وهم الشاعر حسن الربيح-معلم-، وماجد الغامدي، وعبداللطيف آل مبارك-مهندسان-، استطاعوا أن يتخلوا عن مهنتهم وأخذوا ينثرون إبداعاتهم وصورهم الشعرية، من خلال النصوص التي فاقت الخمسة والعشرين نصاً، في ثلاث جولات.

وقدم للأمسية الشاعر حسن الخميس الذي افتتحها بإطلالة"بين ولادة النص والطفل، رحلة استكشاف تشي بكثير من الأسرار الكامنة وراء كل منهما، وبين الرحم والفضاء مسافة تمتد وتقصر، وبين العتمة والضياء أمكنة مؤثثة بما يناسب اختمار الذات أو انعتاق الجسد.

ومع أن تجربة الشعراء الزمنية ليست بالطويلة، إن تنوع النصوص ما بين الوجدانية والغزل والحياة العامة، فتح معه مجالاً أرحب للكشف عن نضوج تجربتهم جميعاً.

وبدأ الشاعر حسن الربيح أولى قصائده، بنص"ظلال الوجع"الذي حلق فيه بعيداً:

لجأتَ إلى الشعر تنشدُهُ وغرك فيه الصدى والسجعْ

وراح حصانك في إثرِهِ فما كل من جريهِ، أورجع

وظن الوصول يسيراً، قصيراً فطالَ وظن السرى ما هجع

وبين الوجع والظلال، وجد الشاعر الربيح نفسه معلقة مع الشاعر الكبير المتنبي، من خلال نصه "المتنبي هارباً من الكوفة إلى الروم"

ومنها :

خرج المتنبي عن الدرب في رحلة وجرى

يقتفي أثراً لايرى

مولعاً بالمسافات تلك التي لايقاس سوى الطموح البعيد

استهام بما خلف ذاك المدى من مغامرة

ليست تعرف ما القهقرى

وألقى ماجد الغامدي أولى قصائده مبتدئاً بنص"التوباد"، ومنها :

أجهش الشعرُ في ذُرى التوبادِ فتعالى صداهُ بالإنشادِ

جئتُ يا مُلهمَ المُحبِّينَ فرداً أتروّى من فِطرةِ الأجدادِ

ضوّع الشوقُ مقدمي فتماهـيتُ أحثُ الخُطى وأُغري جيادي

كسفيرٍ للحـبِ جئـتُ أُلبِّـي دعوةَ الوجدِ والقلوبَ الصوادي

وألقى الشاعر عبداللطيف آل مبارك أولى قصائده مع نص"قصة حب شرقية" ومنها:

هي ساحل يشتاق موج لقائي

وأنا بكل صلابتي ... كالماءِ

أجري لأحضنها فيتسع المدى

وأعيد من أصل الوجود فنائي

أجري إليها كي أشم أنوثةً

ممتدةً منها إلى حواءِ

في كل عصرٍ كنت قيساً طائشاً

وعلى عيون العامريةِ دائي

ما ضرَّ ثغر الظبي لو قبلتهُ

والثغرُ قبل الطب كان دوائي

وفي نهاية الأمسية كرم نائب رئيس النادي د.خالد الجريان ورئيس لجنة الشعر جاسم الصحيح وعضو المجلس صالح الحربي الشعراء بدروع تذكارية