الدولة الثانية في العالم بعد إيطاليا التي لديها حجم كبير

من الاثار الرومانية على أرضها.

واشارت الى العديد من المؤسسات الثقافية التي تعنى بالتراث الثقافي في الجزائر، لافتة الى التوجه الرسمي للدولة بهدف الاستثمار في هذا الجانب.

بدوره تحدث سماوي عن مهرجان جرش ودوره في تقديم الموروث الثقافي الاردني والعربي، مشيرا الى أن الدورة السابقة من المهرجان اشتملت

على سيمبوزيوم عربي ودولي للفن التشكيلي ورصد ريع الاعمال الفنية المشاركة الى فلسطين واطفال غزة.

واعرب عن امله بان تشارك الجزائر في سيمبوزيوم الدورة المقبلة من المهرجان لتقديم الفن التشكيلي الجزائري.

ونوه سماوي بأن الاردن يحظى بالعديد من المراكز التي تعنى بتعليم الفنون للاطفال من ذوي الاعاقات والحاجات الخاصة. 

وتحدث الدكتور العياصرة عن المكتبة الوطنية ودورها ومهامها فيما يتعلق بحقوق التأليف والمصنفات، والدورات التي تقدمها فيما

يتعلق بقانون حق الحصول على المعلومة والتحديثات التي شهدها القانون لتحقيق المزيد من الشفافية والموضوعية، مشيرا الى الاتفاقيات

التي وقعتها اخيرا مع العديد من الجهات العربية والدولية والتي تتعلق بتسجيل وصول المكفوفين الى المؤلفات والمصنفات دون الاعتداء

على حقوق المؤلف والملكية الفكرية حيث تعد الاردن الدولة الثالثة في العالم التي انضمت الى اتفاقية مراكش بهذا الخصوص.

في ختام اللقاء تبادل الوزيران الهدايا التذكارية.

بتـــــــــــرا