ندوة تناقش جدلية الحضور والغياب في الشعر النسائي الأردني
عرار:
ياسر العبادي ناقش كتاب ونقاد جدلية الحضور والغياب في الشعر النسائي الأردني، في الندوة التي نظمتها جمعية النقاد الأردنيين مساء يوم الثلاثاء الماضي، في دائرة المكتبة الوطنية، بمشاركة الدكتور راشد عيسى والدكتورة مها العتوم والدكتور مراد البياري، وأدارتها الدكتورة نبال نزال.
وفي ورقتها التي حملت عنوان: «استعادة الشعر في ديوان (ما لا يستعاد) للشاعرة مريم شريف»، بينت العتوم، أن قصيدة مريم تختفي فيها البلاغة القديمة بحدودها المتعارف عليها، مشيرة إلى أن «بلاغة قصيدة مريم تقوم على علاقات جديدة بين مفردات الكون والإنسان والطبيعة، فتشكل معجماً متفرداً للمفردات والتراكيب والجمل الشعرية، وتصنع صورها الفنية بأسلوبها الخاص المميز، فلا تنبني القصيدة عندها على تراكم الصور، ولكنها تشكل صورها بالكلام السهل البسيط الذي تظنه -في لحظة ما- كلاماً عادياً ويومياً وتلقائياً كأن لا شعر فيه، وهذا هو السر في شعرها». وفي ورقته التي حملت عنوان «الموقف من الشعر النسوي»، تساءل عيسى السؤال التاريخي: لماذا نرى الشعري النسوي في العالم كلّه أدنى مستوى من شعر الرجل كما وكيفا؟ وقال: «عدد الشاعرات في كل بيئة ثقافية في العالم 5 بالمئة من عدد الشعراء. وان معظم الشاعرات اللواتي حققن شهرة في العالم، هن بنات أسر متنفذة أو غنية، مثل الخنساء، ولادة، عائشة التيمورية، فدوى طوقان، نازك الملائكة، الأمريكية جابريلا ميسترال، وإيميلي ديكنسون». وأشار عيسى إلى أن مئات الفتيات يقدمن أنفسهن على أنهن شاعرات، ولا تمتلك إحداهن أي دراية بموسيقى الشعر أو لغته الشجاعة، لكن مواقع الاتصال الاجتماعي تسمح لهن بهذه الفوضى أو يؤازرهن نقاد أدعياء جهلاء بفن الشعر لكنهم خبراء بفن المجاملة». بدوره، يرى البياري في دراسة النصوص الأدبية ضمن قالبها اللغوي مجالا ذا أهمية بالغة، ويقول: «الوسائل اللغوية المستخدمة في النص الأدبي تبين مدى قدرة الكاتب على توظيفها للوصول إلى مرحلة الإبلاغ في النص، ثم إنها تكشف مدى اتساع هذه اللغة وانفتاحها على المعاني التي يرمي إليها النص؛ فاللغة مكون أساسي لأي نص مكتوب أو مقروء، وهي الأسس الذي يختبر براعة الكاتب في أدائه اللغوي، وهي التي بها نتوصل إلى قصدية الخطاب في النص».